السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذي تفاصيل رحلتي للعراق بقالب كوميدي اكتبها لكم هنا علها تجعلكم سعداء
الحلقة الاولى ( قرار السفر )
أخيرا قررت السفر الى العراق بعد ان اكتمل عمري الاربعين رأيت من الواجب القيام بزيارة المراقد المقدسة بالعراق حيث ان ذلك جزء اصيل من مذهبي الجعفري وقد توارثنا حب الزيارة من ابائنا واجدادنا وعلى هذا فأن عدم الزيارة وتأخيرها يشعرني بالكثير من القلق فشعور داخلي يقول لي انني لم أتم ما يتوجب علي تجاه ديني . فكرت مليا في هذا الامر وفكرت بالصعوبات المحتملة التي قد تواجهني في الرحلة وما قبلها وما بعدها لكن الامر يستحق المجازفة ولو قدر لي الموت فأن شرف الهدف اعز واجل من فقدان الحياة . هناك الكثير مما سمعته ممن ذهبوا الى هناك وهناك الكثير من التجارب الناجحه والفاشلة التي مرت على كثير من الاصدقاء والاهل وقد كان لها تأثيرا في تصوري للأمر .
اخيرا حزمت حقائبي وودعت أرضي الاحساء متجها الى هدفي الذي نويته وقد كان من ضمن الاستعدادات هو توفير المبالغ المادية الكافية بعملات مختلفة علني احتاج أليها فسأكون غريب ولن ينفعني هناك اسمي او اسم عائلتي بل سينفعني المال . نعم المال فقط . ودعت الاهل والأقارب توديع اشبه بالمودع للذهاب الى الشهادة فأنا شخصية شديدة المخاوف وشديدة التخيل وهذا ما جعلني ابكي اثناء وداعي . إن للأرض جاذبية شديدة ليس للأجساد فقط بل ايضا للقلوب والأروح ولأني احببت أرضي ومكاني فأني اشعر بأن أرضي ومكاني ايضا يحبونني ( تبادل الحب ) في الطريق الى البحرين كان كل شيء يتحرك أمام عيني وكأنه يلوح بيده لي مودعا . لم اكد اللاحظ أي شيء اخر في الطريق حتى انني خشيت انني في سكرة من سكرات الموت .
كان الوقت فجرا وكان قلبي ينبض بسرعة لم تفقه سرعة اخرى الا قيادة اخي المتهورة للسيارة والتي كانت سببا اخر يعجلني متوترا فقيادته لم تعجبني قبلا ولا حتى اليوم فهو يسرع في مواقع لا يجوز فيها السرعة اضافة الى انه ينشغل بشرب كأس القهوة وهو يقود سيارته لكني كنت مضطرا فشخص ما كان يجب عليه أن يقوم بمهمت ايصالي الى مطار البحرين حيث تبدأ الرحلة . في الخلف كانت تجلس زوجتي واخوها الذي سيرافقنا في الرحلة وفي الامام كنت اجلس بجانب اخي واسدي له النصح تلو النصح والتحذير تلو التحذير
أخوكم : أحمد محمد بن الشيخ