تعب الصمت
.................


تعبنا من مصاحبة السقام وإرضاء الاخسة واللئام

تصفحنا الكروب على يديها ونرضى منها بالموت الزؤام

فلن نحنى وقد دمنا كبارا نفوس في مرا غمة الحمام

وصاحبنا الزمان بعين ذئب رديء الطبع يغدر بالكرام

يقلب في وجوه عاتيات ونمسك غاية طرف الزمام

رأيت الموت يقطف كل حيٍّ ببزغ هلاله أو بالتمام

خطوب ألبستنا لها جلودا نعريها ونُلحِف بالعظام

ونسقي ثغر معمعة المنايا دماءا عند هدنة واختصام

فما ألجمتُ من خوفٍ عتاداً وما أشددتُ من ضعفٍ حزامي

وما أخفيتُ من هولٍ لطولي بوجهٍ لا أحط به لثامي

عزائي أن حزني مثل دمي يصاحبني بودٍ والتحام

فعمري كل صبحٍ بانتقاصٍ يزاد بعدِّه دون المرام

وذي دنيا على حبٍّ تجافي وترمح كالمهور بلا لجام