اذا رؤيا الهلال فى بلد هل يلزم سائر البلاد الصوم ؟


الحمد لله

هل إذا رؤي هلال رمضان في بلد إسلامي فهل يلزم سائر البلدان الإسلامية أن يصوموا على تلك الرؤية .؟

الرأي من بين تلك الآراء الثلاثة هو الذي يقول نصوم مع أولِ رؤية، فمثلا لو راى الهلال فى الجزائروقد ثبتت الرؤيا لديه فحينئذٍ نرى أن يصوم المسلمون في أي بلدٍ كانوا بأول خبر يأتيهم صحيحاً بثبوت هلال رمضان، ذلك لأن قوله عليه السلام

صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأتمُّوا الشهر ثلاثين يوماً))

خطابٌ للأمة كلها ومعلومٌ بداهةً أن الأمة كلُّها لا يمكن أن ترى الهلال وإنما يراه عادةً منها فردٌ أو أكثر،

فإذن صوموا أيتها الأمة لرؤية واحد منكم أو أكثر

.وهنا طبعاً اختلف العلماء هل تثبت رؤية الهلال برؤية فرد واحد أم لا؟

فيه خلاف كثير ونحن نرى أن الأمر يعود إلى القاضي الشرعي الذي يحكم بما أنزل الله ومن ذلك أنه إذا جاءه شاهد واقتنع بشهادته – أولاً أنه رجلٌ صالح وليس بفاسق بذنب من الذنوب التي يَفسُق بها المسلم، هذا أولاً،

وثانياً يثق بيقظته ونباهته لأنه هذه النقطة يجب أن يرعاها القاضي ولا يكتفي بصلاح الشاهد

بل لابد أن يدرس أيضاً يقظته ونباهته وإلَّا فقد يكون شأن بعض الرائيين أو الشهود للقمر

شأن ذاك الرجل الذي جاء إلى عُمر يشهد بأنه رأى الهلال، قال أين رأيته؟

قال: في المكان الفلاني، فذهب معه، وإذا هو لا يرى شيئاً وإذا به عُمر يؤكد في بصره فيرى شعرة من حاجبه قد نزل على عينه وإذا هو يتوهم الشعرة النازلة على عينه هي القمر
.
الشاهد إحنا ما بيهمنا القصَّة صحيحة أو مو صحيحة وإنما نأخذ منها عبرة إن هذا ممكن أن يقع، فلذلك فالقاضي يجب أن يكون أولاً عالماً بالكتاب والسُنَّة وأن يكون بصيراً فلا يقبل شهادة أي إنسان لا دقة عنده في المشاهدة وفي النظر فإذا أثبت هذا القاضي الشرعي هلال رمضان في أي بلد من بلاد الإسلام فعلى كل بلاد الإسلام أن يصوموا لهذه الرؤية ولا يتفرقوا كما وقع كثيرا.

المشكلة أنه لا يوجد عند المسلمين توعية عامة لا أعني بها أن يكون المسلم عالم بكل مسالة هذا مستحيل لأن هذه قضية اختصاص، لكن شئ يتكرر كل سنة ويقع خلافات حوله كل سنة، لازم يكون فيه وعي عام حول هذه القضية ويتعرف على الرأي الصحيح الذي يُفتى به ويُدعم بأدلة الكتاب والسُّنة، فهذه المسألة من هذه المسائل التي يجب على عامة المسلمين أن يكونوا على وعي منها وهو هذا الحديث وعلى هذا التفسير ((صوموا لرؤيته)).

الآن ((صوموا لرؤيته)) إما أن يكون خطاباً موَّجه للأمة كلها -وهذا هو الصحيح- وإما أن يكون غير ذلك –

انظروا الآن كيف يكون البحث والتحري- الصواب قلنا أن الخطاب للأمة كلها
((صوموا لرؤيته)) ولو من فرد واحد بالشرط السابق،

لا هذا ليس خطاب لجميع الأمة يقول الآخرون من أولئك الذين يقولون بإختلاف المطالع، الآن نقول لهم ما هي المطالع؟

هل أنتم أولا تريدون من المسلمين أن يكونوا دارسين الجغرافيا وعلم الفلك حتى يكونوا على معرفة تامَّة باختلاف المطالع؟
هذا أولاً، سأقول من يمِّهم ومن طرفهم:

لابد إنه يكون في المسلمين علماء في كل ما ينفع المسلمين، أقول لهم نعم لكن هل تحديد المطالع يُمكن تحديده تحديداً مادِّيَّاً، تحديداً طبيعياً، بحيث إنه لا يمكن أن يقع خلاف بين نفس علماء الفلك أو الجغرافيا؟
لا يمكن، هذه قضايا بإختصار قضايا نسبية .

القمر مثل الشمس له مطالع مختلفة، الآن الأردن مطلع وسوريا مطلع ، ما اختلفت المطالع هنا،
هنا اختلفت الدول فإذن القضية قضية سياسية،
لكن ما هو الدليل إنه فعلاً إذا اختلفت المطالع يختلف يوم الصيام؟

هذه الستارة واجهة إن اختلاف المطالع بالنسبة لبعض البلاد ما هو صحيح إطلاقاً وإنما اختلاف الدويلات هذه هي اللي جعلت نظام اختلاف المطالع مبرراً لاختلاف الدخول في الصيام وليس الأمر كذلك أبداً .

لكن صحيح فيه فرق بين مثلاً أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية فيه كبير جداً لكن أين الدليل على أن العلَّة في عدم الصوم برؤية واحدة ومن بلد واحد؟

هذا لا يوجب الصيام إلَّا إذا اتحد المطلع أما إذا اختلف فيجب الإفطار ولا يجوز الصيام. ليس عندنا دليل على هذه الدعوة لهذا يبقى قوله عليه السلام السابق الذكر)) صوموا لرؤيته))

موجَّهاً للأمة كلها لا فرق بين من كان في القطب الشمالي أو من كان في القطب الجنوبي أو من كان في الشرق أو من كان في الغرب لا فرق فقط من حيث أنه ثبت هلال رمضان

لكن من حيث بدء الصيام هيختلف طبعاً كاختلاف الليل والنهار هذا واضح
لكن ثبوت الهلال ثبت فأينما جاءنا هذا الخبر، وهذا من الحكمة بمكان لرفع الخلاف في شعيرة من شعائر الإسلام، ؟

و الصواب اذن إذا بلغهم ثبوت الهلال في بلد من بلاد الإسلام فعليهم أن يصوموا على رؤية ذلك البلد.

أما إذا صاموا هم على رؤيتهم فيعَيِّدون أيضاً على رؤيتهم ما بيلفقوا ما بين رؤيتهم ورؤية الآخرين لانه قد تطلع النتيجة إنهم يصوموا 28 يوم غلط، فهنا لازم يصوموا 29 يوماً، في آخر ليلة -ليلة ال30- لازم يراقبوا الهلال،

فإن رأوا هلال العيد هلال شوال تاني يوم بيعيِّدوا وبيكون صاموا 29 يوماً وإن غُمَ عليهم لسبب ما بيكمِّلوا 30 يوم ولو كانت الجزائر أفطروا قبلهم بيوم أو يومين.

والحمد لله رب العالمين