لا أريد أن أتخلى عن حُلمي..
ولكنه ، لا يتحقق ..
اليأس ينهش في فِكريّ ، و يشتت شتلات الحلم الصغيره التي تحتاج إلى سقاية، و يغرس نباتات زينة توحي بالتوقف، لا تنبض الحياة في معصمها ولا تدفع بالمزيد للتحرك ، جمودٌ فكري متعجرف ، يُناظِر واقع الحياة فيتوقف، و يستنزف إشراقة روحي في لحظة شرود ..
أحقاً خُلقنا لنضع رجلا على رجل أو يدٍا على خد و نمثل دور المشاهدين ، و ننتظر برنامج اليوم المليء بالقسوة يمر مر المتخرجين!! ،
حسناً ، أنا لا أملك المزيد ، ولا أملك القوة و السلطة و الجاه الذي يمكنني من فعل الكثير ، ولكنيّ إنسان و من حقي أن أستيقظ كل صباح و أتنفس أصداء حلمي البعيد و المنتظر من الأمد القريب!! ، على الرغم من أن قلبي متحطم، ووضع بلدي كئيب ، ...
أعلم أعلم ، أنه ليس الوقت المناسب لأفكر في الجانب المفرح هذا .. ! ، وأنه يجب علينا فقط التفكير كيف نوفر الماء النظيف ، و اسطوانه الغاز ، و بعضا من الأكل الذي قد يساعدنا على العيش ، و أعلم يا أبي كم أنت تائه و مهموم بكيف وكيف و من أين لي أن أوفر ملامح الحياة و السعادة في وجوه أطفالي..
لذا قررت بلا شك، أن أدفن كل أحلامي ، و أساعد أبي في مهامه الشاقة من أجل التوفير ، و جلب السعاده لأمي عند كل ظهيرة ؛ عندما تستقبلني محملة بالتعب و بالخضروات لكي تُعِدْ لنا وجبة هنيئة ، لم أعد أريد شيئا من هذه الحياة اللعينة التي أنعتها في الأغلب بحياة اللعبة الشهيرة ، * سوء أن أٌُُعِيّنْ أبي و أمي على توفير و توقير السعادة في قلوب إخوتي .. .
اقتربت أيام الشِدة، و واجهنا البرد و قسوته ، و الحَرّ و عذابه ، و خزّنا بعض من الأشياء لاستقبال رمضان و من ثَمَ تهيأنا لخياطه بعض الملابس التي تفي بالغرض لموسم العيد ، ..
محاولين جمع كل فتات تحطم و زرعه بعيداً عن أعين اخوتي الصغار .. ! .
تفاجئتُ أحد الأيام بسؤال أخي البالغ من العمر أربع سنوات ، ب لماذا يا أختي نضع هذا السلك هنا ونحن لا نحتاجه ؟ ، ولماذا نمتلك تلفازاً و نحن لا نشاهد فيه ؟ و لماذا هذا القنديل لا يضيء أبداً رغم تواجده هنا كثيراً .. !؟ ،
رافقني سكوتً مسكون في وجهه ، ف احترمت تفاصيل طفولتي التي عشتها أمام شاشه التلفاز ، و الأضواء التي تعيد الحياه عند غايب الشمس و تذكرتُ أيضاً عندما كان أبي يعود كل ليلة ، أجلس مع أمي نشاهد التلفاز و أنام في حضنها، ...
راجعت الشريط الجانبي الطفولي من حياتي و نسيت أسئله أخي ، .. فقلت له بسرعة و ب تشتت أخرق : لا تهتم بها ! المهم أنك تملك ضوء يفي بالغرض عندما يحل الظلام ... !
إضافة إلى ذلك لقد صنعت لك لعبةً جديدة
تعال سأُريك إياها !!!