السلام عليكم أصدقائي
طبعاً آني أحب استخدم أسلوب السهل الممتنع في قصصي حتى الكل يفهم القصة
هذهِ القصة نصف حقيقية ونصف خيالية ههههه
دعو القاضي يحكم في هذهِ القضية ...
جلسَ الفلاح العجوز حمَّادي مع عدد من أبناء قريتهِ وهم ينظرون بأعين مدهوشة كالأطفال لضابط التحقيق الأصلع اسامة السوداني في غرفتهِ الخاصة والذي كان ينادي بصوت منزعج :
- أنتَ حمَّادي رحيمة زناد
- نعم يا سيدي .. أنا هو
- ومن هؤلاء ؟
- أقاربي وجيراني وأصدقائنا سيدي .
فنظرَ إليه الضابط نظرة تنم عن عدم الرضا بقدوم هؤلاء الأوغاد كما كان يُسميهم عندما يجلس مع أصدقائه الضباط وقال له مخاطباً :
- إبنكَ مُتهم بالتجسس الأخلاقي على فتيات المدينة وسرقة بياناتهنَّ الخاصة والصور الشخصية ومن ثُم مُقايضتهنَّ بأشياء رخيصة وحقيرة.
اطبقَ الصمتُ على الجميع بعد سماع هذا الكلام فقال العجوز بعد أن رتّبَ الشماغ الأحمر الذي يرتديه إلى الخلف :
- ماذا تقول يا سيَّدي الضابط إبني لم يفعل ذلك, فهو يعمل معي صباحاً حتى الظهر في أرضي وفي أوقات المساء يذهب إلى ساحة الألعاب القريبة التي تقع قرب آل زماط ليلعب الطوبة وهذا صديقهُ عمار إسألهُ إن كنتُ كاذباً عليكم يا سيدي ..
- نعم أنا أقسم على ذلك يا سيدي يلعب معنا طوبة يومياً ونعود في المساء بعد أن تغيب الشمس , فمتى بدأ يعتدي على هذني المحمرات بنات المدينة .. قال صديقهُ
وأكملَ العجوز قائلاً :-
- وفي الليل ينام بسرعة بعد أن نتناول العشاء وإبني يا سيدي يُصلي ويصوم أنا أشهدُ أنهُ يُصلي ابني مؤمن ولا يفعل هذهِ الأفعال الدنيئة يا سيدي .
فحاولَ الضابط أن يشرح للعجوز أنَّه لا يحتاج للخطيئة سوى لجهاز صغير من الأجهزة المنتشرة حالياً فقال له :
- إنَّ أبنكَ يستغل وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر لأغراضٍ أخرىولم تقلْ إنهُ يذهب إلى المدينة , فقد قال أحد ابناء القرية أنه يُشاهده يذهب بالسيارة يومياً إلى المدينة ..قال الضابط
- نعم يا سيدي يذهب إلى المدينة للتسوق وملئ ماء الآرو من المعمل فقد منعنا الدكتور من شرب هذا الماء بعد أن امتلأت معدتنا وكليتنا ومرارتنا بالحصو والطابوق صدقني يا سيدي ..
- ولكنَّ ابنك اعترفَ بأنهُ كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وقد يكون استخدمهما ضد الفتيات وسوف يُثبت التحقيق هذا الأمر ..
قطبَّ العجوز جبينهُ بشدة وشعرَ بإهانة وفتحَ عينيهِ على مصراعيهما وقال :
- سيدي ارجوك نحنُ بشرٌ فقراء لا نؤذي النملة التي تمشي على الأرض ,فنحنُ لا نبحث عن المشاكل وندفع بالتي هي أحسن , هذا ما ورثناه عن أهلنا , فنحنُ منشغلون بعملنا ليلاً ونهاراً وقد عشنا في هذهِ القرية آلاف السنين ولم نجلب مشكلة لأهلنا وأنتَ تقول أن ابني يتجسس على البنات كيف ونحنُ نُشاهده أمام أعيننا صباحا ومساءاً .
فقال الضابط :
- حجي افهمني ... هذهِ جريمة الكترونية هل تفهم هذا وصفق الضابط يده اليمنى على الطاولة التي أمامه وأكملَ قائلاً إنَّ ابنك يتجسس عبر برنامجي الفيس بوك وتويتر وقد وصلتنا عدة شكاوي ضده وهي تُدينهُ بأنهُ تجسسَ وسرقَ بيانات مهمة من الفتيات ..
ارتفعَ سكر العجوز وبدأ يرتعش ولكنهُ تماسكَ وقال من جديد:
- يا سيدي أنتَ جديد هنا على المنطقة إن ابني لا يعتدي على احد , فنحنُ آل سراب نعرفُ كيف نُربي أطفالنا حتى يبلغوا رجالاً يعتمدُ عليهم الجميع وإذا أردتَ أن تتأكد أذهب إلى منطقتنا قرب التبانة واسأل هناك عن آل سراب واسمع ماذا سيقول الناس عن أخلاقنا وتربيتنا , فأغلب الناس هنا يعرف من نحنُ يا سيدي وأنتم اليوم تدخلون القرية بسياراتكم العسكرية وتتهمون إبني بالتجسس على بنات الناس وتضعونهُ في السجن أنا لا أسمح بهذا يا سيدي .
بدأ عرق الغضب يتساقط من الضابط واحمرتْ عيناه وهبَّ واقفاً وقال :
اسمعْ أيُّها العجوز لا تتغابى أكثر من هذا اقول لك إنَّ ابنكَ استخدمَ الفيس بوك وتويتر وأرسلَ رسائل غير لائقة لبنات الناس وأنتَ تقول لي غير هذا ألا تفهم أنت ؟ إن كنتَ لا تفهم فاصمت .
- نحنُ لا نسمح بأن يعتدي علينا أحد يا سيدي حتى لو كانتْ الدولة , فإبني في القرية من الصباح حتى المساء فمن أين اعتدى على بنات الناس , تتهمهُ الناس وهو جالسٌ في البيت لا يا سيدي هذا ظلم ونحنُ لا نقبلَ به ..
- ايُّها العجوز سوف تنتقل أوراق ابنك إلى القاضي وهو من سيحكم في الأمر قال الضابط
فتكلمَ العجوز وهبَّ الرجال واقفين :
- هذا ظلمٌ يا سيدي ونحنُ لا نقبل بأن يظلمنا أحد وسوف نحرقُ المدينة والقرية إن تعرضَ أحدٌ إلى ابني ..قال العجوز
- هذا ظلم فنحنُ نراه يومياً في القرية من الصباح حتى المساء نراهُ يومياً يا سيدي فما هي هاي الألكترونية .. قالَ أحد الرجال
- أسمعتَ ما قالوا يا سيدي إبننا كانَ دائماً معنا ولم يعتدِ على أحد ,ثُّم أنَّ عائلتنا لا تُحبُ الظلم والإتهامات الباطلة يا سيدي فلماذا تتهمنا إذا بعد كل هذهِ الأدلة ..
لم يحتمل الضابط الموقف الذي حصل , فصفعَ الطاولة التي كانتْ أمامهُ بقوة مرة أخرى وقال :
- أيُّها الجنود ..
- خذوا هذا العجوز وضعوه في السجن بجانب ابنهِ ..
- ما هذا الظلم يا سيدي ؟ أين عدلكم الذي تقولون ؟قال الفلاح
- لماذا يا سيدي إنهُ عجوزٌ مسكين هو وابنه لماذا تضعونهُ في السجن ما هذا الظلم القبيح نحنُ لا نسمح ُبهذا لقد جئنا لنخرج الشاب المسكين فما كان إلا أن تضع أبيه العجوز في السجن ؟ قال أحد الرجال
وهبَّ الرجال الآخرون يلتهمون الضابط بالكلام :
- لن نسمح لك بإهانتنا يا سيدي ..
- أنت من أي عمام يا سيدي
- فعلاً أنت مو إبن عشاير يا سيدي
- أنتَ جديد على منطقتنا يا سيدي
- لن تجدوا تهمة فقلتم ألكترونية كلا لم أسمع بجرائم الكترونية
صاحَ الضابط : أيُّها الجنود
- خذوا هؤلاء الرجال والقوهم في السجن مع اصدقائهم .
- دعوا القاضي يحكم في هذهِ القضية .
شكرا لكل من مرَّ من هنا
علووش القيصر