الرقص الشعبي...تراث الامارات الاصيل

لكل بلد عاداته وتقاليده التي انحدرت إليه من الأجيال السابقة . . ويتمسك كل شعب بتقاليده هذه إلى درجة القدسية . . فلا يجوز الخروج عليها أو المساس بها .
والتقاليد في دولة الإمارات هي تقاليد عربية أصيلة ، توارثها هذا الشعب عن الأجداد . . وهي تمثل حياة إنسان الإمارات بكل شهامته .
ولأن من ليس له ماص . . ليس له حاضر ومستقبل فقد اهتم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإحياء تراث الإمارات وحماية عاداتها وتقاليدها . . حتى لا يجرفها التيار الحضاري والمادي في ركبه .. فيجهل الجيل الجديد تلك العادات والتقاليد النبيلة والخيرة ، وحتى نظل متمسكين بهذه الفضائل ونعمل بها في عصر تطورنا الحاضر .
إن الأمة بلا تراث كجسد بلا روح .. ووجود لا بهوية .. ولايصح أن تنسلخ الأمة عن ترثها لهثاً وراء قشور حضارة العصر ودعاوى التحضر والتمدن ، وتخلي الأمة عن تراثها يعني نهاية وجودها الفعلي والفاعل في إثراء تراث البشرية جمعاء .



الرقص الشعبي جزء من التراث الذي يعتز به ويتقنه الكبار والصغار في دولة الإمارات العربية المتحدة ، فهم يطربون لما تنطوي عليه الرقصات الشعبية من دلالات وأبعاد ، وما تجسده في وجدانهم من صفات أصيلة كعادة حب الفروسية ومجابهو العدو والدفاع عن الديرة ، ومن هنا فإن رقصة » العيالة « التي تعبر عن سلسلة من الأحاسيس التي صاغها شعب المنطقة بقلب خاص ، وترجمها في هذا النوع من التعبير الحركي الإيقاعي والإشارات التي لكل واحدة منها أكثر من معنى تعبيراً عن الفرح والانتصار .

وعموماً فإن العيالة في مجتمع الإمارات تعد من فنون التراث الثقافي غير الشفاهي غير المسجل الذي يتضمن العديد من العناصر الثقافية التي تعبر أصدق تعبير عن كل ما يتعلق بالجماعة ونشاطها وتفاعلها وتأثير بيئتها .
وعلى الرغم من التحولات الأخيرة التي شهدها مجتمع الإمارات منذ الطفرة البترولية إلا أن فن العيالة ما زال يؤدي في كل المناسبات الاجتماعية والقومية ، وتحرص الدولة على إبراز هذا الفن الشعبي وتقديم عروضه أمام رؤساء الدول وكبار المسؤولين الذين يزورون البلاد تباعاً ، وقد وجهت وزارة الإعلام والثقافة في السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً لهذا الفن الشعبي الأصيل باعتباره أحد وسائل الاتصال الثقافية الناجحة التي تنقل صورة صادقة لحيوية الشعب وشرائح من عاداته وتقاليده ، وتقدم الوزارة المساعدات المادية والأدبية لفرق الفنون الشعبية .


كما شكلت الوزارة فرقة النعاشات وهن الفتيات اللاتي يشتركن مع الرجال الرقصات .
وقد حققت فرق الفنون الشعبية التقليدية في الإمارات نجاحاً مرموقاً في المهرجانات العربية والدولية التي شاركت فيها ، كما أسهمت بدور فعال ومباشر في نشر الاهتمام بالفنون الشعبية الإماراتية بإتاحة الفرصة للمهتمين بهذا اللون في استلهام موضوعاتها الفنية وتصميم اللوحات الحية المعبرة في الحفلات والمهرجانات التي تقام في الأعياد القومية وغيرها ، وهو أمر ذو أهمية في تأكيد روح الانتماء الوطني لدى الجيل الجديد والاعتزاز بتراثهم في مواجهة الإيقاعات المستوردة الخاصة .