هل تعلم الحالات التى ممكن ان تغتاب بها ولا تؤاخذ عليها

الحمد لله رب العالمين

هناك ست خصال يجوزُ للمسلم أن يستغيب بها من تمثلت فيه هذه الخصال

قال الشاعر الفقيه :

القدحُ ليسَ بغيبةٍ في ستةٍ متظلمٍ ومعرفٍ ومحذرِ
ومجاهرٍ فسقاً ومستفتٍ ومن طلب الإعانَة في إزالةِ مُنكرِ

تعلمونَ جميعاً أن الغيبة محرمة أشدَّ التحريم بالكتابِ والسنّـة، وأنّ تعريفها أو صفة الغيبة كما قال :
( الغيبةُ ذكركَ أخاك بما يكره )
قالوا : يا رسولَ الله ، أرأيت إنْ كان فيه ما قُلت ؟ قال : ( إن قلت ما فيه فقد اغتبته، وإن قلت ما ليس فيه فقد بهته )

فالبُهتان بلا شك جُرم عظيم، هذه الغيبة وهي أن تذكر أخاك المسلم بما فيه حرامٌ.بما يكرهُ إلا في هذه الخصال الست وهي:

-قال (متظلمٍ) رجل مظلوم فهو يذكر ظالِمه بظَلمتِه كما في حديث
الرجل الذى جاء للرسول صلى الله علية وسلم يشكو ظلم جارة فقال لة رسول الله صلى الله علية وسلم
اخرج متاعك على قارعة الطريق ففعل الرجل فاخذ الناس كلما مرو علية يسالونة

مالك اخرجت متاعك على الطريق فيقول جارى ظلمنى فيقولون لعنه الله على جارك وجارة يسمع مقالة الناس
فلما اصبح ذهب مسرعا لرسول الله صلى الله علية وسلم فقال يارسول الله مر جارى فليرجع عفشة فالناس قد لعنتنى
فقال رسول الله صلى الله علية وسلم
لقد لعنك من فى السماء قبل ما يلعنك من فى الارض

فواضح جداً أن ذهابه للرسول وقوله في فلان ظلمني هذه غيبة، و وصفه بما فيه هذه غيبة، لكن الرسول –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما نهره وما قال له هذه غيبة، لأن هذه ليست من الغيبة المحرّمة، لأن مقصود الرجل كان أن ذكر ذلك ليصل إلى رفع الظلم عنه، وهذا أيضاً مؤيد بالقرآن الكريم:
) لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ (

هذا القسم الأول مما يحلُ استغابته وهو المظلوم يستغيب ظالَمه وعلى هذا أيضاً جاء قولُه صلى الله علية وسلم :
( مَـطلُ الغنيِّ ظلمٌ )

فرجل له عند آخر ظِلمة دين مال ، أقرضه إياه لوجهِ الله، ثم هو يُماطل المحسن إليه وهو قادرٌ على الوفاء فلا يفعل، فهو ظالِم فيجوزُ استغابته
وقد جاء الحديث صريحاً في جِنسِه ألا وهو قوله صلى الله علية وسلم :
( لّيُّ الواجد يُحل عِرضَه و عقوبته )

يحل عِرضَه يعني الطعن فيه بأن يقول فلان ظالِم ، فلان أكل حقي، ولا يتبادر إلى ذهِن أحدٍ أن المقصود بالعرضِ هنا أن ينال من عِرضِ أهله، حاشـا ! ، وإنما ينال من عرِض هذا الظالِم وفي حدودِ ظُلمِه إيّـاه ،
( ليَّ الواجد يُحلّ عِرضه و عقوبته ) هذا المتظلم .

والثاني: (مُتظلمٍ ومعرِّف) هذه مسألة هامّه جداً، لأن كثير من الناس بجهلِهم يوجدون مشاكلَ تورعاً [بالغاً] منهم،
(معرِّف) يأتي إنسان إليك وأنت مسلم طيب ما تحب أن تعصي الله ورسوله، يسألك ما رأيك يا فلان ، فلان أبو فلان تعرفه أنت جيداً، وهو يريد أن يشاركني، هل بتنصحني أشاركه ؟ ولاَّ لا ؟
فهو يعلم أنه خائن في تجارب سابقة مع بعض الناس أكل أموالهم، فما يتكلم بما يعرفه فيه يقول مثلا كل الناس خير مني ، كل الناس فيهم لخير و بركة، ولا بركة فيه لأنه هو خائن، لماذا ؟
بيقول هذه غيبة هذا ما بيجوز،
لكن جهِل أن الغيبة من هذا النوع ليسَ فقط يجوزُ بل يجبُ ؛ لأن الدينَ النصيحة،

كذلك من هذا القبيل وربما يكون أخطر يأتيك الرجل يريد أن يخطب بنت جارك، يا فلان ما رايك ببنت فلان؟ فيأتي الجواب التقليدي: والله، كل الناس فيهم خير وبركة، وهو بيعرف لا سمح الله من البنت أنها شاردة وأنها فلتانه تروح وتجي وأشكال وألوان ، فالواجب على هذا الجار أن يحكي ما يعلم وليس هذا من الغيبة في شيء أبداً، لأنه إذا لم يحكي الحقيقة.
فقد خان امانة الكلمة والنصيحة لعامة المسلمين

والحمد لله رب العالمين