توفي المؤرخ البريطاني، ريتشارد بايبز، في 17 مايو الجاري، عن عمر يناهز 94 عاما، حيث اشتهر بأعماله التاريخية الطويلة والمميزة عن روسيا والثورة الروسية والبلاشفة.
وقضى البروفيسور بايبز معظم حياته الأكاديمية في جامعة هارفرد، حيث كان في نخبة المؤرخين الغربيين عن التاريخ الروسي. كما أنه صنف برتبة "مفكر سياسي" في الأوساط العامة الأمريكية والبريطانية.
وعرف المؤرخ الراحل بولعه الشديد بتاريخ الحرب الباردة، وكان من أشد المعارضين لسياسة "التقارب" التي حذتها الإدارة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وفي عام 1976، قاد مجموعة من خبراء السياسة الخارجية وخبراء عسكريين في محاولة لدراسة وتحليل الاستراتيجية العسكرية للاتحاد السوفيتي، وذلك بتفويض من جهاز الاستخبارات الأمريكي(CIA). حيث كان لبايبز دور بارز في تعزيز سياسة الرئيس، رونالد ريغن، في رفع مستوى التحدي مع الاتحاد السوفيتي، ونفوذه الكبير في أوروبا الشرقية.
وبالرغم من عمله في السياسة إلا أنه اعتبر نفسه أكاديميا وباحثا تاريخيا بالدرجة الأولى، وخاصة في التاريخ والثقافة والسياسة الروسية، وهو المجال الذي تميز فيه بايبز عالميا، على الرغم من إثارة بعض كتاباته لجدل واسع في الأوساط العلمية.
وغطت دراساته وأبحاثه أكثر من 600 عام من التاريخ الروسي العريق، حيث كان أشهرها كتاب، "Russia Under the Old Regime".
وأكثر ما يميز بايبز عن أقرانه، هو أنه عاش الأحداث التاريخية بنفسه، كيهودي هرب من الاحتلال النازي لبولندا، وشهد خلال حياته صعود البلاشفة إلى السلطة في روسيا، وكذلك عهدي ستالين ولينين. حيث كان من أشد الناقدين للبلاشفة الذين اتهمهم "باختطاف السلطة" وتمهيد الطريق لدولة ستالين "المرعبة".