صديق فعال
هشام حناشي
تاريخ التسجيل: July-2017
الدولة: الجزائر العاصمة ـ الجزائر
الجنس: ذكر
المشاركات: 675 المواضيع: 306
صوتيات:
1
سوالف عراقية:
0
مزاجي: مبتسم، متفاءل، صعب الغضب
المهنة: أستاذ جامعي، اختصاص ادب ولغة اسبانية
أكلتي المفضلة: الدولمة الجزائرية، الكسكسي
موبايلي: Wiko Sunset 2
آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
تفسير القرآن الكريم: سورة البقرة (الآية 11 إلى الآية 20)
تفسير سورة البقرة الجزء الثالث
من الآية 11 ألى الآية 20
مواضيع اليوم
* بيان قبائح المنافقين (من الآية 11 إلى الآية 16)
* ضرب الأمثال للمنافقين (من الآية 17 إلى الآية 20)
1. بيان قبائح المنافقين
قال الله تعالى: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11)
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14) الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)"
في الآية 11، شرع الله تعالى وصف قبائح ومذمومات المنافقين وأحوالهم الشنيعة، حيث طلب منهم المؤمنون أن يكفوا من الفساد وإثارة الفتن والكفر والصد عن سبيل الله، فأجابهم المنافقين أنهم ليس لهم شأنا في الفساد وإنما هم مصلحون، وأنهم يسعون للخير والصلاح فلا يصح مخاطبتنا بذلك
إن المنافقين تصوروا الفساد بصورة الصلاح، وهذا لما في قلوبهم من مرض فكانوا كمن قال الله (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) ولذلك رد الله عليهم أبلغ رد بتصدير جملة "ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)" وفي هذه الآية الله ينبه المؤمنين أن هؤلاء الأشخاص هم المفسدين حقا لا غيرهم، ولكنهم لا يفطنون ولا يحسون، لانطماس نور الإيمان في قلوبهم
أما في الآية 13، قيل للمنافقين وطُلب منهم أن يؤمنوا إيمانا صادقا لا يشوبه نفاق ولا رياء، كما آمن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والإخلاص في إيمانكم وطاعاتكم لله، فأجابوا المنافقين "أنؤمن كما آمن السفهماء" الهمزة للإنكار والسخرية، أي قالوا أنؤمن كإيمان هؤلاء الجهلة "أمثال صهيب وعم
ار وبلال" وأوصفوهم بنقص العقل والتفكير.
"ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" أي ألا إنهم هم السفهاء حقا، لأن من ركب متن الباطل كان سفيها بلا امتراء، ولكن لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل، وذلك أبلغ في العمى والبعد عن الهدى، فأكد الله سبحانه وتعالى، وحصر السفاهة فيهم، ثم قال:
"وإذا لقو الذين آمنوا قالوا آمنا" أي إذا التقوا المؤمنين أظهروا لهم الإيمان والموالاة نفاقا ومصانعة، "وإذا خلوا إلى شياطينهم" إي اذا انفردوا ورجعوا إلى رؤساءهم أهل الضلال والنفاق، قالوا: "قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون" أي قالوا لهم نحن على دينكم وعلى مثل ما انتم عليه من الاعتقاد، وإنما نستهزئ بالقوم ونسخر منهم بإظهار الإيمان.
"الله يستهزئ بهم" أي أن الله يجازيهم على استهزائهم بالإمهال ثم بالنكال، "ويمدهم في طغيانهم يعمهون" أي يزيدهم بطريق الإمهال في ضلالهم وكفرهم يتخبطون ويترددون حيارى، لا يجدون إلى المخرج منه سبيلا لأن الله طبع على قلوبهم وأعمى أبصارهم فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا.
"أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى" أي ان المنافقون استبدلوا الكفر بالإيمان، وأخذوا الضلالة ودفعوا ثمنها وهو الهدى، "فما ربحت تجارتهم" أي ما ربحت صفقتهم في تصرفاتهم "وما كانوا مهتدبن" أي وما كانوا راشدين في صنيعهم ذلك، لأنهم خسروا سعادة الدارين الدنيا والآخرة
ويمكن تلخيص من هذه الآيات أربع صفات للمنافقين وكل صفة منها كفيلة في إنزال العقاب بهم وهي:
أ. مخادعة الله (فالخديعة مذمومة والمذموم يجب أن يميز غيره لتجنب الذم)
ب. الإفساد في الأرض بإثارة الفتن والتأليب على المسلمين وترويج الإشاعات الباطلة
ج. الإعراض عن الإيمان والاعتقاد الصحيح المستقر في القلب الموافق للفعل
د. التردد والحيرة في الطغيان وتجاوز حدود غير معقولة بالإفتراء على المؤمنين، ووصفهم بالسفاهة، مع أن المنافقين هم السفهاء بحق، لأن من أعرض عن الدليل، ثم نسب المتمسك به إلى السفاهة فهو السفيه
2. ضرب الأمثال للمنافقين:
قال الله تعالى: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17) صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18) أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير (20)"
ثم ضرب الله تعالى مثلين وضح فيهما خسارة المنافقين الفادحة فقال: "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" أي مثالهم في نفاقهم وحالهم العجيبة فيه كحال شخص أوقد نارا ليستدفئ بها ويستضيء، فما اتقدت حتى انطفأت، وتركته في ظلام دامس وخوف شديد "فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم" أي فلما أنارت المكان الذي حوله فأبصر وأمن، واستأنس بتلك النار المشعة والمضيئة ذهب الله بنورهم أي أطفأها الله فصاروا يتخبطون ولا يهتدون.
"صم، بكم، عمي" فهم كالصم لا يسمعون، وكالأخرس لا يتكلمون بما ينفعهم وكالأعمى لا يبصرون الهدى ولا يتبعون سبيله "فهم لاي رجعون" أي لا يرجعون عما هم فيه من الضلال والغي.
ثم أضاف الله مثلا آخر عن المنافقين وقال: "أو كصيب من السماء" أي مثلهم في الحيرة والتردد كمثل قوم أصابهم مطر شديد، أظلمت له الأرض، وأرعدت له السماء، مصحوب بالبرق والرعد والصواعق (فيه ظلمات ورعد وبرق"
"يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق" أي يضعون رؤوس أصابعهم في آذانهم لدفع خطر الصواعق، وذلك من فرط الدهشة والفزع كأنهم يظنون أن ذلك ينجيهم "حذر الموت" أي خشية الموت من تلك الصواعق المدمرة "والله محيط بالكافرين" وهي جملة اعتراضية أي والله تعالى محيط بهم بقدرته، وهم تحت إرادته ومشيئته لا يفوتونه، كما لا يفوت من أحاط به الأعداء من كل جانب.
"يكاد البرق يخطف أبصارهم" أي اوشك البرق لشدته وقوته وكثرة لمعانه أن يذهب بأبصارهم فيأخذها بسرعة "كلما أضاء لهم مشوا فيه" أي كلما أنار لهم البرق الطريق مشوا في ضوئه "وإذا أظلم عليهم قاموا" أي وإذا اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا في مكانهم، وفي هذا تصوير دقيق لما هم فيه من غاية التحير والجهل.
"ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم" أي لو أراد الله لزاد في قصف الرعد فأصمهم وذهب بأسماعهم وفي ضوء البرق فأعماهم وذهب بأسماعهم "إن الله على كل شيء قدير" أي أنه الله تعالى قادر على كل شيء، لا يعجزه أحد في الأرض ولا في السماء، فحذر الله تعالى المنافقين والكفار بأسه وسطوته، وأخبرهم أنه بهم محيط، وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قادر
في المرة المقبلة سنتطرق للحديث عن الأمر بعبادة الله وحده وأدلة التوحيد، وإثبات نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة البرهان على إعجاز القرآن، وما أعده الله لأوليائه، والحكمة من ضرب الأمثال في القرآن
صح صحورك وتحياتي لكم جميعا
تنبيه للأخ VIP ENGINEER أنا استخدم عدة مصادر وعددها يتراوح بين 4 الى 5 مصادر فأقوم بقراءتها وتلخيص المحتوى بأسلوبي وأهم مصدر الذي أعجبني كثيرا هو
noreman99.ahlamontada.net
وتحياتي لكم جميعا