الجواب على‏ هذا السؤال ورد صريحاً في حديث روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : «لم تُنَزَل بسم اللَّه الرحمن الرحيم على‏ رأس «سورة براءة» لأنّ بسم اللَّه للأمان والرحمة، ونزلت‏ براءة لرفع الأمان وبالسيف» «1» يعني رفع الأمان عن الكفار الناكثين للعهود.
ويعتقد جماعة بان هذه السورة تتمة لسورة الأنفال لأنّ سورة الأنفال تتكلم عن العهود ولهذا لم يذكر بينهما «بسم اللَّه الرحمن الرحيم».
وهذا المعنى‏ ذكر في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام : «الأنفال والبراءة واحدة» «2».
واحتُمل أيضاً أنّ اللَّه سبحانه ومن أجل أن يبيّن حقيقة أنّ البسملة جزء في جميع سور القرآن لم يذكرها في بداية هذه السورة.
والجمع بين هذه الأقوال الثلاثة ممكن.
وهناك آيات متعدّدة حول البسملة في القرآن وخصوصاً في مورد ذبح الحيوانات، والكلام عنها ينبغي أن يكون في محل آخر.
_________________________
(1). تفسير مجمع البيان، ج 5، ص 2 وهذا الحديث ذكره الفخر الرازي عن ابن عباس عن علي عليه السلام مع اختلاف يسير وقال عليه السلام هناك : لأنّ بسم اللَّه الرحمن الرحيم أمان وهذه السورة نزلت بالسيف ونبذ العهود وليس فيها أمان.
(2). تفسير مجمع البيان، ج 5، ص 1.