وجد باحثون أن الجرثومة التي تسبب التهاب الحلق مسؤولة أيضا عن الإصابة بمرض "أكل-اللحم المدمر"، المعروف باسم التهاب اللفافة، الذي يؤثر على حوالي 200 ألف شخص حول العالم سنويا.
وتنبعث من بكتيريا، Streptococcus pyogenes، مادة سامة تسبب ألما مبرحا بسبب اختراقها الجلد وأكلها النسيج الضام والعضلات. ومن المعروف أنه يصعب تشخيصها ويمكن أن تصبح قاتلة.
واكتشف بحث جديد أجرته كلية الطب بجامعة هارفارد، أن S. pyogenes تستحوذ على الخلايا العصبية وتستغل الاتصال الطبيعي الذي يحدث بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي أثناء الإصابة أو العدوى، حيث "تزدهر" على أساس ألم مضيفها.
وقال كبير الباحثين في الدراسة، إسحق تشيو، وهو أستاذ مساعد في علم الأحياء المجهرية والطب المناعي بكلية الطب، إن "التهاب اللفافة هو حالة مدمرة ما يزال علاجها صعب للغاية، كما أن معدل الوفيات مرتفع بشكل غير مقبول. وتكشف نتائجنا عن دور جديد مفاجئ لتطور هذا المرض في الخلايا العصبية، ما يشير إلى ضرورة اتباع إجراءات مضادة واعدة تتطلب المزيد من الاستكشاف".
وبعد إجراء التجارب على الفئران، أدرك الباحثون أن البكتيريا أنتجت سما يسمى streptolysin S، تسبب في إطلاق عصبونات تستشعر الألم، ما أدى إلى معاناة المضيف.
واكتشف الباحثون أيضا أن السم ينبعث من الببتيد الذي يعطل التواصل مع الجهاز المناعي، ما يمنع الجسم من مقاومة العدوى وبالتالي تتوقف الخلايا المناعية عن إطلاق إنزيم من شأنه قتل البكتيريا الغازية.
وفي التجربة الأخيرة، استخدم الباحثون مركبا أوقف إفراز الناقل العصبي، الذي عطل جهاز المناعة. وتمكنت الخلايا المناعية من الاستجابة السريعة ومنع انتشار التهاب اللفافة.
ووجد البحث أن غياب خلايا الدم البيضاء في موقع العدوى، يفسر سبب معاناة المرضى من ألم شديد في المراحل المبكرة من المرض، ولكن دون وجود تورم شديد أو احمرار والتهاب عام. وافترض الباحثون أنه من خلال حجب إشارات العصبونات، يمكن للجهاز المناعي محاربة البكتيريا، ما يخلق علاجا محتملا لعدوى S. pyogenes.
ويذكر أن ما يصل إلى 3 من كل 10 أشخاص يموتون عند الإصابة بهذا المرض.