احتل قوم جنكيز خان المنغوليين السهول الآسيوية في عام 1206، لتتوحد القبائل المتحاربة عبر إنشاء إمبراطورية تشمل الصين الحديثة التي امتدت غربا حتى بولندا والمجر.
ولكن المحاربين الذين كانوا يستخدمون القوس، شهدوا بدايات الطاعون الذي كان متخفيا في أجساد العديد من فرسان خيول جنكيز خان، حسبما ذكرت تقارير Ars Technica.
ونقل ثلثا المصابين فيروس التهاب الكبد B) HBV) القاتل، الذي يهاجم الكبد ويسبب فشله وتفشي الأورام والسرطان. وهناك أدلة أخرى تشير إلى أن معاناة المغول قد بدأت حتى قبل ذلك.
وحملت الأجيال السابقة من المحاربين شكلا من مسبب المرض الذي أصبح فيما بعد طاعون جستنيان، وهو وباء أصاب الإمبراطورية الرومانية الشرقية في الفترة بين عامي 541 و542 بعد الميلاد.
وتوصلت عالمة الوراثة التطورية في جامعة كوبنهاغن، إيسك ويلرسليف، إلى هذا الاكتشاف، حيث قام فريقها بسَلسلة 12 من أفضل الجينات الفيروسية القديمة الملحوظة (مجموعة كاملة من الحمض النووي)، ودمجها مع جينات حديثة لتحليل كيفية تغير فيروس التهاب الكبد الفيروسي بمرور الوقت.
ويذكر أنه من السهل انتقاء فيروس التهاب الكبد B في عينات الحمض النووي القديمة، لأن المصابين يحملون كميات هائلة من الفيروس في دمائهم لعدة سنوات، ما يزيد من احتمال إصابة الحمض النووي بالفيروس في الخلايا العظمية.
ووجد الباحثون أن التهاب الكبد الوبائي كان جزءا من الحياة المغولية لآلاف السنين. كما عثروا على سلالة واحدة من الفيروس القاتل الذي انقرض، أو تم استئصاله، في وقت ما خلال الـ 45 ألف سنة الماضية.
كما اكتُشفت إحدى السلالات الرئيسية التسع الموجودة اليوم، وهي نتاج تركيبات قديمة من سلالتين مغايرتين لفيروس التهاب الكبد B. وهذا يعني أن فيروس HBV ربما كان شائعا في السهول القديمة، كما هو الحال في بعض المناطق الأكثر تأثرا في العالم الحديث. وعلى سبيل المثال، يصاب 22% من سكان جنوب السودان بالفيروس.
وما يزال أصل فيروس التهاب الكبد B غير واضح، ولكن الحمض النووي الذي تم العثور عليه حديثا في العظام القديمة وأسنان البشر من السهول الآسيوية، بما في ذلك روسيا وكازاخستان والصين وتركمانستان وأوزبكستان، يوفر رؤية ثاقبة.
ولا يعد هذا الاكتشاف جيدا لفهم الماضي فقط، ولكن يمكن أن يساعد في معالجة العدوى الفيروسية مستقبلا. ويمكن أن تتمكن الأبحاث يوما ما من التنبؤ بكيفية تغير فيروس التهاب الكبد B.