النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 409 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 19 المواضيع: 14
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3
    آخر نشاط: 22/October/2019

    لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم

    لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم

    إنّ ممّا يحكم العقل بقبحه ويشهد له العادلان : الوجدان والضمير بذلك هو أن يتحدث الإنسان بما لا يعلم ، كأن ينقل خبراً دون تثبت ، أو يطلق حكمه على فلان دون علم ، وغير ذلك فعنهم ( عليهم السلام ) : ( لا تقل ما لا تعلم ، ولا تقل كل ما تعلم ، فإنّ الله سبحانه قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة ) .
    سئل أبو جعفر ( عليه السلام ) : ما حق الله على العباد ؟ قال ( عليه السلام ) : ( أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون ) .
    وعنه ( عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّي لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدار عقله ) ، وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله .
    قيل للخليل بن أحمد ـ وقد اجتمع بابن المقفع ـ : كيف رأيته ؟ فقال : لسانه أرجح من عقله . وقيل لابن المقفع : كيف رأيت الخليل ؟ قال : عقله أرجح من لسانه . فكان عاقبتهما أن عاش الخليل مصوناً مكرماً ، وقتل ابن المقفع تلك القتلة الفظيعة .
    وجاء في وصفهم كان لي في ما مضى أخ في الله وكان يفعل ما يقول .
    بم تجيب إذا كنت لا تعلم ؟

    قد يسأل الإنسان سؤالاًً ، وهو لا يعرف الإجابة ، والمسؤولية تملي على الإنسان في مثل هذه المواقف أن يدير ظهره لهواجس نفسه وأنانيته ويقول بكل شجاعة : لا أدري .
    ومن وصايا النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأبي ذر ـ : ( يا أبا ذر إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه تنج من تبعته ، ولا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة ).
    وتزداد المسؤولية إذا كان السؤال شرعياً ، وبالأخص إذا كان موجّهاً لطالب العلم .
    وقال بعض الأكابر : لا أدري نصف العلم ، ومن سكت لله تعالى حيث لا يدري فليس أقل أجراً ممّن نطق بعلم ، لأنّ الاعتراف بالنقص أشد على النفس .
    ولم تقتصر الروايات على الأمر بـ ( لا أدري ) ، بل حذّرت حتّى من الإجابة بـ ( الله أعلم ) .
    فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا سئل الرجل منكم عمّا لا يعلم فليقل : لا أدري ، ولا يقل : الله أعلم ، فيوقع في قلب صاحبه شكا ، وإذا قال المسؤول : لا أدري فلا يتهمه السائل ) .
    ولا عيب في أن يقول لا أدري ، فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : ( لا يستحيي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا علم لي به ) .
    وعنه ( عليه السلام ) : ( قول لا أعلم نصف العلم ) .
    أما من يجيب عن كل ما يسأل فهو إمّا عالم بحق أو مسكين غافل ، يهرب من قول الناس بأنّه لا يعلم فيقع في قولهم بأنّه مكابر أو متحايل ، وربما شمله قول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ من أجاب في كل ما يسأل عنه لمجنون ) .
    عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر ـ أحد فقهاء المدينة المتفق على علمه وفقهه بين المسلمين ـ أنّه سئل عن شئ فقال : لا أحسنه ، فقال السائل : إنّي جئت إليك لا أعرف غيرك !. فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه ، فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه : يا ابن أخي ألزمها !، فقال : فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم !، فقال القاسم : والله لأن يقطع لساني أحب إليّ أن أتكلّم بما لا علم لي به !.
    نعم وردت رواية في حق العالم أن يقول الله أعلم ، فعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول : الله أعلم ، وليس لغير العالم أن يقول ذلك ) .
    وعنه ( عليه السلام ) : ( ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، إنّ الرجل لينتزع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء ) .
    الإفتاء بغير علم :

    تختص الفتوى بمزيد عناية ومسؤولية خاصة أمام الله تعالى ، إذ أنّها حكم شرعي يترتّب عليه العمل العبادي الذي يرجى أن يكون مطابقاً لحكم الله ، بل قد تتخطى ذلك إلى المساس بعقائد الناس ، إذ أنّهم كثيراً ما يسألون العلماء عن عقائدهم فيأخذوها منهم .
    وقد ورد التحذير من الإفتاء بغير علم ، بل قد يعد ذلك كذباً على الله تبارك وتعالى ، ففي الكتاب المجيد : { ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين } .
    { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } .
    { ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته } .
    { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودّة } .
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اتقوا تكذيب الله ) ، قيل : يا رسول الله ! وكيف ذاك ؟ قال : ( يقول أحدكم : قال الله ، فيقول الله : كذبت لم أقله ، أو يقول : لم يقل الله ، فيقول عز وجل : كذبت قد قلته ) .
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أفتى الناس بغير علم ، كان ما يفسده من الدين أكثر ممّا يصلحه ) .
    وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ ، والمحكم من المتشابه ، فقد هلك وأهلك ) .
    وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض ) .
    وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أفتي بفتيا بغير ثبت ، فإنّما إثمه على من أفتاه ) .
    قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله ، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه ) .
    وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم ، ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم ) .
    وعنه ( عليه السلام ) : ( إياك أن تفتي الناس برأيك ، أو تدين بما لا تعلم ) .
    قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نفتيهم بآثار من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصول علم عندنا ، نتوارثها كابراً عن كابر ) .
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار ) .
    الصمت عند الشبهة :

    وكمّا حذّرت الروايات عن الإفتاء بغير علم ، فقد حثّت الروايات على لزوم الصمت عند الشبهة بكل مواردها ، سواء كانت الشبهة كما هي في بعض الفتن أو بعض المواقف التي يبنيها الناس على الظن ، أو الاشتباه في الحكم الشرعي أو غير ذلك ، فعلى العاقل أن يلزم الصمت في الشبهات حتّى تنجلي غبرتها .
    فمن وصايا الإمام علي لابنه الحسن ( عليهما السلام ) : ( أوصيك يا حسن وكفى بك وصيا بما أوصاني به رسول الله ... الصمت عند الشبهة ) .
    قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) لما سأله زرارة عن حق الله على العباد ؟ : ( أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عند ما لا يعلمون ) .
    ومن وصايا الإمام علي ( عليه السلام ) عند وفاته :
    وعنه ( عليه السلام ) : ( أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها ، والزكاة في أهلها عند محلّها ، والصمت عند الشبهة ، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل ، والزم الصمت تسلم ) .
    وممّا يبرز أهمّية هذه الوصية أنّها عند الموت . إذ أنّ الإنسان في تلك اللحظات الحرجة لا يهتم إلاّ بأعظم وأهم ما يريد ، فكيف بعظيم وحكيم كخليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسيّد الموحّدين : فتراه يوصي بالصلاة والزكاة والصمت عند الشبهة ، وعدم التسرّع والصمت ، وهذه الوصية وكونها عند الوفاة أكبر دليل على أهمّية الصمت .

  2. #2
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 138 المواضيع: 17
    التقييم: 35
    مزاجي: تعبانه
    آخر نشاط: 27/December/2012
    الف تحياتي لطرحك الراقي


    ربي لا يحرمنا من اطروحاااتك المميز


    دمت بهذا الطريق .. طريق محمد وآلــــــــــــ محمد


    اللهم صل على محمد وآلـــــــــــ محمد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال