أشارت إحصاءات حديثة نشرتها الصحافة السعودية إلى أن 89% من منازل الأسر السعودية توجد فيها خادمة واحدة على الأقل، وأن 97% منهن غير عربيات، وأن عدد الخادمات تعدى المليون، وفقاً لمجلة "ماي مول" المتخصصة التي تصدر في دبي. وقالت في عددها الأخير إن الخادمات يوجدن في أكثر المنازل الخليجية، فيقدر حجم إنفاق الأسر على خدم المنازل بالإمارات بنحو 3 مليارات درهم سنوياً، وتساهم إمارة أبوظبي بنسبة 46% من حجم الإنفاق السنوي على الخدم مقارنة بباقي الإمارات. وأوضحت مجلة "ماي مول" أن بعض الأسر تعتمد على خدم يزيد عددها على عدد أفراد الأسرة، مشيرة إلى أن ارتفاع عدد العمالة المنزلية يأتي أحياناً من باب التباهي والتفاخر. وكانت خادمة إندونيسية هزت المجتمع السعودي أخيراً عندما قامت بذبح الطفلة تالا الشهري (4 سنوات) وهي نائمة في سريرها في مدينة ينبع غرب السعودية، ثم فصلت رأسها عن جسدها بآلة حادة، وسبق ذلك بأيام قيام خادمة سرلانكية بقتل طفل (4 أشهر) بوضع سم فئران في حليبه.
22 دولاراً ساعة الخادمة بالكويت
وعن الكويت قالت إنه لا يخلو منزل كويتي منها حتى ولو كانت بدوام جزئي، فيصل أجر الخادمة التي تعمل ثماني ساعات في اليوم إلى خمسة آلاف دولار أمريكي شهرياً، وتتقاضى الخادمة على كل ساعة عمل 22 دولاراً. ويرى الدكتور محمد الشيخ، رئيس قسم علم النفس بجامعة الإمارات، في تصريح لموقع "ماي مول أرابيا"، أن بعض الأمهات يتركن تربية الأبناء بالكامل للخادمات لدرجة أن الطفل يعتاد النوم في أحضان خادمته، ما يجعله يشعر بالتعلق والحنين الدائم لها. ويقول الدكتور صلاح عبدالحي، أستاذ علم النفس بجامعة عجمان، إن الطفل يكتسب جميع المعايير الاجتماعية في مراحل عمره الأولى التي يتعرف إلى المرفوض أو المقبول اجتماعياً وما هو حرام وجائز دينياً، فإذا كانت الخادمة هي التي أمامه فإنه يكتسب منها كل هذه المعايير، وإذا كانت هذه الخادمة تحمل جنسية وديانة مختلفة عنه فيمكن أن تنقل له بعض القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد التي تختلف مع ديانة وثقافة أسرته، ما يجعله مشوهاً سلوكياً. وتعلق الدكتورة شاملة العبيدي، الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة عجمان، بأن وجود الخادمة في المنزل وتدخلها في تربية الأبناء يؤثر بشكل مباشر وسلبي في الطفل في كافة مراحل حياته. وتنصح بأن تتخلى الأم العاملة عن الخادمة وتستعيض عنها بوضعهم في رياض أطفال تخضع للإشراف التربوي ليتفاعلوا مع الأطفال وتنمو قدراتهم العقلية والجسدية.