لو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير لحرصتُ على الحفاظ على صلاتي من أن تكون ناقصة، ولذلك سأحرص على:
الصلاة في المسجد في كل الفروض:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صَلاَةُ الْـجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»[1].
فحرصًا على هذه الدرجات لا بُدَّ من الحرص على أداء الصلاة في المسجد في جماعة، وليس هذا فحسب فقد توعَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ ترك صلاة المسجد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤَذَّنَ لهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ...»[2].
وهذا التهديد الشديد يجب أن ينعكس على مداومة المسلم على الصلاة في بيوت الله في أول الوقت، بل والمحافظة على الصف الأول في كل صلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا..»[3].

الخشوع في الصلاة:

لو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير ما أضعتُ فريضة فرضها الله عليَّ أبدًا، بل ولاجْتهدتُ في تجميلها وتحسينها، ولا ينطلق ذهني هنا وهناك أثناء الصلاة، بل أخشع فيها تمام الخشوع، ولا أنقرها نقر الغراب، بل أُطَوِّل فيها، بل أستمتع بها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ»[4].
ومن أروع الوسائل للوصول إلى الخشوع الحقيقي في الصلاة هو أن نزرع في قلوبنا حبَّ الله تعالى.. فإن من طبيعة الإنسان أنه يسعد بلقاء مَنْ يُحبُّ، بل يبحث عن لقائه ملهوفًا، وإذا اقترب موعد اللقاء تراه ينظر إلى عقارب الساعة يُريد لها أن تتحرَّك أسرع، وإذا التقى به أقبل عليه بكلِّ جوارحه، ومهما طال اللقاء فهو لا يُريد له أن ينتهي، بل يُريد للزمن أن يتوقَّف، وعند انتهاء اللقاء يحرص على الارتباط معه بموعد جديد..
هذه طبيعة اللقاء مع مَنْ نحب .. إذا حان وقت الصلاة!!
فهل نشعر بهذه المشاعر؟
إن كانت الإجابة: نعم. فلِلَّه الحمد والمِنَّة.. فنحن نحبُّ الله..
وإن كنا نتردَّد في الإجابة، ونلتمس الأعذار والمبرِّرات، فنحن لا نحب الله حبًّا حقيقيًّا -ويا للفاجعة-!
إنها كارثة! وأيُّ كارثة!
قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة: 24]..
- هل نسعد بلقاء والدينا وأبنائنا وإخواننا وأزواجنا وعشيرتنا أكثر من سعادتنا بالصلاة؟
- هل نشعر باللهفة للقاء الله عز وجل كما نشعر باللهفة للقاء أحبابنا بعد عودة من سفر بعيد؟
- هل نسعد بالصلاة كسعادتنا بدخول مال كثير إلى خزانتنا؟
- هل نخشى عدم قبول الصلاة كخشيتنا من كساد تجارة كبيرة عندنا؟
- هل نسعد بركعتين في جوف الليل كسعادتنا بانتهاء بناء مسكن لطيف جميل قضينا دهرًا في إعداده وتجهيزه؟ مسكن «نرضاه» كما وصف ربنا تعالى..
هذه هي المعايير التي وضعها الله تعالى لقياس درجة الحبِّ له سبحانه.. وقد وضع هذه المعايير الواضحة والصارمة حتى لا يَدَّعِيَ أحدٌ شيئًا باطلاً، وحتى لا يعيش الإنسان في وهمٍ كبير: أنه يحب الله أكثر من كل شيء، بينما واقع حياته يُخالف ذلك ويُكَذِّبه.. قال تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[الحجرات: 14].. فالجميع «يقول»، ولكن القليل هو الذي «يؤمن»، و«يحب»، و«يطيع»، و«يجاهد»..
فلنقف وقفة مصارحة!
ولْنُجِبْ عن هذه الأسئلة السابقة بشفافية وحرص..
مرَّة ثانية.. إن كنا -بهذه المعايير- نحب الله فلِلَّه الحمد والمِنَّة..
وإن كانت الأخرى فالعَجَل.. العَجَل!
العَجَل إلى حبِّ الله..
قبل أن يأتي {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء: 88، 89]..
ولا تنسوا أن القضية قضية إيمان.. ومَنْ قَدَّم حبًّا على حب الله تعالى فهو منقوص الإيمان، وعلى شفا حفرة، ولن يذوق حلاوة الإيمان؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»[5].
بل في رواية أخرى ينفي كلية أن يجد حلاوة الإيمان؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَجِدُ أَحَدٌ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ، وَحَتَّى يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»[6]. فهو هنا يقول: «لاَ يَجِدُ أَحَدٌ..». والكلام قاطع وصارم، وكيف لمَنْ لا يجد حلاوة الإيمان أن يخشع في صلاته؟!

طول الدعاء في الصلاة:

فالصلاة فرصة للدعاء المستجاب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الدعاء في مواطن عديدة فيها؛ فمنذ البداية كان يفتتح الصلاة بالدعاء بعد التكبير، وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم صيغ متنوعة لدعاء الاستفتاح.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاَةِ سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يا رسول الله بأبي أنت وأمِّي! أرأيتَ سكوتَكَ بين التكبير والقراءة ما تقول؟
قال: «أقول: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالمَاءِ وَالْبَرَدِ[7]»[8].
وعن عائشة ل أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالهَرَمِ وَالْـمَأْثَمِ وَالْـمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْـمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْـخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْـمَشْرِقِ وَالْـمَغْرِبِ»[9].
وكان صلى الله عليه وسلم يُكثر من الذكر في الركوع والسجود؛ فعن عائشة ل أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»[10].
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بالإكثار من الدعاء في السجود؛ لأنه أقرب مكان للعبد من ربه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»[11].
ولكن لماذا كان الدعاء في السجود أرجى من غيره، وما الحكمة في هذا؟
واقع الأمر أن وضع السجود هو أكثر أوضاع الصلاة خضوعًا لله تعالى، وأكثر المواطن ذلاًّ له سبحانه؛ ففيه تخضع الجبهة التي يعتزُّ بها الإنسان، وتسجد الأنف التي يشمخ بها الناس.. إنه المقام الذي لا يَقْبَل أحدٌ سويُّ الفطرة أن يفعله إلاَّ لله تعالى، ومن هنا كان هذا أعظم إعلان للعبودية لرب العالمين، وإذا أدرك العبد طبيعة هذه العلاقة فإن إجابة دعائه تكون قريبة؛ ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}[البقرة: 186]، فالله قريبٌ من «عباده»، أما الذي لا يُدرك كُنْه هذه العلاقة فكيف يقترب من الله؟!
غير أن هناك حكمة أخرى جميلة ودقيقة أراها من وراء جعل السجود هو موطن الإجابة الأقرب في الصلاة.. وهي أن السجود هو آخر عمل في الركعة، فكأنَّ كلَّ الركعة في تكبيرها وفاتحتها وقرآنها وركوعها وحمدها، ما هي إلا مقدِّمة مجَّدْتَ فيها الله وعظَّمتَه حتى وَصَلْتَ في نهايتها إلى السجود الذي تطلب فيه من الله بغيتك..
ومن هنا جاء حثُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا على كثرة الدعاء في السجود، وعلى الاجتهاد فيه؛ فقد روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «.. فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ تعالى، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ[12] أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»[13].
فنحن لا ندعو في الركوع، حيث إننا لم نستكمل بعْدُ الأسباب التي تكفل لنا الإجابة، أما إذا قُمْنَا في الركوع وغيرِه من أركان الركعة بتعظيم الله وتمجيده والاعتذار له، فإن إجابة الدعاء في السجود تكون أقرب، ومن المفيد أن تعرف أن هذه الوصية كانت في أخريات حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مرضه الذي تُوفي فيه؛ مما يدلُّ على أهميتها القصوى، وحِرْصِ الرسول صلى الله عليه وسلم على إيصال الخير لنا حتى مع شدَّة ألمه وتعبه.
ولعلَّ هذا هو السبب -كذلك- في مشروعية الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة، فمن السُّنَّة النبوية أن ندعو في موضعين رئيسين في الصلاة: السجود، وبعد التشهد قبل التسليم[14]. فكما أن السجود هو آخر أعمال الركعة، وجدير أن يُستجاب لنا كما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن التشهُّد هو آخر أعمال الصلاة كلها، وقد عظَّمنا اللهَ كثيرًا في كل أركان الصلاة، فحان وقت الطلب من الله عز وجل؛ ولذلك وردت في السُّنَّة النبوية أدعية كثيرة للغاية يقولها المصلِّي بعد التشهد وقبل أن يُسلِّم.
وكذلك يمكن أن نفهم لماذا جعل الله تعالى القنوت في صلاة الوتر[15].. فبعد أن صَلَّيْتَ كثيرًا من الليل، وعظَّمت الله تعالى طويلاً في هذه الركعات جاء وقت الطلب والمناشدة.. وتأمَّل صورةً من الطلب الذي تُقَدِّمه إلى الله تعالى كما رواها لنا الحسن بن عليٍّ م فقال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولهنَّ في قُنُوتِ الوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»[16]. فهنا بعد صلاة الليل كلها، أو حتى بعد صلاة اليوم كله، نختم عبادة اليوم الطويل بدعاء طويل! نطلب الهداية والمعافاة والموالاة والبركة، ولم يكن ذلك إلاَّ بعد تمجيد الله في كل الصلوات السابقة.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب وجوب صلاة الجماعة، (619)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، (650)، واللفظ له.
[2] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب وجوب صلاة الجماعة، (618)، واللفظ له، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، (651).
[3] البخاري: كتاب الأذان، باب الاستهام في الأذان، (590)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول... (437).
[4] النسائي: السنن الكبرى، (8887)، وأحمد (12315)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وأبو يعلى (3530)، وقال حسين سليم أسد: إسناده حسن. والحاكم (2676)، وقال: هذا حديث صحيح على = =شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والبيهقي: السنن الكبرى، (13232)، والطبراني: المعجم الأوسط، (5203)، وقال ابن الملقن تعليقًا على إسناد حديث النسائي: إسناد صحيح. انظر: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير 1/501، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (3124).
[5] البخاري: كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، (16) عن أنس بن مالك، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، (43).
[6] البخاري: كتاب الأدب، باب الحب في الله، (5694) عن أنس بن مالك، وأبو يعلى (3259)، والبيهقي: السنن الكبرى، (20852).
[7] ذكر الثلج والبرد تأكيدًا، أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال، وقيل: عبر بذلك عن غاية المحو؛ فإن الثوب الذي يتكرَّر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء. ويحتمل أن يكون المراد أنَّ كل واحد من هذه الأشياء مجاز عن صفة يقع بها المحو وكأنه كقوله تعالى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَ}[البقرة: 286]. انظر: العظيم آبادي: عون المعبود، 2/344.
[8] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب ما يقول بعد التكبير، (711)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، (598).
[9] البخاري: كتاب الدعوات، باب التعوذ من المأثم والمغرم، (6007)، وأحمد (24346).
[10] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب الدعاء في الركوع، (761)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، (484).
[11] مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، (482)، وأبو داود (875)، والنسائي (723)، وأحمد (9442).
[12] قمن: حقيق وحريٌّ وجدير. ابن حجر العسقلاني: فتح الباري، 2/300، والنووي: المنهاج، 4/198.
[13] مسلم: كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، (479)، وأبو داود (876)، والنسائي (218)، وأحمد (1900).
[14] لقوله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء بعد التشهد: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو». البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب، (800)، و«ثم يَتَخَيَّر بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ». مسلم: كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، (402).
[15] القنوت هو اسم للدعاء في الصلاة في محلٍّ مخصوص من القيام، والوتر صلاة مخصوصة بعد فريضة العشاء، وسميت بذلك لأن عدد ركعاتها وتر (أي فردية)، وهي آخر الصلاة بالليل. انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية 27/289-299، 34/57، 68، ووهبة الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 1/809-828، وعبد الرحمن الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/305-308.
[16] الترمذي: أبواب الوتر، باب ما جاء في القنوت في الوتر (464) وقال: هذا حديث حسن. وأبو داود (1425)، والنسائي (1442)، وابن ماجه (1178)، وأحمد (1718)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. وقال ابن الملقن: هذا الحديث صحيح. انظر: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير 3/630، وقال النووي: رواه الثلاثة (أبو داود والترمذي والنسائي) بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام 1/455.

من كتاب رمضان الأخير للدكتور راغب السرجاني