ﻗﺼﺺ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﺆﺛﺮﺓ
1_ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻟﺒﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ،
ﻭﺟﺪﺕ ﺭﺟﻼ ﻋﺠﻮﺯﺍ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻈﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﻓﺴﺮﺕ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﻨﻪ ﻷﺣﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ
ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺑﻨﺎﻳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﺔ
ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻨﺎ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﻟﻦ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻟﻠﻤﻈﻠﺔ ﺍﻵﻥ،
ﺧﺬﻫﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪﻙ.
2_ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺼﻞ ﺟﺪﻱ ﻭﻋﻤﺮﻩ 70 ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ
ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ . ﺟﺪﻱ
ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺎﺟﺢ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺷﺮﻛﺎﺗﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺫﺍﻛﺮ
ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﻟﻴﻮﻓﻲ ﺑﻮﻋﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗﺨﺴﺮ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻣﻨﺬ 50 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻀﺖ
3_ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ،
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ: ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺃﺑﻜﺮ ﻣﻤﺎ
ﻓﻌﻠﻨﺎ.
4_ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ،
ﻟﻜﻨﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺩﻓﻌﺎ ﻟﺤﺎﺟﺘﻲ ﻟﻠﻤﺎﻝ . ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺧﺴﺮﺕ ﻭﻇﻴﻔﺘﻲ، ﻭﻓﻲ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﺗﻌﻄﻞ ﺇﻃﺎﺭ
ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻓﺘﻮﻗﻔﺖ ﻟﺘﺒﺪﻳﻠﻪ، ﺛﻢ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺍﻹﻃﺎﺭ
ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺼﻠﻴﺢ ﺑﺪﻭﺭﻩ . ﻭﻗﻒ ﺭﺟﻞ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ
ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺗﻮﺻﻴﻠﻲ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﻃﺎﺭ، ﺭﻛﺒﺖ ﻣﻌﻪ ﻭﺣﻜﻴﺖ
ﻟﻪ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻲ، ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻭﺳﺄﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺪ ﻣﻌﻪ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻋﻠﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺇﻓﻼﺳﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﺭﺑﺤﺖ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ.
5_ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﺑﻠﺪﻳﻦ،
ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺣﺎﻓﻈﺔ ﻧﻘﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻟﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻲ ﻷﺑﻌﺪ ﻣﻦ
ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺤﻄﺔ ﻭﻗﻮﺩ. ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻧﺘﻈﺮ
ﻣﻘﺪﻡ ﻣﺴﺎﻓﺮ ﺁﺧﺮ، ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺳﺎﺋﻖ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﺮﺩﺩ، ﻭﺷﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ
ﺇﻗﺮﺍﺿﻲ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮ
ﻋﻠﻰ ﻣﻞﺀ ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻭﺩﻓﻊ ﻟﻲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ،
ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﺜﻠﻚ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻓﻌﻞ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ
ﻣﻌﻚ ﺛﻢ ﺭﺣﻞ.
6_ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺷﺎﺑﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ 27 ﺳﻨﺔ ﻣﺮﻳﻀﺔ
ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﻤﻞﺀ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﺡ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﻦ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺩﺭﻙ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ.
7_ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻴﺢ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻻﺟﺌﺎ ﻣﻦ
ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﻭﻟﺼﺪﻳﻘﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺬﻕ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻣﻨﺬ
ﺃﻳﺎﻡ. ﻓﻮﺭﺍ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻄﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻼﺟﺊ ﻗﺎﺋﻼ: ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ
ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ، ﺗﺴﺎﻫﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ
ﻭﺿﺤﻜﺖ ﻣﻌﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻲ
ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﻭﺍﻟﻌﻔﺶ، ﻓﺎﻷﻫﻢ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ.
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻃﻮﻳﻞ، ﺟﺎﺋﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﻟﻴﺸﻜﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻲ ﻟﻪ ﻭﺗﻔﻬﻤﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ، ﺛﻢ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ
ﺳﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻣﻌﻠﻼ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ
8- ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺎﺟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ
ﻋﻤﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻨﻲ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ، ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ
ﻟﻲ: ﺍﻗﺮﺃ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﻪ، ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻻ
ﻳﻔﻜﺮ ﺃﺣﺪ ﻓﻴﻪ، ﺍﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﺣﺪ