حدث عظيم يُوشك أن يمرَّ بالأرض.. حدث تتغيَّر فيه نواميس الكون بإذن ربها، إلى حالة من النقاء والهدوء والسماحة والبِشر.
حدث يغمر البشرية بالسكينة والمغفرة والرحمة؛ فيغسل ذنوب المؤمنين، ويرفع درجات المتقين، يُخَفِّف عن الفقراء إصرهم، ويُطَهِّر للأغنياء بالعطاء أموالهم، ويفتح خزائن رحمات الله لتتنزَّل على عباده الصالحين.
إنه رمضان.. ضيفنا العزيز الذي أكرمنا الله به، لنلتقط الأنفاس من سباق الحياة في هدنة نقضيها مع الله عز وجل، أو قل: نقضيها في تلبية دعوة كريمة من ربِّ العالمين، قد جَهَّز لنا فيها مأدبة عظيمة فيها الكثير من شتى الصنوف، التي لم نرها من قبلُ.
فمن صنوف هذه الدعوة الكريمة التي لا نراها إلا في رمضان: تفتيح أبواب الجنة طوال الشهر؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ..»[1]. وهذا معناه -كما هو واضح- أن أبواب الجنة ليست مفتوحة طوال العام، وإنما في أوقات معينة، ولكن في رمضان فإن الله سبحانه يمُنُّ علينا بتفتيحها طوال الشهر الكريم.
إنها منَّة عظيمة أن تكون الجنة؛ ذلك المكان الرائع الجميل؛ الذي تنشغل عقول المسلمين جميعًا به وتسعى إليه، تكون مفتوحة طوال الشهر الكريم؛ الجنة ذات الريح الطيب والمناخ الطيب تفوح بروائحها وأجوائها العطرة على البشرية!
إنه أثر عظيم رائع ينعكس على حياتنا اليومية بالسكينة والهدوء والسعادة والأمل والرضا واليقين؛ وهي من نفحات الجنة علينا في الأرض.
وكذلك من مِنَنه العظيمة سبحانه في هذا الشهر تغليق أبواب الجحيم «... وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ..»[2]، وهذا يدلُّ على أن أبواب النار ليست مغلقة طوال العام، وإنما تُغْلَق في أوقات معينة منها شهر رمضان المعظم، وهذا الأمر وحده مِنَّة عظيمة جليلة، وله انعكاس مهمٌّ على الناس في الأرض؛ فعن أبي ذَرٍّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»[3].
إن الله عز وجل بتغليقه جهنم فإنه يُزيل عنَّا فَيْحَها وحرَّها وكذلك بردها الشديد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا. فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ»[4].
بل هناك انعكاسات جسدية لجهنم على البشر؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالمَاءِ»[5].
وبهذا فإن تغليق جهنم في رمضان نعمة من الله؛ يمنع عنَّا بها المرض والحر والزمهرير؛ فانظر إلى آثار رحمة الله كيف تتخطَّى حدود الغيب إلى الواقع المشاهَد!
والمنة الثالثة أو الصنف الثالث على مأدبة الله تعالى في رمضان، هو تصفيد الشياطين «... وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»[6].
وتصفيد الشياطين هذا يمنح المسلم في رمضان مَزِيَّة إضافية تُعينه على طاعة الله؛ فقد تمَّ حبس أشدِّ أعدائه؛ وأقربهم منه لصوقًا؛ فعن صفية بنت حُيَيٍّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ»[7]. ومن ثَمَّ فقد سنحت الفرصة للمسلم لزيادة الطاعة، وكذلك فإن تصفيد الشياطين يُقَلِّل من نسب المعاصي والجرائم والشرِّ في المجتمع؛ فيصير المجتمع أكثر هدوءًا وسكينة والتزامًا.
إن الله سبحانه وتعالى بكل هذه المنن والعطايا يمنحنا الإحساس بأن هذا الشهر الكريم -شهر رمضان- متميِّز للغاية، وأنه وقت مبارك من عمر الزمان على مستوى الكون كله؛ فالأحداث التي ذكرها الحديث لا نراها، ولكنها موجودة وتحدث في هذا الكون الواسع: جِنَان مفتَّحة الأبواب عرضها كعرض السماء والأرض تُفَتَّح أبوابها، ونيران جحيم تُغلَّق رحمة بالعباد، وشياطين مردة تُسَلْسَل، وكل ذلك العطاء من أجل هذا الشهر المعظم.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهَيِّئ الصحابة رضوان الله عليهم لاستقبال رمضان والاحتفال به بالعبادة والطاعة، فعن أنس بن مالكٍ، قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ»[8].
وهكذا تتشوَّف نفوس الصحابة رضوان الله عليهم لهذا الشهر الكريم ذي الثواب العظيم والأجر الجزيل.
ثم يُحَذِّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل قد يُغَيِّب عنهم فرحة قدوم رمضان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ»[9]. فاستباق رمضان بالصيام –على الرغم من أن الصيام طاعة- يُذْهِب عن الإنسان الفرحة التي يجدها عند قدوم أول أيام رمضان؛ لأنه يجعل الأيام متشابهة؛ لذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل[10].
فيتجهَّز كل صحابي وصحابية لصيام رمضان متشوِّقين للجوع والظمأ في سبيل الله، ثم يُنَبِّههم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن ليل رمضان كذلك ميدان للطاعة؛ فيقول: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»[11].
فيشدُّ كل صحابي مئزره، ويستعدّ لقيام الليل؛ يحدوه الشوق للاصطفاف بين يدي الله تعالى مهما كانت المشقَّة عليه.
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل رمضان؛ فكيف نستقبله نحن؟ وهل نجعل من كل رمضان يمر علينا أجمل رمضان؟
لقد مرَّت علينا شهورُ رمضان كثيرة؛ بل كثيرة جدًّا، ولكن كم شهرًا نذكر منها؟ وكم منها كان جميلًا تحتفظ له بأعذب الذكريات؟
ربما قليل منها ما كان كذلك، وربما تُفَتِّش في حياتك فلا تجد رمضان تستطيع وصفه بتلك الصفة: أجمل رمضان!
ومع جريان العمر تجد في النفس حاجة إلى وقفة في شهر رمضان، وإلى الاستمتاع به.. إلى الإحساس بلذَّة العبادة، وعذوبة تلاوة القرآن، ومحبَّة الوقوف بين يدي الله سبحانه في صلاة القيام والتهجد، وإلى اليقين بثواب الإنفاق في سبيل الله، ومراعاة حال المحتاجين.
لا بُدَّ إذن من أن يكون رمضانُ القادم هو أجمل رمضان في حياتي، رمضان الذي أظلُّ أذكره ما عشتُ، والذي أرجو أن أُقابل الله به يوم القيامة آملاً في رضاه وقبوله تلك الطاعات.
وتوضيحًا لتلك الفكرة أذكر مثالًا واقعيًّا من حياتي؛ فمع كثرة ما قمتُ به من عُمرات -ولله الحمد والمنة على ذلك- فإن هناك عمرة متميِّزة عالقة في قلبي وعقلي، على الرغم من أنها كانت قصيرة المدَّة –خمسة أيام فقط-؛ ولكنها كانت تجمع بين خصائص ثلاث -حسبما أعتقد-، وهذه الخصائص هي:
أولاً: الرغبة الحقيقية في إرضاء الله تعالى وتحصيل أكبر قدر من الأجر، وهو ما يمكن أن نُسَمِّيَه الإخلاص؛ الذي قال عنه الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك: 2].
وفي تفسير الآية قال الفضيل بن عياض: أحسن عملًا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ. وقال: العمل لا يُقْبَلُ حتى يكون خالصًا صوابًا؛ فالخالص إذا كان لله والصواب إذا كان على السُّنَّة[12].
وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»[13].
كما قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ لا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ[14]: إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»[15].
فمنذ بداية الرحلة بل قبلها وأنا لا آخذ هذه العمرة بشكل تقليدي؛ مثل: إنني معتاد على أداء عمرة سنويًّا؛ فأنا أُؤَدِّيها بحكم العادة، وإنما أُرَكِّز نِيَّتي في إرضاء الله جل جلاله، وأن أستثمر كل لحظة من العمرة في بلوغ هذه الغاية؛ وأن أعيش خمسة أيام نقية؛ لذا فأنا بحمد الله أذكر التفاصيل الدقيقة لهذه العمرة، ويمكنني أن أذكر ماذا فعلت في كل يوم؛ فلعلَّ هذا -إن شاء الله- هو الإخلاص الذي أعطاها هذا المذاق.
ثانيًا: الاجتهاد الذي يصل إلى درجة المشقَّة والإرهاق في المواظبة على الطاعات؛ مثل عدم الاكتفاء بأداء الصلوات جماعة فقط، وإنما الحفاظ على أداء الصلاة في الصف الأول في الحرمين، وكذلك المواظبة على الطواف حول الكعبة سبعة أشواط في كل مرَّة عند دخول المسجد الحرام، وليس في أول مرَّة لأداء العمرة فقط؛ وهذا فيه مشقَّة كبيرة، ولكنه سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: التجديد والابتكار، وأذكر أننا كنا نحرص على اتباع الجنائز كلها في المسجد النبوي -على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم- والسير وراءها حتى دفنها في البقيع، كما قمنا بعيادة مرضى في المستشفيات، وقمنا بختم القرآن في خمسة أيام هي كل أيام العمرة.
هذه الخصائص الثلاث أعطت هذه العمرة -فيما أتصور- طابعًا مميزًا، وجعلتها تترك بصمة في الذاكرة؛ فذهبت مشقَّة العبادة وبقي أجرها إن شاء الله؛ فالجهد الذي بذلناه والسهر الطويل قد انتهى، وكذلك لو كنا أَدَّيْنَا العمرة في راحة ودعة لكانت الراحة قد انتهت ولم نعد نذكرها ويبقى التقصير.
وقد قَلَّلْنَا من التسوُّق لندَّخِرَ الوقت والجهد للعبادة، وإن كنا قد قمنا بالتسوُّق وشراء الهدايا بنية إدخال السرور على أهلنا؛ لننال بذلك أجرًا، كما قمنا بالتصدُّق على المحتاجين لننال الأجر والثواب؛ فقمنا بزيارة هؤلاء المحتاجين -الذين عرفناهم عن طريق بعض الإخوة هناك- في بيوتهم.
فإذا كانت هذه الخصائص الثلاث قد جعلت العمرة أجمل عمرة؛ فإنني أريد أن يكون رمضان القادم على نسق هذه العمرة؛ فيصبح أجمل رمضان؛ لذا علينا أن نقوم بالآتي:
- نزرع الإخلاص في قلوبنا من قبل أن يأتي الشهر، وننوي أن نجعل هذا الشهر ثقيلا في ميزان حسناتنا، ونعزم على هذا عزمًا أكيدًا قبل مجيء الشهر الكريم.
- نُكثر من العبادات والقربات إلى الدرجة التي تُرهقنا، وليس في هذا تعارض مع أحاديث التيسير، مثل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ؛ وَلَنْ يُشَادَّ[16] الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ[17]؛ فَسَدِّدُوا[18] وَقَارِبُوا[19]، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ[20]"[21]. وذلك لأننا نتحدث عن شهر واحد في السنة، وقد وردت الأحاديث التي تحض على زيادة الطاعة فيه وفي بعض أوقاته خاصة؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»[22]. بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعبد الله حتى يشتدَّ به الإرهاق طوال العام، ويكفي أن ننظر إلى قيامه مثلا كما يحكي عنه القرآن {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ} [المزمل: 20]، وكذلك كما تروي السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ؛ فقالت عائشة: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا». فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ[23].
فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى بعدما أسنَّ فأصبح يُصَلِّي قيام الليل جالسًا؛ ولكنه لا ينقطع عن القيام أبدًا؛ وهكذا لا بُدَّ أن ننظر إلى السُّنَّة بتوازن فنضع هذه الآية وهذا الحديث إلى جوار حديث: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ».
- نبحث عن التجديد والابتكار، بأن نضع أهدافًا مُعَيَّنة لم نضعها بوضوح في الرَّمضانات الماضية، وأنا أُرَشِّح أهدافًا أربعة؛ هي:
الهدف الأول: أن تخرج من رمضان وقد غفر الله لك كل ذنوبك؛ فتنوي أن تخرج من رمضان هذا العام من دون سيئات.
الهدف الثاني: أن تتصف في نهاية رمضان بصفة التقوى؛ فتُصبح داخلًا في الموصوفين بالمتقين بعد هذا الشهر.
الهدف الثالث: أن تُصلح ذات بينك؛ بإنهاء المشكلات بينك وبين أهلك وأصدقائك وزملائك إن كانت موجودة، وبالإصلاح بين المتخاصمين أيضًا.
الهدف الرابع: أن تكون من الله أقرب؛ فأنت كنتَ على مسافة ما من الله؛ فصرت أقرب إليه سبحانه بعد هذا الشهر.
إن وضوح الأهداف خطوة ضرورية للوصول إليها، ولكن الأهم منها والأكثر ضرورة هو الجدية والعزم الأكيد على تحقيقها، واتخاذ الوسائل العملية المعينة على تحقيقها، ولكن لو استطعت أن تُحَقِّق هذه الأهداف فيمكن أن نتوقَّع أن يكون رمضان القادم إن شاء الله.
من كتاب أجمل رمضان للدكتور راغب السرجاني
[1] البخاري: كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، [3103]، عن أبي هريرة، ومسلم: كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، [1079].
[2] الحديث السابق.
[3] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، (511)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة... (616).
[4] البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب الإبراد بالظهر في شدة الحر، [512]، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب
استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة... (617).
[5] البخاري: كتاب الطب، باب الحمى من فيح جهنم، (5391)، ومسلم: كتاب السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي، (2209).
[6] سبق تخريجه، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ".
[7] البخاري: كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، (3107)، ومسلم: كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليًا بامرأة وكانت زوجته أو محرمًا له... (2174).
[8] ابن ماجه: كتاب الصيام، باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1644)، وصححه الألباني في التعليق على سنن ابن ماجه، وقال البوصيري: وصحح الحافظ عبد العظيم المنذري هذا الحديث. انظر: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/62).
[9] البخاري: كتاب الصوم، باب لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين، (1815)، ومسلم: كتاب الصيام، باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، (1082).
[10] إضافة إلى أسباب أخرى ذكرها شُرَّاح الحديث.
[11] البخاري: كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، (1905)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، (759).
[12] البغوي: معالم التنزيل في تفسير القرآن، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي -بيروت، ط1: 1420هـ، 5/ 124، 125.
[13] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1)، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسلم: كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنية)... (1907).
[14] لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: معناه: لا يكون القلبُ عليهنَّ ومعهنَّ غليلًا أبدًا؛ يعني: لا يَقْوَى فيه مرضٌ ولا نفاقٌ إذا أخلص العمل لله، ولزم الجماعة، وناصح أولي الأمر. انظر: ابن عبد البر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي, محمد عبد الكبير البكري، وزارة عموم الأوقاف والشئون الإسلامية - المغرب، 1387هـ، 21/277.
[15] الترمذي: كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (2658)، واللفظ له، وابن ماجه (230)، والطبراني: المعجم الأوسط (7271)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله وثقوا. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق: حسام الدين القدسي، مكتبة القدسي، القاهرة، 1414هـ= 1994م، 10/247، وصححه الألباني في التعليق على ابن ماجه.
[16] يشادَّ الدين: يكلف نفسه من العبادة فوق طاقته والمشادة المغالبة.
[17] إلا غلبه: رده إلى اليسر والاعتدال.
[18] فسددوا: الزموا السداد وهو التوسط في الأعمال.
[19] قاربوا: اقتربوا من فعل الأكمل إن لم تستطيعوه.
[20] واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة: استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة كأول النهار وبعد الزوال وآخر الليل.
[21] البخاري: كتاب الإيمان، باب الدين يسر، (39)، والنسائي (11765)، وابن حبان (351).
[22] مسلم: كتاب الاعتكاف، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، (1175)، والترمذي (796)، والنسائي (3390)، وابن ماجه (1767)، وأحمد (26231).
[23] البخاري: كتاب التفسير، سورة الفتح، (4557)، واللفظ له، ومسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، (2820).