عشرة رحالة عرب لهم الفضل في اكتشاف العالم كما نعرفه الآن !
في قديم الزمان لم يكن هناك أقمار صناعية تستطيع اكتشاف الأماكن النائية وما تحت الأرض أيضاً، بل كانت هناك العديد من الأماكن على كوكب الأرض التي لم يصل إليها البشر بعد، وكذلك لم يكن هناك وسائل اتصالات حديثة ونقل للمعلومات..
ولذلك كان على الرحالة السفر بين الأقطار المختلفة للتعرف على الأماكن الجديدة والأهم الكتابة عنها لنقل هذه المعلومات الجديدة للأجيال القادمة، وهؤلاء الرحالة هم خليط مابين علماء الأنثروبولوجيا والجغرافيين في زمننا هذا.
واليوم نتناول حياة وانجازات 10 رحالة عرب أسهموا في اكتشاف العالم الذي نعرفه الان.
ابن بطوطة 1304 م-1377م
من لم يسمع عن رحلات “ابن بطوطة”؟ فأدب الرحلات والرحالة العرب مرتبطين في أذهان الكثيرين بابن بطوطة مباشرة، وبالطبع لا نستطيع الحديث عن الرحالة العرب بدون البدء به.
هو محمد محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بَـطُّوطَة، وهو ليس رحالة فقط بل كذلك مؤرخ وقاض وفقيه مغربي، بدأ رحلته الكبرى عام 725م ليطوف بالمغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر، والهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا.
ثم عاد إلى المغرب وبدأ في إملاء أخبار رحلاته التي جمعها في كتاب اسمه “تحفة النظار في غرائب الأمصار، وعجائب الأسفار” وهذا الكتاب تُرجم لأغلب لغات العالم وجامعة كامبريدج لقبت “ابن بطوطة” في كتبها “بأمير الرحالة المسلمين والوطنين”
الإدريسي 1099م-1160م
هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، من مواليد مدينة “سبته” في المغرب، أحد كبار العلماء المسلمين وكعادتهم في هذا الوقت كان متعدد الاهتمامات والإنجازات فهو من مؤسسي علم الجغرافيا وكتب كذلك في الأدب والشعر والنبات ودرس الطب والفلسفة والفلك، واستطاع رسم خرائط للأنهار والبحيرات والمرتفعات، وهذه الخرائط تم الاعتماد عليها في كشوف عصر النهضة الأوربي بعد ذلك.
طاف البلاد وكتب عنها ورسم خرائطها ثم استقر في النهاية في صقلية بسبب ثقافة حاكمها ومحبته للعلوم ومن البلاد التي تجول فيها (الحجاز، تهامة، مصر، فرنسا، إنجلترا، القسطنطينية، وآسيا الصغرى).
ومن أهم إنجازاته رسمه للكرة الأرضية مع استخدامه لخطوط الطول وخطوط العرض وهي الكرة التي دُمرت في اضطرابات بعد وفاة الحاكم “روجر الثاني”.
ابن جبير الاندلسي 1145م-1217م
هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني ومعروف باسم ابن جبير الأندلسي وهو جغرافي ورحالة وكاتب وشاعر كذلك.
ويقال ان الأمير استدعاه وأجبره على شرب سبعة أقداح من الخمير واعطاه مثلهم من الدنانير فقرر استخدام هذا المال في التكفير عن ذنبه والحج، ورحلته هذه استغرقت عامين وقد كتب عن مشاهداته خلال هذه الرحلة في يوميات عُرفت “برحلة ابن جبير” و “تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار” وهذا الكتب تم ترجمته على يد “ويليام رايت” وضمه لمجموعة من الكتب الأخرى في مجال الرحلات باسم “” Early travelers in Palestin”.
خريطة ابن جبير الاندلسي
ومن المشهور أنه قام بثلاث رحلات شاهد فيهم العالم ثم استقر في الإسكندرية حتى توفي ولكن لم يدون من رحلاته هذه سوي الرحلة الأولى.
أحمد بن فضلان
هو أحمد بن العباس بن راشد بن حماد البغدادي، هو عالم ورحالة مسلم عاش في القرن العاشر الميلادي في أوج مجد الدولة الإسلامية في بغداد، وكتب عن مكان غريب على الثقافة الإسلامية وهو “روسيا” وما كتبه هو الوصف الأول لهذا المكان، فملك الصقالبة قد بعث للخليفة الإسلامي يطلب منه إرسال بعثة تعرفه على الحضارة الإسلامية التي غزت العالم، لذلك أرسل رحلة على رأسها العالم ابن فضلان.
وكان وصفه لأقاليم الصقالبة بالفولجا مختلف عن سائر الكتاب والرحالة في عصره، فهو لم يصف المكان فقط في سرد طويل، بل عالج كل ما رآه من عادات ومكانة المرأة في المجتمع الروسي القديم وطرق العيش، كيفية دفن الموتى، ليجعل مما كتبه مرجع شامل يتم الاعتماد عليه إلى الآن.
وقد تم تناول حياة ابن فضلان في كتاب من تأليف “عبد السلام البقالي” اسمه “مغامرات سفير عربي”، وكذلك في مسلسل تلفزيون باسم “سقف العالم” عام 2005، وفيلم أمريكي باسم The 13th Warrior من بطولة “أنطونيو باندرياس”.
أحمد ابن ماجد 1418-1500
هو ملاح وجغرافي عربي مسلم، بارع في الفلك والملاحة والجغرافيا واسماه البرتغاليون “أمير البحار، وله العديد من الكتب والمراجع الملاحية والتي تستخدم حتى الآن، وكان خبيرا ملاحياً في “البحر الأحمر”، “خليج بربرا”، “المحيط الهندي” و”بحر الصين.
قد ارتبط اسمه باسم “فاسكو داجاما” والرحلة الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح لاكتشاف طريق جديد للوصول للهند، حيث قام بمساعدته خلال هذه الرحلة وهناك بعض المصادر التي تنسب هذه الكشف لابن ماجد لقيامه بالدور الأعظم فيه هذا الاكتشاف ولكن في كل الأحوال لقد كان لابن ماجد فضل كبير فيه سواء قام به وحده أو كمساعد لداجاما، وله العديد من الإسهامات في علم الملاحة سواء في طرق القياس أو في تطوير البوصلة أو في كتبه الكثيرة التي ساعدت الملاحون من بعده في اكتشاف العالم.
الحسن الوزان “ليون الأفريقي” 1494-1554
هو رحالة،قصة حياته بالفعل تصلح لصنع فيلم سينمائي ، فقد وُلد وعاش طفولته في الأندلس قبل سقوطها في أيدي اسبانيا، ثم انتقل ليعيش في المغرب في مدينة فاس واصبح سفيراً للسلطان وارتحل بين العديد من البلاد خصوصاً الأفريقية مثل “تبمكتو” وزار كذلك مصر وإسطنبول وحج، إلا أن سقط في الأسر وتم اقتياده وتقديمة كهدية للبابا “ليون العاشر” وهو من أجبره على اعتناق المسيحية وإجباره على الحياة في روما وتعليم اللغة العربية..
وقد كتب مجموعة من الكتب خلال فترة اسره في الأدب والجغرافيا وأشهرها على الإطلاق كتاب “وصف افريقيا”، وهناك أقوال في موته ، فالبعض قال إنه توفي في روما، بين الغالبية تميل لعودته إلى تونس ليعيش فيها حتى وفاته.
وقد تم تقديم حياته في فيلم وثائقي على قناة ال BBC باسم “Leo Africanus A Man Between Worlds” وكتب “أمين معلوفرواية عن قصة حياته.
ابن حوقل
هو محد أبو القاسم بن حوقل، وهو كاتب وجغرافي ومؤرخ ورحالة في القرن العاشر الميلادي وله كتاب شهير وهو “صورة الأرض” وكتبه عام 977م.
في الحقيقة المعلومات عن هذا الرحالة قليلة للغاية ومستخلصة فقط من كتابه السابق ذكره، ولكن المعروف عنه أنه رحالة أمضى ثلاثين عاماً من حياته مسافراً ورحالة في مناطق نائية في آسيا وإفريقيا، وفي كتابه وصف بالتفصيل اسبانيا وإيطاليا وصقلية والإمبراطورية البيزنطية.
المقدسي
هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر، وهو وُلد وعاش طفولته في فلسطين، وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القران ثم بدأ رحلته الأولى إلى العراق وتعلم هناك وتفقه، وبعد ذلك اتجه لجزيرة العرب بهدف الحج، ثم زار العراق والشام ومصر والمغرب واقاليم العجم وفارس وخوزستان والسند،.
وخلال هذه الفترة انتهى من تأليف كتابه في مدينة شيراز في فارس، وكان في الأربعين من عمره، وقد سرد في كتابه تفاصيل الأماكن التي زارها بما فيه النقود المستعملة والموازيين والمسافات بين المدن والمختلفة، وقسم البلاد الإسلامية لأربعة عشر إقليم ستة عربية وثمانية اعجمية، وقد استطاع تحديد المعالم الاجتماعية لكل قسم سواء في الأزياء او العملات أو عادات مختلفة.
أبو الحسن المسعودي 896-957م
هو العالم أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، وبالإضافة لكونه رحالة عظيم فقد كانت له إنجازاته العلمية الأخرى منها كتابته عن نظرية التطور وطواحين الهواء والانحراف الوراثي الذي يحدث في الحمضيات نتيجة نقلها من السند إلى المصر.
ومسقط رأسه هو العراق، وسافر إلى فارس والهند وسيلان ودول بحر قزوين والسودان وجنوب شبة الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد الروم ثم انتهى به المقام في مصر حيث توفاه الله.
ومن أهم كتبه “مروج الذهب” وهو الكتاب الذي يحتوي على معلومات أنثروبولوجية قيمة عن أهالي وشعوب المناطق التي ارتحل لها، فتكلم عن صفاتهم الجسمانية والشخصية وتقاليدهم وعاداتهم والحرف الشهيرة لهم وغيرها من المعلومات الهامة.
حسن المراكشي
هو أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي وقد عاش في عصر الموحدين في المغرب وله العديد من الإسهامات في الجغرافيا والفلك والرياضيات وصناعة الساعات الشمسية.
وقد ارتحل كثيراً حتى استطاع أن يضع خريطة جديدة للمغرب العربي، أورد فيها تصحيحات لعدد من الخرائط القديمة، وكذلك وضع تقديراً جديداً لطول البحر الأبيض المتوسط وهو 24 درجة مئوية وهو تصحيح أيضاً لما ورد في تقدير الكثير من الجغرافيين.
المصدر اراجيك