حوار بين اللغة العربية واللهجة العامية
هذا حوار دار بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية
هيا معاً نتتبع مجريات هذا الحوار :
***************************
العربية : أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن / فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟
العامية : من هذه التي تفخر بنفسها ؟وتشبّه نفسها بالبحر؟ لاأعتقد أن
هناك من يحق له الفخر غيري
العربية : قبل أن أعرفك بنفسي.. هلا قلتِ لي من أنتِ؟
العامية : بكل فخر ، ألا تعرفين من أنا ؟يالكِ من جاهلة ّ!!
العربية : لم يحصل لي الشرف / من أنتِ؟
العامية : أنا وبكل فخر اللهجة العامية ، صاحبة الشهرة المنتشر في
كل البقاع العربية
العربية : (بضيق شديد) أنتِ هي !! أنت من تريدأخذ مكاني وسرقة
مكانتي ؟!!
العامية : على رِسْلكِ ... ولماذا هذا الضيق والغضب ؟ من أنت حتى
تتجرئي وتقولي ماقلتِ ؟!
العربية : أنا لغة الإعجاز ..أنا لغة الإيجاز ..أنا اللغة التي تحدى بها الله
جميع فصحاء العرب..... بل أنا لغة القرآن الكريم .
العامية : توقفي عن التعريف بنفسك لقد عرفتكِ..... أنتِ التي يسمونها
الفصحى .. اللغة العقيمة السقيمة .. المعقدة بقواعدها ، الغريبة بألفاظها
العربية : ماهذا ؟!؟! ماذا تقولين ؟! ولماذا كل هذا الكلام .. يبدو أنكِ لم
تسمعي عني / بل لم تقتبسي نوركِ مني
العامية : أيّ نور هذا الذي تتحدثين عنه ؟ لقد ترككِ أبناؤكِ واتخذوني لغة
معاملاتهم وكتاباتهم / حتى في مجال التدريس .. لاغِنَى لهم عنّي..
العربية : بحرقةٍ وألم / رموني بعقم في الشباب وليتني .. عقمت فلم
أجزع لقول عداتي ..
العامية : لم يرموكِ بل ماقالوه حقيقة !! أنتِ لغة قواعدك النحوية ..
معقدة / لذلك نودِي بإلغائكِ وأن أكون أنا لغة الفنون والعلوم .
العربية : بكل فخر / وسعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً ... وماضقتُ عن آيٍ
به وعظاتِ. .... نعم أنا لغة صالحة لكل زمان ومكان... شرّفني الله ورفع
قدري وهذه النداءات التي تحدثتِ عنها والدعوات لم يُكتبْ لها النجاح
بل ماتت في مهدها / والدليل أن جمبع المعارف والعلوم تُدَرّس
بالفصحى لا بالعامية / وكذلك لغة الصحافة ، أمّا أنتِ فلم تتجاوزي
ألسنة أولئك الجهلة الحاقدين على هذا الدين ، وكل من ينتمي إليه
ومن لم يُبحرْ في أعماقي ويستمتع بلآلئي وأصدافي .
العامية : لعل في كلامكِ شئ من الصحة / بالرغم من انتشاري بين
العامّة إلا ألأن حدودي ضيقة... لأن لكل بلد لهجته ، وعاميته الخاصة
بل كل منطقة من مناطق البلد الواحد تختلف لهجتها عن الأخرى
هل هذه ميزة ..أم عيب؟ لا أدري !! هلا أرشدتِنِي ؟؟
العربية : بل ميزة .. ولا تنسي أن القرآن نزل على سبعة أحرف وبلهجات
العرب التي تعد في أصلها فصحى
ولكن العيب كل العيب أن تقحم كلمات أجنبية وتصبح جزءً مني / حتى
أن البعض قد استبدل لغته الأم بلغة أجنبية.
العامية : كم أنتِ خلوقة وصبورة!! أيتها اللغة العظيمة........ فبالرغم من
عقوق أبنائكِ إلا أنكِ صامدة صابرة .. بل أنت خــــــالدة .
العربية : نعم أنا خالدة وسأظل خالدة إلى يوم القيامة... قال الله تعالى:
(( إنّا نحنُ نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون )).
ياضادُ ياأمّ اللغاتِ ولا عجبُ
هل تهجرين الناس في أرض العربِ
إنّا أقمنا العُرْسَ كيْ نُحْيي به
لغةَ الفصاحةِ بالقصائد والأدبِ
في واحةٍ للحرف نحمي ضادنا