الحيوانات ودلائل النبوة

الحمد لله رب العالمين

قصة البعير الناد وسجوده له وشكواه إليه
1-قال الامام أحمد: عن أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الانصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ولا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه وأن الانصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه، وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: قوموا

فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقالت الانصار: يا رسول الله إنه صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته،
فقال: ليس علي منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه، فجاء واضعا مشفره إلى الارض حتى برك بين يديه، حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاتوا خطاما، فخطمه ودفعه إلى صاحبه حتى أدخله في العمل : ثم التفت إلى الناس فقال:

إنه ليس شئ بين السماء والارض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والانس

فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك، ونحن [ نعقل فنحن ] أحق أن نسجد لك،
فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لامرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه


و-قال الامام أحمد: - عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا لا أخبر به أحدا أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوما حائطا من حيطان الانصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، : فلما رأى رسول الله حن وذرفت عيناه، فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن، فقال: من صاحب الجمل ؟ فجاء فتى من الانصار قال: هو لي يا رسول الله،
فقال أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ( مسلم ).


و-قال الامام أحمد: عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه، فلما رآه البعير جرجر، ووضع جرانه، فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين صاحب هذا البعير ؟ فجاء، فقال: بعنيه، فقال: لا بل أهبه لك، فقال: لا بل بعنيه، قال:

لا بل نهبه لك إنه لاهل بيت ما لهم معيشة غيره،.
قال: ما لبعيرك يشكوك ؟ زعم أنك سانيه حتى إذا كبر تريد [ أن ] تنحره فإنه شكى كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه،
قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال: ويحك انظر هل ترى من شئ يواريني ؟
قلت: ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك.قال: فما بقربها ؟ قلت: شجرة مثلها أو قريب منها، قال: فاذهب إليهما فقل:
إن رسول الله يأمركما أن تجتمعا بإذن الله،
قال: فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع فقال:
اذهب إليهما فقل لهما: إن رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها، فرجعت.
حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها قد أصابه لمم فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة، قال: ناولينيه، فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثم فغرفاه فنفث فيه ثلاثا

وقال: بسم الله أنا عبد الله، اخسأ عدو الله، اخرج عدو الله أنا رسول الله، ثم ناولها إياه، فقال: القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل
قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: ما فعل صبيك ؟
فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم، قال: انزل فخذ منها واحدة ورد البقية،

-ومن حديث أنس في ركوبه عليه السلام على فرس أبي طلحة حين سمع الناس صوتا بالمدينة فركب ذلك الفرس، وكان يبطئ، وركب الفرسان نحو ذلك الصوت، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع بعدما كشف ذلك الامر، فلم يجد له حقيقة، وكان قد ركبه عريا لا شئ عليه وهو متقلد سيفا، فرجع وهو يقول: لن تراعوا لن تراعوا، ما وجدنا من شئ، وإن وجدناه لبحرا.
أي لسابقا وكان ذلك الفرس يبطأ قبل تلك الليلة فكان بعد ذلك لا يجاري ولا يكشف له غبار وذلك كله ببركته عليه الصلاة والسلام.




قصة الذئب وشهادته بالرسالة

قال لامام أحمد: عن أبي سعيد الخدري قال: بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فاستنقذها منه وهجهجه فعانده الذئب يمشي، ثم أقعى مستذفرا بذنبه يخاطبه ، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله ؟
تنزع مني رزقا ساقه الله إلي ؟ فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الانس !

فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق،
قال: فأقبل الراعى يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي: أخبرهم فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صدق، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الانس، ويكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده


قصة الوحش الذي كان في بيت النبي وكان يحترمه عليه السلام ويوقره ويجله

قال الامام أحمد: : قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد، وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه ((لم يترمرم: أي سكن ولم يتحرك)).

قصة الاسد

: أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم، أو أسر في أرض الروم، فانطلق هاربا يلتمس الجيش، فإذا هو بالاسد، فقال: يا أبا الحارث إني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الاسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه، كلما سمع صوته أهوى إليه، ثم أقبل يمشي إلى جنبه، فلم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش ثم رجع الاسد عنه *

، البخاري عن أنس: أن أسيد بن حضير الانصاري ورجلا آخر من الانصار تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة، وهي ليلة شديدة الظلمة، حتى خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عصية، فأضاءت عصى أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه حتى مشى في ضوئها حتى أتى كل منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله (البخاري).
حديث آخر قال البخاري في التاريخ:
(البخاري) عن عمرو الاسلمي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفرقنا في ليلة ظلماء دحمسة، فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم، وما هلك منهم، وإن أصابعي لتنير.
قلت: وقد قدمنا في قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي بمكة قبل الهجرة، وأنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم آية يدعو قومه بها، فلما ذهب إليهم وانهبط من الثنية أضاء له نور بين عينيه.فقال: اللهم [ لا ] يقولوا: هو مثله.فحوله الله إلى طرف سوطه حتى جعلوا يرونه مثل القنديل.
حديث آخر فيه كرامة لتميم الداري روى الحافظ البيهقي: عن معاوية بن حرمل قال: خرجت نار بالحرة فجاء عمر إلى تميم الداري فقال: قم إلى هذه النار، قال: يا أمير المؤمنين ومن أنا وما أنا ؟ قال: فلم يزل به حتى قام معه، قال: وتبعتهما، فانطلقا إلى النار، فجعل تميم يحوشها بيديه حتى دخلت الشعب ودخل تميم خلفها، قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير، قالها ثلاثا.
حديث فيه كرامة لولي من هذه الامة وهي معدودة من المعجزات لان كل ما يثبت لولي فهو معجزة لنبيه.
، عن أبي سبرة النخعي، قال: أقبل رجل من اليمن فلما كان ببعض الطريق، نفق حماره فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال: اللهم إني جئت من الدثنية مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك، وأنا أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور، لا تجعل لاحد علي اليوم منة، أطلب إليك اليوم أن تبعث حماري، فقام الحمار ينفض أذنيه،


وعن أنس قال: أدركت في هذه الامة ثلاثا لو كانت في بني إسرائل لما تقاسمها الامم
قلنا: ما هي يا أبا حمزة ؟ قال: كنا في الصفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته امرأة مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ، فأضاف المرأة إلى النساء، وأضاف ابنها إلينا، فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة، فمرض أياما ثم قبض فغمضه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بجهازه، فلما أردنا أن نغسله،

قال: يا أنس ائت أمه فأعلمها، فأعلمتها، قال: فجاءت حتى جلست عند قدميه فأخذت بهما،
ثم قالت: اللهم إني أسلمت لك طوعا، وخالفت الاوثان زهدا، وهاجرت لك رغبة، اللهم لا تشمت بي عبدة الاوثان، ولا تحملني من هذه المصيبة مالا طاقة لي بحملها قال: فو الله ما انقضى كلامها حتى حرك قدميه وألقى الثوب عن وجهه وعاش حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وحتى هلكت أمه
قال: ثم جهز عمر بن الخطاب جيشا واستعمل عليهم العلاء بن الحضرمي،

قال أنس: وكنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد قد نذروا بنا فعفوا آثار الماء، والحر شديد، فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة، فما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء، وما نرى في السماء شيئا.
قال: فو الله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا، وأفرغت حتى ملات الغدر والشعاب، فشربنا وسقينا ركابنا، واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجا في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج

وقال: يا علي، يا عظيم، يا حليم، يا كريم، ثم قال:أجيزوا بسم الله، قال: فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيرا فأصبنا العدو غيلة فقتلنا وأسرنا وسبينا، ثم أتينا الخليج، فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا،

قال: فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمى في جنازته، قال: فحفرنا له وغسلناه ودفناه، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال: من هذا ؟ فقلنا: هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمي فقال: إن هذه الارض تلفظ الموتى، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين، إلى أرض تقبل الموتى،
فقلنا: ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله،
قال: فاجتمعنا على نبشه، فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه، وإذا اللحد مد البصر نور يتلالا، قال: فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا
قال البيهقي رحمه الله: وقد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا وذكرة البخاري في التاريخ لهذه القصة بإسنادا آخر، عن سهم بن منجاب
قلت :ومثل هذا يكون كرامة لصاحب الشريعة.


والحمد لله رب العالمين