وصيته بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين

اما بعد

، فإن وصيتي إليك أيها المسلم ، أن تقرأ هذا وتعمل بما فيه من الأحاديث الثابتة ، عنه لتحظى بالحياة الطيبة ، وتسعد في الدنيا والآخرة ، وجملة ذلك :

أن تكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في سائر أوقاتك ، فإنك تنال بها عند الله صلاة منه عليك ، ويرفع درجتك ، ويكثر في حسناتك ، ويمحو من سيئاتك ، ويكفيك هم الدنيا والآخرة .

وصلِّ عليه حيثما كنت ، فإن سلامك يبلغه وإن كان لا يسمعه ، فإن لله ملائكة سياحين يبلغونه سلام من سلم عليه ، خصوصية خصه بها ربنا تبارك وتعالى دون العالمين .
وخص يوم الجمعة بالإكثار منها ، فإنها تعرض عليه ، وهو في قبره لم تأكل الأرض جسده الشريف ، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء .

وصلِّ عليه بصورة أخص وآكد كلما ذكر ، فإنك إن لم تفعل كنت عنده بخيلاً ، ولو كنت بالمال أكرم من حاتم طي ! .

وإياك أن تنسى وتترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، فيميل بك ذلك عن طريق الجنة .
وسل الله له الوسيلة التي هي أعلى درجة في الجنة تنل بذلك شفاعة خاصة .

وإذا جلست مجلساً فإياك أن تقوم منه دون أن تذكر الله وتصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنك إن فعلت ذلك كان المجلس عليك نقصاً وحسرة يوم القيامة ، واستحققت بذلك عذاب الله تعالى ، إلا أن يغفر لك .

وإذا صليت عليه فصل بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من صيغ الصلاة الإبراهيمية .

وصل عليه حين تدخل المسجد ، وعند الخروج منه ، وفي صلاة الجنازة ، وفي كل الصلوات بعد التشهد ، وقبل الدعاء ، وسلم عليه إذا وقفت على قبره ، ولا تزد عليه اقتداء بعبد الله بن عمر رضي الله عنهما .


الصلاة على النبي بعشر أمثالها

قال أنس بن مالك : قال أبو طلحة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم يوماً يعرفون البِِشْر في وجهه ، فقالوا : إنا نعرف الآن في وجهك البشر يا رسول الله ! قال :
أجل أتاني الآن آت من ربي فأخبرني أنه لن يصلي عليَّ أحد من أمتي إلا ردها الله عليه عشر أمثالها


صلاة الملائكة على من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم

2 –، عن عبد الله ابن أبي طلحة ، عن أبيه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يوماً والبشر يرى في وجهه ، فقالوا : يا رسول الله إنا نرى في وجهك بشراً لم نكن نراه ، قال

أجل إنه أتاني ملك فقال : يا محمد إن ربك يقول : أما يرضيك ألا يصلي عليك
أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ، ولا سلّم عليك إلا سلمت عليه عشراً



4 –، عن عمر بن الخطاب ، قال :
خرج النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز ، فاتبعه بإداوة ، فوجدته قد فرغ ، ووجدته ساجداً لله في شَربَة ، فتنحيت عنه ، فلما فرغ ، رفع رأسه فقال : ( أحسنت يا عمر حين تنحيت عني ، إن جبريل أتاني فقال : من صلى عليك صلاة ، صلى الله عليه عشراً ، ورفعه عشر درجات


الدعاء للرسول يكفي هم الدنيا والآخرة

عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاني آت من ربي فقال ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرا ) فقام إليه رجل فقال يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك إن شئت قال ألا أجعل ثلثي دعائي لك قال إن شئت قال : ألا أجعل دعائي لك كله قال : ( إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة )


أ ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال : آمين ، ثم ارتقى الثانية فقال : آمين ، ثم ارتقى الثالثة فقال : آمين ، ثم استوى فجلس ، فقال أصحابه : على ما أمَّنت ؟ قال :
( أتاني جبريل فقال : رغم أنف امرئ ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك ، فقلت آمين ، فقال : رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة ، فقلت : آمين ، فقال : رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له ، فقلت آمين ) .


لا تجعل قبري عيداً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا على فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم اتكم ) .


الملائكة تنقل السلام للنبي

عن زاذان عن عبد الله – هو ابن مسعود – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن لله في الأرض ملائكة سيَّاحين يبلغوني من أمتي السلام ) .

وقال :إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قال قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت يقولون بليت فقال
إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء


لا تأكل الأرض جسد من كلَّمه روح القدس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( حياتي خير لكم ، تحدثون ويحدث لكم ، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم ، تعرض عليَّ أعمالكم ، فإن رأيت خيراً حمدت الله ، وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم ) صحيح الالبانى


إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة


، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أكثروا عليَّ الصلاة يوم الجمعة ) . صحيح الالبانى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر ، لعن الله يهود ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم

البخيل من لم يصل على النبي


أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ
وفى رواية

إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ)
وقال
بحسب امرئ في البخل أن أذكر عنده فلا يصل علي ))


الصلاة على النبي طريق الجنة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من ينسى الصلاة [ عليَّ ] خطئ طريق الجنة

من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ خطئ طريق الجنة ))

وقال
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليَّ ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة

الالبانى: وفي الحديث ثلاث سنن تهاون بها أكثر الناس : إجابة المؤذن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الإجابة ، ثم سؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم . ومن العجيب أن ترى بعض هؤلاء المتهاونين بهذه السنن أشد الناس تعصباً وتمسكاً ببدعة جهر المؤذن بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عقب الأذان . مع كونه بدعة اتفاقاً ، فإن كانوا يفعلون ذلك حباً بالنبي صلى الله عليه وسلم فهلا اتبعوه في هذه السنة ، وتركوا تلك البدعة ؟ نسأل الله الهداية .


وقال
من صلى عليَّ أو سأل لي الوسيلة ، حقت عليه شفاعتي يوم القيامة ) . حسنة الالبانى

قال ابن عباس : اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى ، وارفع درجته العليا ، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى ، كما آتيت إبراهيم وموسى ( عليهم السلام ) . حسنة الالبانى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله ، ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم ، إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء أخذهم صححة الالبانى

( وعن أبي سعيد قالرسول الله صلى الله علية وسلم : ما من قوم يقعدون ثم يقومون ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم يوم القيامة حسرة وإن دخلوا الجنة للثواب .


سبب نزول إن الله وملائكته يصلون على النبي

عن كعب بن عجرة ، قال :
لما نزلت الآية : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) .
قلنا : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة ؟ قال : قولوا :
( اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
.
( وعن عقبة بن عمرو قال أتى رسول الله رجل حتى جلس بين يديه فقال يا رسول الله : أما السلام عليك فقد عرفناه وأما الصلاة فأخبرنا بها كيف نصلي عليك ؟ قال فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددنا أن الرجل الذي سأله لم يسأله ثم قال :
إذا صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

وكتب عمر بن عبد العزيز :
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أمراء الأجناد :
أما بعد فإن الناس ما اتبعوا كتاب الله نفعهم في دينهم ومعاشهم في الدنيا ومرجعهم إلى الله فيما بعد الموت . وإن الله أمر في كتابه بالصلاة على النبي ، صلى الله عليه وسلم فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) صلوات الله على محمد رسول الله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته .
ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)
فقد جمع الله تبارك وتعالى في كتابه أن أمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى المؤمنين والمؤمنات ، وإن رجالاً من القصاص قد أحدثوا صلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل ما يصلون على النبي وعلى المؤمنين ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فمر قصاصكم فليصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليكن فيه إطناب دعائهم وصلاتهم ، ثم ليصلوا على المؤمنين والمؤمنات وليستنصروا الله ، ولتكن مسألتهم عامة للمسلمين ، وليدعوا ما سوى ذلك ، فنسأل الله التوفيق في الأمور كلها ، والرشاد والصواب والهدى فيما يحب ويرضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والسلام عليكم .

وعن جابر بن عبد الله : أن امرأة قالت : يا رسول الله صلِّ عليَّ وعلى زوجي ، ( صلى الله عليه وسلم ) فقال
صلَّى الله عليكِ وعلى زوجكِ صحيح الالبانى

الصلاة عليه بالمساجد
عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا دخلت المسجد فقولي : بسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهم صلِّ على محمد ، وعلى آل محمد ، واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك ، فإذا فرغت فقولي مثل ذلك ، غير أن قولي : وسهل لنا أبواب فضلك صحيح الالبانى

والحمد لله رب العالمين