شُبِّه لي
أني لم أكن قد بحثت
عن عَينين ساحرتين
وعن خيالٍ ضالْ
وعن خفقة قلب حنونْ
ولا ضوع عطر ظفيرةِ
شممته في رأسِ نبيّةٍ
كانت قد نَسِيتْ نسيانها
وظل نبضها هاتفاً مبتهجاً
بحلم ٍ آتٍ من بعيدْ
و رأيتُ ما لا أريدُ
أن أرى
حين شُبِّه لي
أني تخليت
عن يوتوبياي
التي حلمت بها
منذ صباي
وشُبِّه لي أيضاً
أني لم أودع طفولتي البريئة بعدْ
ولم أبلغ حكمة الشيخوخةِ
وبقيت في غيبوبتي حالماً
لكني عندما صحوتْ
وجدت بكائي
أصبح خيمة لعزاءٍ صارخْ
وشبّه لي الآن
بعدما قتلتُ كل وساوسي
بأن لساني ظلّ معقوداً
وهو يبحث عن
نسغٍ صاعد لأغصان قصيدةٍ
تكاد أن تحتضر
قبل أن تؤبن جثمان شاعرٍ
لم ينتهِ بعد
من كتابة وصيتهِ