بدور القاسمي: الإبداعات الأفريقية تستحق التقدير والدعم
المصدر: لاغوس - البيان



أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدوليين أن لدى صناعة النشر الأفريقية إمكانات هائلة في المستقبل، بما في ذلك قدرتها على بناء جسور للتواصل الثقافي مع شعوب العالم الأخرى، واستثمارها في تنمية مجتمعاتها، والارتقاء بها نحو الأفضل للأجيال الحالية والمقبلة.
مضيفة أن هذه الإبداعات تستحق التقدير والدعم، جاء ذلك في كلمة ألقتها خلال مشاركتها في منتدى تفاعلي، أول من أمس، على هامش معرض نيجيريا الدولي للكتاب في مدينة لاغوس، أكبر مدن نيجيريا وغرب أفريقيا، الذي اختتمت فعالياته أمس السبت.
وقد نظم هذه الفعالية اتحاد الناشرين الدوليين بالتعاون مع جمعية الناشرين النيجيريين، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة في عالم النشر، حيث سلط الضوء على التحديات الرئيسية والفرص التي يمكنها أن تلعب دوراً بتشكيل مستقبل صناعة النشر في أفريقيا، بما في ذلك مساهماتها في سوق النشر الدولية والمنافسة على المستوى العالمي.
صناعة حيوية
وأشارت الشيخة بدور القاسمي في كلمتها أمام نخبة من المتحدثين الدوليين بالمنتدى، الذين يمثلون 76 جمعية ومؤسسة نشر من 65 دولة من مختلف أنحاء العالم، إلى أن إمكانيات سوق النشر أصبحت أكثر قدرة من قبل على تلبية احتياجات القراء الشباب.
وقالت: «تشكل الأسواق الناشئة 90% من سكان العالم ممن هم تحت سن الـ30 عاماً، وتمتلك أفريقيا والشرق الأوسط أعلى نسبة، وهي لا تمثل قراء المستقبل فقط، بل أيضاً المواهب الناشئة التي ستسهم في صناعة النشر وترك بصماتها الخاصة في هذه الصناعة الحيوية».
وأضافت، «أعتقد أنها مجرد مسألة وقت حتى يتمكن هؤلاء الشباب، من تغيير وجه صناعة النشر العالمية، وليس لديّ أدنى شك أن صناعة النشر النيجيرية والأفريقية ستستفيد من هذه التحولات، وهذا ما لمسناه من مستوى المناقشات ونوعية الكتَاب والمواهب الإبداعية القادمة من أفريقيا ونيجيريا، وأعتقد أن العالم يجب أن يمنح مزيداً من الاهتمام لما تنتجه أفريقيا من الأعمال الإبداعية، التي يستحق كتّابها منا الاحترام والتقدير والدعم».
تعزيز القراءة
وفي نهاية كلمتها بالمنتدى الذي سعى إلى إبراز أهمية قطاع النشر في تنمية الدول الأفريقية وتطور المجتمعات فيها، أعلنت الشيخة بدور القاسمي عن قبول اتحاد الناشرين الدوليين للعرض الذي تقدمت به جمعية الناشرين الكينيين بإقامة المنتدى التفاعلي القادم حول التنمية المستدامة في أفريقيا، وعلاقتها بصناعة النشر، العام المقبل في العاصمة الكينية نيروبي.
وتناول المنتدى عدة قضايا ومواضيع مهمة تتعلق بصناعة النشر، من أبرزها صناعة النشر في القرن الحادي والعشرين؛ والمساهمة الاجتماعية والاقتصادية في صناعة النشر الأفريقية؛ وتعزيز النشر التعليمي في أفريقيا؛ ومنح الكتّاب والناشرين والمبدعين الأفارقة فرصة إسماع صوتهم وآرائهم في العالم؛ ودور التكنولوجيا في التغلب على الأمية وتعزيز ثقافة القراءة؛ والتصدي للتحديات التي تواجه حرية النشر في أفريقيا؛ وتعزيز إنفاذ قوانين الملكية الفكرية وحقوق التأليف والنشر.
تقدم منشود
وقال غباديجا أديدابو، رئيس جمعية الناشرين النيجيريين: «إن النشر ومحو الأمية، والحصول على الكتب، شرطان أساسيان للنجاح في الحياة وتحقيق التنمية لبلدنا وللقارة الأفريقية. ويجب أن نتذكر دائماً أن صناعة النشر القوية والثقافة الوطنية للقراءة هي الأسس اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهما أمران حاسمان لإحراز التقدم المنشود».
وبرزت أهمية المنتدى في كونه منصة مثالية لخبراء صناعة النشر والمعنيين بها من كافة أنحاء القارة الأفريقية ومن دول أخرى حول العالم لاستكشاف الفرص الواعدة في سوق النشر بأفريقيا، والبحث في العقبات التي تواجهها، واستعراض أحدث الابتكارات فيها وآليات تطويرها، وسبل إحياء حركة الكتابة والنشر، إلى جانب البحث في إمكانية تطوير أفكار وحلول جديدة بهذا المجال.
وأقيم المنتدى بالتعاون مع عدد من الجهات الراعية وهي مدينة الشارقة للنشر، ومعرض لندن للكتاب، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومعرض فرانكفورت للكتاب، وجمعية الناشرين الأميركيين، وجمعية الناشرين النيجيريين، وجمعية الناشرين البريطانيين، وشركة إعمار العقارية، وخدمات الطيران الوطنية في نيجيريا.
وقد ركزت فعاليات المنتدى الذي أقيم في مدينة لاغوس، تحت شعار «النشر من أجل التنمية المستدامة - دور الناشرين في مستقبل أفريقيا» على أهمية صناعة النشر الأفريقية وضرورة دعمها لتلبية احتياجات سوق النشر العالمي، نظراً للاهتمام المتنامي من القراء في مختلف أنحاء العالم بالبحث عن الكتب والأعمال الأدبية الأكثر تنوعاً، وحرصهم المتزايد وشغفهم بالتعرف على الثقافات والأفكار وأنماط الحياة السائدة في دول العالم الأخرى.
500
حسب التقديرات تبلغ قيمة سوق النشر في أفريقيا أكثر من مليار دولار أميركي، في ظل وجود قاعدة واسعة من القراء تتجاوزالـ500 مليون شخص
6 %
بلغ النمو السنوي التراكمي لسوق النشر في أفريقيا 6 %، وحتى الآن لم يبذل الجهد الكافي للتأكيد على مدى أهمية النشر ودوره في تنمية جميع الدول التي تشكل هذه القارة.