«المزلاي».. أقفال تراثية وملمح تطور الحياة والصناعات
المصدر: جريدة البيان
يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال. «البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.
العمارة الإماراتية متعددة الأوجه والابتكارات، وكثيراً ما ارتبطت بعض الصناعات بأبواب البيوت وتأمين إغلاقها، حيث عرف أهل الإمارات «المزلاي»، وهي أداة قديمة من أصل العمارة التقليدية المحلية، استعملت لغلق الأبواب ذات المصراعين، وثقها الشاعر راشد الخضر، بقوله:
البابْ الي مَا له مصاريع
لو تَزْليه زَلْيك ضياع
لكن الناس عرفوا الأقفال في مرحلة لاحقة، خصوصاً في الأربعينيات من القرن الماضي، حين جلب التجار إلى الإمارات من الأسواق العالمية مثل الهند وإنجلترا أقفالاً بأحجام مختلفة، أغلبها مصنوع من معدن ويفتح بمفتاح، منها الكبير والصغير، وتثبت بعد قفل الباب لتأمين أملاكهم في الأسواق والدكاكين التجارية وكذلك بيوتهم حفاظاً عليها من السرقة، ودرج في قول المتوصف وصاحب الأمثال «أقفل المكان وبات في أمان»، وبعد مرور الزمن، وحتى فترة السبعينيات أدخلت كثير من الدول أنواعاً جديدة، استخدمها الناس بشكل واسع، لكن القديمة بقيت كتحف خاصة وذكرى غالية تحمل بريقاً وصورة لذلك الزمن، ويوجد اليوم بعض أنواعها القديمة، وبأحجامها الفولاذية المختلفة، مع جامعي الأنتيكات القديمة، لكونها تذكر بتلك الفترة، وتقدم ملمحاً عن طبيعة الحياة والصناعات.