عادات الزواج في موريتانيا تجمع بين التقاليد العربية والأفريقية الرائعة
تختلف عادات الزواج في موريتانيا، بشكل جذري نتيجة مزج العادات العربية والأفريقية، والتي خرجت عبر الزمن عن مجموعة من القيم والعادات المكتسبة، وأصبحت فيما بعد تمثل خصوصية اجتماعية موريتانية. ويتميز حفل الزفاف أو "العرس"، كما يحب الموريتانيون تسميته، بمجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل جزءًا من طقوسه الأساسية.
ويتم تجهيز العروس بنقش الحناء على يديها وقدميها، بطريقة خاصة تختلف عن غيرها من نقوش الحناء. وتلبس العروس "الملحفة السوداء" الخاصة بليلة العرس، والملحفة هي زي تقليدي يشبه الزي النسائي السوداني إلى حد كبير. واللون الأسود للملحفة هي سمة ظلت محافظة على وجودها كتميز للعروس الموريتانية عن غيرها من نساء الأرض، اللواتي يلبس اللون الأبيض في ليلة الزفاف، وبعد ارتداء العروس للزي الخاص بها والذي يتم رشه ونقعه في أنواع من البخور والعطور الخاصة، تتزين العروس بأنواع الإكسسوار التقليدية الخاصة بهذه المناسبة.
وبعد تجهيز العروس من قبل نساء متخصصات في هذا المجال، تجلس في غرفة مغلقة لا يدخل عليها سوى أمها وأخواتها أو صديقتها المقربة جدا. وتظل في غرفتها حتى يأتي العريس ليلًا ليأخذها وعليه قبل ذلك أن يدخل معركة حامية الوطيس، يتخللها الصراخ والتدافع من قبل صديقات العروس والمدعوات الاتي يستقبلن العريس عند الباب يمنعنه من الدخول، وأخذ عروسه مالم يقم بدفع مبلغ مالي أو توزيع هدايا على الحاضرات، في عادة طريفة يحاول فيها العريس وأصدقاؤه خطف العروس، ولكنه غالبًا ما يرضخ للأمر الواقع ليطير بمحبوبته إلى مكان مجهول.
وتقضي العروس ثلاثة أيام مع زوجها وفي نهاية اليوم الأخير، تأتي إلى بيت أهلها لتقام مأدبة على شرف زوار العروس من صديقاتها اللواتي يأتين للاطمئنان عليها، أو بدافع الفضول، وفي ذلك اليوم والذي يسمى "أمروگ أسبوع"، يحاول صديقات العروس مجددًا خطفها والمساومة عليها من جس نبض العريس، ومعرفة مدى حبه وتعلقه بالعروس في عادة تسمى "اترواغ".
وكان الموريتانيون في العقود الماضية يتنافسون في إقامة الأفراح والمناسبات الأسطورية، حيث تكون الدعوة عامة وتجهز موائد بأصناف وأشكال الطعام، ولكن تلك العادة تقلصت مع الزمن ومع تغير العقليات ونزوح الأسر من الريف إلى المدينة. وأصبح الزفاف مقتصرًا على الأهل والأقارب والمدعوين في صالة خاصة بالأفراح، تقدم فيها الوجبات والشرب بصورة منظمة وعصرية، وأما المدعوون فيتناوبون على منصة الرقص والغناء، للتعبير عن الفرح والسعادة، وتبادل عبارات المجاملة والتهنئة.