ما تزال بعض الإنجازات التاريخية تثير الدهشة والإعجاب ويقف العلماء عاجزين عن حل ألغازها وفك شيفراتها الغامضة، ومن ذلك أحجار ستونهنج الأثرية.
فقد كان العلماء على يقين بأن البشر القدماء استطاعوا نقل تلك الأحجار على امتداد 225 كلم، من ويلز إلى إنجلترا، ومن ثم قاموا ببناء ستونهنج، إلا أن النظريات السابقة حول "أساطير ستونهنج" لم تمكنهم من تفسير كيفية نقلها بهذه الطريقة.
لكن عالم الأرض، براين جون، من ويلز، يطرح نظرية جديدة، ويقول إن الإجابة بسيطة، تفيد بأن الحجارة تم نقلها بواسطة نهر جليدي قبل 500 ألف عام، إلى المكان الذي تمت فيه عملية البناء.
وتزن الأحجار الضخمة في ستونهنج من 3.6 إلى حوالي 22 طن، وقد بدأت عملية البناء قبل أن يمتلك البشر أي نوع من الآلات.
ومن النظريات الشائعة حول ستونهنج، أن البشر كانوا ينقلون أو يسحبون الحجارة منذ خمسة آلاف عام، لكن لم يتم اكتشاف كيفية تحقيق شعب العصر الحجري لمثل هذا العمل.
ووفقا لجون فإن نظريته تدعم سيناريو إحضار الأحجار الزرقاء إلى موقع البناء من خلال نهر جليدي منذ 500 ألف عام.
وستجيب نظريته أيضا على سبب اعتقاد البناة القدماء لستونهنج بأن الحجارة لها مغزى روحي لدرجة أنها تستحق كل الجهد الذي بذلوه من أجل نقلها.
ووفقا لكتاب جون الجديد "The Stonehenge Bluestones"، فإنه لا يوجد دليل مقنع على أن الأحجار تم استخراجها من ويلز من قبل البشر، مشيرا إلى أن الأنهار الجليدية هي النظرية الأكثر احتمالا في نقل الحجارة على طول الطريق من ويلز، منذ آلاف السنين، إلى أن انتهى بها المطاف في سهل ساليسبري بمجرد تحسن مناخ كوكب الأرض وذوبان الجليد، وبذلك لا تملك هذه الحجارة الزرقاء معنى روحيا عميقا لدى البريطانيين القدماء.
وقال جون إنه عندما قرر البشر القدماء بناء ساعة شمسية هائلة للاحتفال بمرور الوقت، كان كل ما عليهم فعله هو استخدام ما هو متاح، موضحا أن الإيمان بفكرة أن البشر القدماء كانوا قادرين على تحريك حجارة بتلك الأحجام جعلتنا نتجاهل الإجابة الأكثر احتمالا، لذلك نجد مجموعة من "الأساطير المصنوعة حديثا" هي التي تسيطر على النظريات على حساب الأدلة الملموسة.
وتابع جون قائلا: "على مدى السنوات الخمسين الماضية، كان هناك انجراف من العلم إلى الميثولوجيا (علم الأساطير)، في دراسة ستونهنج، وكان الدافع وراء ذلك بشكل جزئي، هو التوجه الإعلامي المستمر بشأن البحث عن قصص جديدة ومثيرة حول النصب الأثري".
والجدير بالذكر أن موقع ستونهنج مبني من مزيج من الأحجار الزرقاء التي تشكل حلقة أصغر، وأحجار محلية تسمى "sarsen" وهي التي تشكل الحلقة الخارجية للنصب الأثري.