ما هو الطريق ؟.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار

لا شك أن الطريق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يدندن ويُذكّر أصحابه في كل خطبة:
"وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم".

إذا؛ فعلى المسلمين كافة - وبخاصة منهم من يهتم بإعادة الحكم بالإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلها - أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما نكني نحن عنه بكلمتين خفيفتين:
(التصفية، والتربية).
ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أولئك الغلاة، الذين ليس لهم إلا إعلان التكفير، ثم لا شيء.

والواقع ان ما نعيشة في هذه السنوات كل هذا سببه أنهم خالفوا نصوصا من الكتاب والسنة، من أهمها :
﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ﴾

إذًا؛ إذا نحن أردنا أن نقيم حكم الله عز وجل في الأرض هل نبدأ بقتال بعضنا بعض او تكفير بعضنا بعض ؟ أم نبدأ بما بدأ به الرسول عليه السلام ؟.
لاشك أن الجواب: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ سنةٌ…﴾.

بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.

تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين الأفراد الذين كان يظن فيهم أنهم عندهم استعداد لتقبل الحق، ثم استجاب له من استجاب - كما هو معروف في السيرة النبوية -، ثم الضعف والشدة التي أصابت المسلمين في مكة، ثم الأمر بالهجرة الأولى والثانية،.. إلى آخر ما بدأ به حتى وطد الله عز وجل الإسلام في المدينة المنورة، وبدأت هناك المناوشات، وبدأ القتال بين المسلمين وبين الكفار من جهة، ثم اليهود من جهة أخرى … وهكذا.

إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بالتعليم ، كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن نحن لا نقول الآن بالتعليم لماذا ؛ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم الأمة الإسلام لأننا في وضع الآن من حيث أنه دخل في التعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقا بل ما فيه ما يؤخر الإسلام ويقضى على الثمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصحيح.

ولذلك فواجب الدعاة الإسلاميين أن يبدءوا بما ذكرت آنفا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه، من الأشياء التي تفسد الإسلام ليس فقط في فروعه في أخلاقه بل وفي عقيدته أيضا.

والشيء الثاني:
أن يقترن مع هذه التصفية تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى.
فلا نزال نسمع من كثير منهم فى العقائد المخالفة للكتاب والسنة، وهم يريدون أن يقيموا الإسلام.

وبهذه المناسبة نحن نقول هناك كلمة لأحد أولئك الدعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن يحققوها تلك الكلمة هي:
" أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم".

لأن المسلم إذا صحح عقيدته بناءً على الكتاب والسنة، فلا شك أنه من وراء ذلك ستصلح عبادته، ستصلح أخلاقه، سلوكه …إلخ.
لكن هذه الكلمة الطيبة - في نقدي وفي نظري - لم يعمل عليها هؤلاء الناس، فظلوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة… وصدق فيهم قول الشاعر:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ***إن السفينة لا تجري على اليبس

والحمد لله رب العالمين