صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 36
الموضوع:

من الموسوعة الفلسفية/ فلاسفة معاصرين ـ من غير المسلمين - الصفحة 2

الزوار من محركات البحث: 43 المشاهدات : 1149 الردود: 35
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #11
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    تاريخ التسجيل: May-2018
    الدولة: Iraq & Zakho
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,381 المواضيع: 228
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 514
    مزاجي: أنا + الموسيقى = عشق اسود
    المهنة: ابوب وشبابيك + كاونترات + موبيليا + طباخ
    أكلتي المفضلة: دولمه + معكرونه بالبشاميل
    موبايلي: Samsung A50
    آخر نشاط: 11/December/2022
    أورتيجا أي جاسيت Ortega Y Gasset


    (حياتنا حوار: أحد المتحاورين فيه هو الفرد، والآخر هو المنظر والبيئة المحيطة)

    في هذه الكلمات القصار يتلخص مذهب هذا المفكر الإسباني الأصيل، الذي فقده العالم في سنة 1955. إنه أحد أعلام النهضة الإسبانية الروحية المعاصرة. ولد عام 1883، أي عام الزلزال حيث هُزمت إسبانيا في كل معاركها وفقدت كل مستعمراتها في أمريكا، وتم تدمير أسطولها كاملاً في الفيليبين على يد القائد الأمريكي (جورج ديوي) وبهذا فقدت كل مستعمراتها في المحيط الهادي، وأضحت دولة صغيرة بعد أن كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر سيدة أوروبا ومن أقوى دول العالم.

    إن جيل 1898 يحب الشعوب القديمة أو (القرى القديمة) والمناظر الطبيعية، ويرمي الى بعث الشعراء الأولين. ويذكي الحماسة. ويمكن تلخيص خصائص هذا الجيل بما يلي:

    1ـ احتفال للغة والأسلوب، فهم سادة في علو الأسلوب واستخدام كنوز اللغة الاسبانية والاهتمام بالألفاظ الأصيلة، وتوَخّي الجَرْس اللفظي الرنّان.

    2ـ اطلاع واسع جداً على الآداب الأجنبية. فصاحبنا (أورتيجا) كان يتقن ست لغات أجنبية، ويقرأ روائعها في أصولها، خصوصاً الثقافة الألمانية التي تأثر بها في تكوينه الروحي أعظم تأثر. وتفتحه على العالم الخارجي كان له بالغ الأثر في تكوين العقلية الجديدة التي أوجدتها حركة هذا الجيل.

    3ـ نزعة ذاتية تتجه الى حقيقة النفس الإنسانية الباطنة بوصفها الملاذ الصادق الأمين بعد أن انهارت القيم الخارجية.

    4ـ العكوف على الطبيعة الإسبانية الخالصة، مما يتمثل في بادية إسبانيا بمناظرها الخشنة وآفاقها الموحشة، خصوصاً في إقليم (قشتالة) ذات الطابع العنيف العميق الحاد.

    5ـ شكٌ في قيمة التراث الإسباني، ونقد لاذع للقيم التقليدية: الأدبية والسياسية والدينية، وتمرد على جميع السلطات. فأعيد تقويم هذا كله من جديد: فهوت نجوم لامعة وصعدت أخرى كانت منسية.

    حصل أورتيجا على الدكتوراه في الفلسفة عام 1904 برسالة عنوانها (مخاوف سنة ألف: نقد أسطورة). خلف (سالمرون) في كرسي (ما بعد الطبيعة) في جامعة مدريد، وظل فيه حتى عام 1936. حيث ارتحل بعد الحرب الأهلية متجولا في فرنسا وهولندا والبرتغال والأرجنتين، وعاد الى إسبانيا عام 1945.

    ليس لأورتيجا مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، بل إن نزعته الروحية يتنافى معها أن يكون له (مذهب). ذلك أنه يرى: (أن كل حياة إنما هي وجهة نظر الى العالم، والحق أن ما تراه الواحدة لا يمكن أن تراه الأخرى، وكل فرد ـ شخص، أو شعب، أو عصر ـ هو أداة لإدراك الحقيقة، لا يمكن أن يقوم مقامها غيرها، وهكذا تكتسب الحقيقة بُعداً حيوياً، على الرغم من أنها في ذاتها بمعزل عن التغييرات التاريخية).

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 240 وما بعدها

  2. #12
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    أونامونو Miguel de Unamuno



    ولد في مدينة (بلباو) سنة 1864، وعندما كان في العاشرة سقطت قنبلة على سقف مجاور للمنزل الذي كان يقطن فيه، أثناء الحروب (الكارلية) أثرت في تكوين حياته وشعوره الوطني ـ كما يقول تأثيراً عميقاً.

    في سنة 1880 دخل جامعة مدريد وأخذ (الليسانس) في الفلسفة، وفي سنة 1884 حصل على الدكتوراه في (اللغة البسكية)، شغل كرسي الفلسفة وبقي فيه حتى سنة 1901، رشح نفسه لمنصب نائب رئاسة الجمهورية إلا أنه أخفق. نفاه الديكتاتور (بريمو دي ريفيرا) سنة 1924، عاد الى إسبانيا بعد أن سقطت حكومة الديكتاتور سنة 1930، فاستقبله الأسبان استقبال الفاتحين، وعين رئيساً لجامعة (شلمنقة) مدى الحياة. توفي بالسكتة القلبية سنة 1936.


    أونامونو شخصية فذة في كل شيء: في فكرها ووجدانها، وسلوكها في الحياة.

    فذ في فكره لأنه لا يمكن أن يندرج تحت مذهبٍ من المذاهب الفلسفية أو الفكرية عامة، بل كان أبغض شيء لديه أن يضعه الناس تحت صفة أو اسم من الصفات والأسماء التي يبادر الناس الى إلصاقها برجال الفكر والفن والعلم، فقال عن نفسه (لا أريد أن يضعني الناس في خانة، لأني أنا ميحيل دي أونامونو، نوع فريد شأني شأن أي إنسان آخر يريغ الى الشعور الكامل بذاته).

    بل لا يندرج تحت أي وصف عام من أوصاف أهل الكتابة: فلا هو فيلسوف، لأن أفكاره لا ترقى الى درجة تكوين مذهب فلسفي بالمعنى الدقيق لهذا اللفظ، ولا هو القصصي، لأن قصصه تتجاوز القواعد التقليدية المرسومة للقصة، ولا هو كاتب مسرحي لأن الجمهور أجمع حينما شاهد مسرحياته تُمَثّل على أنها ليست من المسرح في شيء، ولا هو شاعر، لأن شعره حافل بالأفكار أكثر منه بالغناء والموسيقى، ولا هو سياسي لأن اتجاهاته في السياسة كانت من التذبذب والاضطراب بحيث لم يعرف أصحابه ولا أعداؤه ما هو مذهبه السياسي. وبالجملة لم يكن واحداً من هؤلاء، لأنه كان كل هؤلاء مجتمعين في شخص واحد، نسيج وحده في كل مناحي حياته المادية والروحية.

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 257 وما بعدها

  3. #13
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    باشلار Gaston Bachelard (1884ـ1962)



    فيلسوف علوم فرنسي. ولد عام 1884، وبعد حصوله على ليسانس في الرياضيات عمل موظفاً في البريد، ومن ثم انتقل لتدريس الفيزياء في مدرسة (بار على الأوب) الثانوية، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون سنة 1927، وفي سنة 1930 أصبح أستاذاً للفلسفة في جامعة (ديجون Dijon ) ثم عين أستاذاً لتاريخ العلوم وفلسفتها في جامعة السوربون وبقي لوقت تقاعده عام 1954، وابنته (سوزان) أستاذة للفلسفة في جامعة السوربون. توفي سنة 1962.

    ومؤلفات باشلار الكثيرة تدور حول موضوعين أساسيين هما: نظرية المعرفة العلمية (الإبيستمولوجيا)، والنزعة الشعرية المقترنة بالتحليل النفسي. وعنده أن الموضوعين مترابطان، فإن ما يكشف عنه التحليل النفسي من إسقاطات لرغباتنا على تصورنا للعالم، وهو ما يكشف عنه العلم عن طريق مجهود دؤوب وفي اتجاه مضاد، لأن النظريات العلمية تدمير للنظرات (أو القصائد) الشعرية.

    ويدعو باشلار الى ديالكتيك سلبي dialectique du non. والسلب هو في أساسه حركة تدمير وإعادة بناء للمعرفة يؤدي الى بيان أن التقابلات زائفة. بيد أن التقابل الوهمي للتصورات يميل الى منازعات حقيقية في الممارسة المنتجة للعلم، إن العلم يضع قضايا تخضع للتعديل المستمر. وإذا كان الحالم يستأنف أحلامه العالم هو الآخر يستأنف أبحاثه العقيمة في الظاهر.

    ومصير العقل هو ناتج غير إنساني للعمل النظري لبني الإنسان، والفكر ينتج مقولاته خلال ممارسته لما هو تجريبي والعلم هو حالة خاصة من ذلك الإنتاج، فيها المقولة العليا هي (الحق).

    وفائدة تاريخ العلم هي أن يبين كيف أن ما نعده اليوم نظرية علمية صحيحة قد مر بالعديد من النظريات التي ثبت خطؤها في مرحلة تالية.

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 292 وما بعدها

  4. #14
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    برادلي Francis Herbert Bradley



    فيلسوف إنجليزي من أتباع المثالية المطلقة.

    ولد في سنة 1846 وتوفي سنة 1924، تعلم في كلية الجامعة بجامعة أكسفورد وانتخب زميلاً لكلية (مرتون) لمدة لا تنتهي إلا بالزواج. فلم يتزوج حتى مماته.

    تُنعت فلسفة برادلي بأنها (هيجلية جديدة)، وهو وصف غير دقيق، لأن هيجل عقلي توكيدي، بينما برادلي مزيج من الشك والإيمانية Fideism وجدلية هيحل تكاد تكون مفقودة عنده. وربما الجامع بينهما هو الحديث عن (المطلق Absolute).

    تفرغ برادلي للتأليف، رغم زمالته للكلية ودوامه بها، فألف (مفترضات التاريخ النقدي1874) و (دراسات أخلاقية 1876) و (مبادئ المنطق 1883) و كتابه الرئيسي (المظهر والواقع 1893). ومقالات أخرى كثيرة حتى وفاته.

    في كتابه الأخير سعى برادلي للنظر الى العالم ككل. وفي سبيل ذلك بين أن النظر الى العالم على أنه مؤلف من موضوعات منفصلة هو نظر متناقض مع نفسه. ويقرر أن العالم واحد، والواقع الحقيقي واحد، والعالم ليس فيه موضوعات منفصلة عن بعضها البعض. وكل ما يبدو في الظاهر من اختلافات مآله الى الزوال.

    في موضوع الأخلاق: يرى أن وظيفة علم الأخلاق (ليست أن تجعل العالم أخلاقياً، بل أن تجعل من الأخلاق السارية في العالم نظرية).

    ماذا يقصد الناس حين يقولون: فلان مسؤول أخلاقياً؟ إن المسئولية الأخلاقية معناها أن الشخص يتحمل النتائج المترتبة على كل أو معظم الأفعال التي يرتكبها.


    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 319 وما بعدها

  5. #15
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    برجسون Henry Louis Bergson


    فيلسوف فرنسي كبير. ولد في باريس سنة 1859. وكان أبوه مؤلفاً موسيقياً من أصل بولندي. أما أمه فهي إنجليزية. وكلاهما كان يهودياً. حصل على الدكتوراه في الفلسفة سنة 1889، برسالتين أحدهما تحت عنوان (بحث في المعطيات المباشرة للشعور)، والثانية بعنوان (رأي أرسطو في المكان). تقدم مرتين للحصول على منصب في هيئة التدريس في (السوربون) لكنه رفض. ثم عين في (الكوليج دي فرانس) ويعد أعلى معهد علمي في فرنسا ولكن ليس فيه طلاب منتظمون ولا يمنح شهادات علمية. حصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1928.

    أعلن في وصيته التي كتبها عام 1937 أنه كان سيتحول الى الكاثوليكية (المسيحية)، لولا أنه شعر أن هناك موجة معاداة كبيرة لأبناء دينه الأصلي اليهودية، فآثر الدفاع عنهم. وعندما احتل الألمان فرنسا سنة 1940، وضعت قيوداً على اليهود، وأرادت سلطات الاحتلال استثناءه من تلك القيود، لكنه رفض تضامناً مع أهل دينه، ومع ذلك فقد توفي بعد ذلك بستة أشهر سنة 1941.

    فلسفته


    تعريفه للفلسفة: يرى برجسون أن مذهب أي فيلسوف ليس مجرد تركيب من عدة أفكار بعضها سابق وبعضها جديد، بل فلسفة الفيلسوف تنبع من عيان (أو وجدان) فلسفي واحد une intuition philos.. حتى أن الفيلسوف لا يقول أبداً إلا شيئاً واحداً، مستقلاً عما قاله السابقون، وكان سيقول نفس الشيء لو وجد قبل ذلك بعدة قرون.

    عيان المدة: وهو عصب مذهبه، ومركز القوة الذي ينطلق منه الدافع الذي يعطي الوثبة. وقد خلص برجسون من تأملاته في الحركة والتغير الى النتائج التالية:

    1ـ أن أهم صفة للحركة هي أنها غير قابلة للقسمة. فسواء كانت الحركة متصلة أو على شكل وثبات أو خطوات أو مراحل، فإن كل واحدة منها تكون كلاً لا يقبل الانقسام.

    2ـ في التغيير لا ينبغي افتراض موضوع ثابت يجري عليه التغيير. فالتغيير هو الواقع نفسه: إنه حركة دائمة وتغير مستمر. وباختصار: لا توجد أشياء تتحرك، بل توجد حركات تتحرك.

    3ـ ينتقد برجسون فكرة أن الزمان خط متصل، فهذه الفكرة ـ برأيه ـ رمزية، لأنه يفترض أن العقل يدرك بنظرة واحدة، اللحظات التي يميزها ويعاملها على أنها موجودة معاً.

    في الذاكرة: ميز برجسون بين نوعين من الذاكرة: الذاكرة العادة، والذاكرة المحضة. والأولى: يمكن أن تقيم في الجسم، وهي مجرد تركيب لحركات. والثانية، الذاكرة المحضة: فهي وظيفة للروح أو العقل، فهي تمنحنا رؤية ارتدادية لماضينا. ويضرب مثلاً على الأولى: حفظ قصيدة، والثانية: استحضار الذهن لدرس سمعه. ففي الأولى ترديد القصيدة مرة تلو المرة، أما في الثانية فهي حدثت مرة واحدة كأي حادث نراه في حياتنا اليومية...

    في موضوع الأخلاق: قسم برجسون الأخلاق الى: أخلاق منغلقة، وشبهها بخلية النحل، أو النمل، وهي هنا إشارة الى أن نواحي السلوك عند الحيوان تُرد الى الغريزة، في حين أنها عند البشر تُرد الى العقل. فبالمجتمع المنغلق، يتم طرد من هو يخرج على قواعده، ويذهب الى أكثر من ذلك فكما أن هناك مجتمعا منغلق تحكمه قواعد صارمة كالعادات والتقاليد والتعليمات القاسية في الجيش والعصابات وغيرها، فإن هناك نفس مغلقة ونفس مفتوحة.

    من كتبه: ينبوعا الأخلاق والدين) و (التطور الخالق) و (الطاقة الروحية) و (المادة والذاكرة).

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 321 وما بعدها

  6. #16
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    برنار (كلود) Claude Bernard

    عالم فسيولوجي وفيلسوف فرنسي أسهم في وضع قواعد البحث العلمي والمنهج التجريبي. ولد سنة 1813، وتوفي سنة 1878.

    درس الطب وتوجه للتجريب الفسيولوجي، انتخب عضواً في أكاديمية الطب (معهد فرنسا).

    العلاقة بين الفلسفة والعلم

    على الرغم من أن (كلود برنار) كان من أتباع المذهب الوضعي، فإنه أقرّ للفلسفة بمكانتها المستقلة تجاه العلم. وأكد ضرورة الفلسفة للعلم فيقول: (إن الفلسفة تمثل، من الناحية العلمية، الطموح الأبدي للعقل الإنساني نحو معرفة المجهول. ومن هنا فإن الفلاسفة يتشبثون دائماً بالمسائل المثيرة للجدال وبالمناطق القليلة التي هي الحدود العليا للعلوم. وهم بهذا يشيعون في الفكر العلمي حركة تحييه وتهبه النبالة. إنهم يقوون العقل بتنمية بواسطة رياضة عقلية عامة، وفي نفس الوقت يوجهونه دائماً الى حل المشاكل الكبرى.

    ومن رأيه أنه لا يحق للفلسفة أن تضع على العلم قيوداً، كما لا يحق للعلم أن يضع على الفلسفة قيوداً. ذلك أن العلم يبحث دائماً، ولا يقضي على شيء. ولهذا لا يحق للعلم أن يسيطر على الفلسفة، كما لا يحق للفلسفة أن تسيطر على العلم، وعليهما أن يتعاونا، فبهذا التعاون يتسع مجال العلم وتهدئ الفلسفة من دعاواها المبالغ فيها.

    النزعة التجريبية

    يدعو كلود برنار الى التجريب الحقيقي، لأن العالم الحق (هو من يستخدم طرائق البحث البسيطة أو الممكنة، ليغير أو يعدل، بقصد ما، الظواهر الطبيعية ويظهرها في أحوال أو ظروف لا تقدمها الطبيعة.

    يقول: (ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب، مع وجود فكرة متكونة من قبل). ويقول: (ينبغي أن نطلق العنان للخيال، فالفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع وإليها ترجع كل مبادرة).

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 348 وما بعدها

  7. #17
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    بلوندال (موريس) Maurice Blondel

    فيلسوف فرنسي معاصر، كاثوليكي النزعة، ولد سنة 1861 وتوفي في سنة 1949. كانت أسرته من الطبقة المتوسطة مسيحية متدينة، يكثر فيها رجال القانون. لكن موريس التحق بمدرسة المعلمين العليا وكان من أبرز أساتذته (أميل بوترو) الذي كان يلقن تلاميذه الوحدة الباطنة الفريدة في المذاهب الكبرى الأصيلة في نفس الوقت الذي كان فيه يعلمهم استمرار و عرضية التاريخ العام للأفكار، ويروض تأملهم ويثير فيهم القدرة على الابتكار بواسطة حسه النقدي.

    ناقش رسالة الدكتوراه في 1893 وكانت بعنوان (الفعل: محاولة لنقد الحياة والعلم في الممارسة العملية)، وعندما سأله أحدهم لماذا اختار هذا العنوان؟ أجابه: ما معنى أن نفعل؟ أليس هو أن نأتي بجديد دائماً؟ لهذا فإن دراسة الفعل بروح العقل، هي بمثابة تجديد.

    وقد كانت آراؤه تثير الاستغراب، فأحياناً كان يشيد بالخوارق واللامعقول، حتى أنه تقدم لوظيفة أستاذ للفلسفة في إحدى الجامعات وأهمل طلبه لمدة سنتين، الى أن وافق وزير المعارف آنذاك (ريمون بونكاريه) وعينه أستاذاً للفلسفة في جامعة (ليلLille) ثم انتقل الى جامعة (إكس. إن. بروفانس) وبقي فيها حتى أحيل للتقاعد عام 1929.

    أتم رباعيته قبل وفاته بقليل، وهي التي يشرح فيها مذهبه الفلسفي، وشملت:

    1ـ الفكر، وكانت بجزئين: أ ـ تكوين الفكر ومدارج صعوده التلقائي طُبع عام 1934. وب ـ مسؤوليات الفكر وإمكان إنجازه وطبع في 1934 أيضاً.
    2ـ الوجود والموجودات: محاولة في إيجاد أنطولوجيا عينية وشاملة طبع سنة 1935
    3ـ الفعل: ويشمل على قسمين: أ ـ مشكلة العلل الثانية ومحض العقل طبع في باريس عام 1936، ب ـ الفعل الإنساني وشروط بلوغه طبع سنة 1933.
    4ـ الفلسفة والروح المسيحية في جزئين طبعا على التوالي 1944، 1946.

    ماذا يقول في الفعل؟

    إن الفعل هو الإنسان، لأنه لا يتحقق شيء إلا بواسطة الفعل. ويستمر الفعل يجري على هيئة دورة: لأنه يريغ* لا محالة الى أن يكمل إراديا ما نستخدمه تلقائياً وبالضرورة. وهو يحيل الى غاية مشعور بها، وبما فيه من مبدأ معاش. وما كان في المبدأ لا متناهياً في ختام المطاف أن يعود لا متناهياً أيضاً. لكن حضور هذا اللامتناهي يضع أمام الفعل مشكلة لا يستطيع حلها، ولكنه لا يملك أيضاً الإفلات منها، وذلك لأن الإحاطة باللامتناهي أمرٌ مستحيل، ولكن علينا التعلق باللامتناهي. غير أن هذا لا يمكن إنجازه إلا بموهبة من الله، وهي موهبة يُكشف عنها في النفس، ما فيها من تجليات نورانية.

    *1[ يستعمل الدكتور عبد الرحمن بدوي كلمة يريغ كثيراً، والريغ هنا المكوث في مكان حتى يحقق ما يريد، وهي تختلف عن المرابطة، لأنها بها حركة كحركة التمرغ بالتراب الناعم].


    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 358 وما بعدها

  8. #18
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    بنثام Jeremy Bentham

    فيلسوف أخلاق ومُشرِّع إنجليزي، ومن دعاة مذهب المنفعة في الأخلاق والقانون.

    ولد في لندن سنة 1748. وكان أبوه مدعياً عاماً attorney وكان مبكر النضوج، فتعلم اللغة اللاتينية وهو في الرابعة من عمره. وتعلم في مدرسة (وستمنستر) ثم في جامعة أكسفورد. وقد أراد له أبوه أن يحصل على إجازة في القانون ليصبح محامياً. فدرس القانون، لكنه لم يعمل بالمحاماة، بل آثر الجانب النظري، وبالذات فقه القانون الجنائي، فكان يسأل نفسه عند كل قانون: لماذا وضع هذا القانون؟ وما الهدف منه؟ وهل الهدف مرغوبٌ فيه؟ حتى قاده ذلك الى التساؤل عن مفهوم المنفعة.

    مذهب المنفعة

    يقوم مذهب المنفعة عند بنثام على أساس نفسي وثيق، هو أن الإنسان بطبعه يسعى الى تحصيل اللذة وتجنب الألم. يقول بنثام: (أن الطبيعة وضعت بني الإنسان تحت سيطرة حاكمين ذوي سيادة هما: الألم واللذة... وهما يحكماننا في كل ما نفعل، وفي كل ما نقول، وفي كل ما نفكر فيه: وكل محاولة يمكن أن نبذلها في إثبات هذه الحقيقة، وتوكيدها، وربما زعم الإنسان، بالقول، رفض سلطانهما، أما بالفعل وفي الواقع فإنه سيبقى خاضعاً لهما دائما).

    وينطوي مبدأ المنفعة على مصادرتين: الأولى، هي المصادرة القائلة بالفردية، ومفادها أن كل فرد هو الحاكم الوحيد على لذَّاته، وبالتالي على سعادته. والثانية: مصادرة تقوم على الموضوعية وتقول (في الظروف المتساوية تكون اللذة واحدة بالنسبة للجميع).

    حساب اللذات

    أمَا وقد تقرر أن الأفعال تكون خيرة بقدر ما تميل الى زيادة المجموع الكلي للذة، أو تقليل المجموع الكلي للألم، فإن الفاعل الأخلاقي حين يقرر ما إذا كان هذا الفعل خيراً أو شراً عليه أن يحسب مقدار اللذة ومقدار الألم اللذين يؤدي إليهما الفعل. وحساب اللذات عند بنثام ينقسم الى سبع مستويات: 1ـ أشَّد 2ـ أدوَم 3ـ أوكَد 4ـ أقرب 5ـ أخصب 6ـ أصفى 7ـ أوسع نطاقاً.

    والخاصيتان (الشدة والدوام) خاصيتان ذاتيتان في اللذة، أو الألم الذي هو لذة نسبية. والخاصيتان (التأكد والقرب) فإن كانت اللذة مؤكدة التحصيل فضلت على غير المؤكدة، وإن كانت أقرب فضلت على الأبعد في الزمان، تمشياً مع المثل (عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة). أما الخاصيتان (الخصب والصفاء) تشيران الى استحالة النظر في أي انطباع للشعور مستقل عن علاقته بسائر الانطباعات. فعلينا في تقديرنا للذة ما أن ننظر في خصبها أي في قدرتها على أن تجر وراءها لذات أخرى، وأن ننظر في صفائها أي في مقدار خلوها من الألم والأذى.

    والخاصية السابعة والأخيرة، تدخل عنصر اعتبار الغير في تقدير اللذة، وبالتالي تأتي في أخلاق المنفعة بفكرة الإيثار، وفي تقدير المنفعة العامة، لا الخاصة وحدها، فكلما اتسع نطاقها كلما كان الشعور بها أعم وأوسع وأعمق.
    ــــــــــ
    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 363 وما بعدها

  9. #19
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    بوزنكيت Bernard Bosanquet

    فيلسوف إنجليزي من أتباع الهيجلية الجديدة في إنجلترا.
    ولد سنة 1848 وتوفي في سنة 1923. كان أبوه (قسيساً) بروتستانتياً من أسرة هاجرت الى إنجلترا. درس في أكسفورد، من أساتذته (توماس هل جرين) الفيلسوف الإنجليزي. تخرج عام 1871 وعمل في نفس الجامعة مدرسا حتى عام 1881، ثم انتقل الى لندن، حيث أنشأ مع (مويرهد) (جمعية لندن الأخلاقية) ثم قام بتدريس الفلسفة الأخلاقية بجامعة (سانت أندرو) من سنة 1903 حتى سنة 1908.

    كان بوزنكيت من أتباع المثالية وواحد من منشئي ما يسمى ب (الهيجلية الجديدة) في إنجلترا هو و (برادلي)، وكان يصغر برادلي بعامين، وقد تأثر به ولكنهما اختلفا حيث تمسك بوزنكيت بالهيجلية أكثر من برادلي.

    كانت بدايات إنتاجه الفلسفي بحثاً نشر ضمن مجلد مهدى لذكرى أستاذه (توماس هل جرين) عنوانه (المنطق بوصفه علماً للمعرفة) سنة 1883 وتلاه كتاب (المعرفة والواقع 1885) ثم في سنة 1888 نشر كتابه الرئيسي في المنطق بعنوان (Logic or the Morphology of Knowledge ) ويقع في مجلدين. كما أصدر عدة كتب أخرى، وترجم عن هيجل أعمالا مختلفة.

    من آرائه في المنطق

    أخذ بوزنكيت بفكرة التصور الكلي Begriff عند هيجل، أي القول بأن أي تصور كلي إنما يمثل الكون. وأن كل حكم يشير في النهاية الى شمول، وأن الكلي الحق هو دائماً واقع عيني يؤلف في داخله لحظاته الخاصة به.

    وأن الكلي على نوعين: كلي مجرد، مثل الحُمرة، وكلي عيني مثل يوليوس قيصر. فاللون الأحمر شديد التنوع والتدرج، أما أفعال الفرد فمترابطة فيما بينها ترابطاً منظم.

    من آرائه في الأخلاق والسياسة

    في كتابه (النظرية السياسية للدولة) الذي نشره 1899 وطبع أربع مرات، حيث راج رواجاً واسعاً، يقرر أن العلاقة بين الفرد والدولة شبيهة بالعلاقة بين الكون الأصغر والكون الأكبر. ويقول: (إن كل الأفراد تقويهم، وتحملهم الى ما وراء شعورهم المتوسط المباشر، المعرفة والموارد والطاقة التي تحيط بهم في النظام الاجتماعي). وأن (الشخصية المعنوية للمجتمع أكثر مشاركة في الواقعية من الفرد الظاهر).

    وهو ينقد الدولة التي تقتل سياسياً معادياً للنظام فيها، لا لأنها ارتكبت جريمة قتل، بل لأنها أخفقت في القيام بواجباتها. وأن الفرد إذا قتل أحداً في الحرب لا يمكن أن يعد قاتلاً إذا قتل عدوه في الحرب، ولا مغتصباً إذا ضمت دولة إليها دولة أخرى بالاستيلاء والغزو، بل المسئول معنوياً في كلتا الحالتين هو الدولة.


    ــــــــــ
    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 376 وما بعدها

  10. #20
    ابو جوانا
    وطن برائحة الشهداء
    بونكاريه (هنري) Henri Poincare

    عالم رياضي وفيلسوف فرنسي وناقد للعلم. وُلد من أسرة راقية عام 1854، وهو ابن عم (ريمون بونكاريه) رئيس الجمهورية الفرنسية، أثناء الحرب العالمية الأولى. غزير الإنتاج له 30 كتاباً وأكثر من 500 بحث أصيل. انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 1908، توفي عام 1912.

    آراؤه

    نقد بونكاريه الرياضيات، والعلوم، وانتهى من نقده الى تقرير أمرين:
    الأول: هو أن العقل يتمتع بحرية تجربة واسعة في ابتكار المفهومات في الرياضيات والعلوم.
    والثاني: إن النظريات الرياضية والعلمية هي في جوهرها اصطلاحية وفروض مُيسرة.

    فلسفة البرهان الرياضي

    في كتابه (العلم والفرض) يقول: (إن القياس لا يستطيع أن يعلمنا أي شيء جديد في جوهره، فإذا كان كل شيء يجب أن يخرج من مبدأ الذاتية، فيجب أن يكون في الوسع رده إليه... والبرهان القياسي يظل عاجزاً عن إضافة أي شيء الى المعطيات التي نقدمها له، وهذه المعطيات تنحل الى بعض من البديهيات. وليس للمرء أن يجد شيئاً غيرها في النتائج).

    ويتساءل: ما هي قوة العقل؟ إنها قوة العقل الذي يعرف نفسه قادراً على تصور التكرار، الى غير نهاية، لفعل واحد، ما دام هذا الفعل كان ممكناً مرة.

    الفروض في العلم

    ينتقد بوكاريه العبارة المشهورة التي قالها نيوتن (أنا لا أتخيل فروضاً)، فيؤكد أنه لا علم بغير فرض، لأن قيمة العلم والحقيقة تتوقف على اصطلاح convention يصطلح عليه. ونحن في اختيارنا لفرضٍ ما نسترشد باعتبارات اليسر والسهولة commodities.

    ويقول: في ميدان الرياضيات (إن البديهيات الرياضية ليست أحكاماً تركيبية قَبْلية، ولا وقائع تجريبية، إنها اصطلاحات conventions. فالسؤال عما إذا كان النظام المتري صحيحاً، سؤالٌ لا معنى له.

    قيمة العلم

    العلم هو وسيلة للمعرفة، وأن قيمته الوحيدة في تيسير العمل. ولكنه يقول: لا يمكن التقرير بأن العمل هو الغاية من العلم، وفي نظره (أن المعرفة هي الغاية والعمل هو الوسيلة). وحين نقول ما هي القيمة الموضوعية للعلم؟ فإن هذا لا يعني: هل العلم يجعلنا نعرف الطبيعة الحقيقية للأشياء: بل معناه هو: هل هو يجعلنا نعرف العلاقات الحقيقية بين الأشياء.

    ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 386 وما بعدها

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 234 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال