TODAY - 15 August, 2010
«العراقية» تستبعد المشاركة في حكومة يرأسها المالكي وتطالبه بالكف عن سياسة «الإلغاء والتهميش»
الاتحاد الاماراتية
أعرب المتحدث باسم القائمة “العراقية” شاكر كتاب عن اعتقاده أن قائمته لن تشارك في حكومة يرأسها رئيس الحكومة المنتهية ولايته زعيم ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي.
وبالتوازي، بحث نائب رئيس الوزراء الدكتور روز نوري شاويس رئيس وفد ائتلاف الكتل الكردستانية مع المالكي ورقة العمل التي حملها الوفد الكردي إلى القوى السياسية في بغداد. وقال شاكر كتاب في تصريحات للصحفيين أمس، لا اعتقد أننا سنشارك بحكومة يرأسها المالكي، مبيناً أن القائمة العراقية برئاسة أياد علاوي، تجيد فن التناول السياسي الوطني للأحداث والظواهر السياسية.وأضاف: “لدينا المقدرة العالية على التفريق بين المشكلة وبين الشخوص، وهذا أمر صعب المنال عند إخوتنا السياسيين في القوائم الأخرى، فنحن ليس لدينا خطوط حمراء على شخص المالكي بالذات، لكننا نرفض بشدة سياسته وبرنامجه الحكومي ورؤاه على صعيد التكتيك الذي غلب بشكل صارخ على رؤاه الاستراتيجية حتى بدا لنا أنه لا يملك استراتيجية لقيادة البلاد رغم إحاطته بكادر من المستشارين المتخصصين”. واستطرد قائلاً: “نحن في العراقية نطالب المالكي بالاعتراف بحقنا الدستوري والكف عن سياسة إلغاء وتهميش دورنا وعدم الاعتراف بفوزنا الكبير يوم الانتخابات وأبوابنا مفتوحة للجميع للعمل المشترك لما فيه خدمة الوطن والمواطن”. من جهته، قال القيادي في دولة القانون خالد الأسدي لـ”الاتحاد” إن الورقة التي حملها الوفد الكردي كانت إيجابية، ولكن دراسة تفاصيلها تحتاج إلى بعض الوقت. وبشأن تلميح الأكراد إلى أنهم سيتحالفون مع من يقبل بهذه الورقة أكد “لا أتصور أن هناك شروطاً مسبقة حيال هذا الأمر”، لافتاً إلى أن “تشبث كل شخص برأيه سيؤدي إلى نهايات مغلقة”.وبدوره، أكد محمد علاوي عضو القائمة العراقية، أن القضايا التي طرحها وفد ائتلاف الكتل الكردستانية خلال لقائه زعيم القائمة العراقية اياد علاوي كانت ذات طبيعة عامة ولم تخرج عن الجوانب الدستورية، موضحاً لـ”الاتحاد” بقوله: “نحن متفقين مع الأكراد ولا يوجد أي خلاف معهم خاصة مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارازاني”. وحول أهم النقاط التي طرحت خلال اللقاء، قال: “هناك جزءان من التفاهم مع الأكراد، الأول يخص مطالبهم المتعلقة بالمادة 140 وقضية كركوك، التي نعتبرها قضايا دستورية لا يمكن الاجتهاد بها أو أن نتخذ قراراً بشأنها إلا بالرجوع إلى الإطار الدستوري. أما الجزء الآخر فيتعلق بقضايا عامة تخص حكومة الشراكة الوطنية التي نتفق معهم حيالها”.
تنظيم «القاعدة» يكرس استراتيجية «الاشتباكات المباشرة» في قلب بغداد
في رابع هجوم من نوعه خلال ثلاثة أسابيع قتل مسلحون مجهولون أربعة من عناصر الشرطة وأحرقوا جثث اثنين منهم في منطقة بغداد الجديدة أمس قبل أن يغادروا المكان في «تظاهرة علنية» يرجح أن يكون وراءها تنظيم «القاعدة» الذي يتبنى استراتيجية قتالية جديدة منذ مقتل زعيميه أبو عمر البغدادي وأبو أيوب البصري قبل شهور. وذكر مصدر في الشرطة العراقية أمس أن «مسلحين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة بغداد الجديدة شرق العاصمة بأسلحة كاتمة للصوت وقتلوا اثنين من أفراد النقطة، ثم وضعوا الجثتين في سيارة تابعة للشرطة وأضرموا النيران فيها. وأضاف المصدر أن «مسلحين آخرين هاجموا نقطة أخرى في منطقة حي العامل جنوب غربي بغداد، وقتلوا اثنين من رجال الشرطة» فيما هاجم آخرون نقطة تفتيش تابعة لمجالس الصحوة شمال بغداد. وتؤكد الهجمات الأخيرة معلومات عن تغيير في استراتيجية «القاعدة» في بغداد والاتجاه الى تنفيذ اشتباكات مسلحة مباشرة وفرض النفوذ على الأرض، في استعادة كما يبدو لآليات عمل زعيم القاعدة الأسبق أبو مصعب الزرقاوي الذي اعتمد أسلوب احتلال المدن.وكانت استراتيجية «القاعدة» تغيرت بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 وتولي أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي اللذين اعتمدا الانسحاب من المدن الى القرى والضواحي وتنفيذ عمليات انتحارية مدروسة وذات تأثير إعلامي واسع.وقبل أسبوعين قتل خمسة من أفراد الشرطة بواسطة مسدسات مزودة بكواتم صوتية في ساحة اللقاء في حي المنصور ورفع المسلحون علم «دولة العراق الإسلامية» التي تضم عدداً من التنظيمات المنضوية تحت لواء «القاعدة» قبل أن يلوذوا بالفرار. وسبق هذا الهجوم حادث الأعظمية في تموز (يوليو) الماضي وقتلت فيه مجموعة من أفراد نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، وتم على خلفيتها محاصرة المدينة ليومين متتاليين من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من القبض على مدبري الهجوم. ووقعت في الأيام الأخيرة من تموز الماضي وآب (أغسطس) الجاري مجموعة من الهجمات شنها مسلحون في مناطق متفرقة من بغداد بالعبوات الناسفة ومسدسات مزودة بكواتم صوتية راح ضحيتها 25 عنصراً من منتسبي الجيش والشرطة. ووجهت قيادة عمليات بغداد أمس أوامر الى جميع القطعات العسكرية المرابطة في نقاط التفتيش حضت فيها على ضرورة اليقظة والانتباه في جميع الأوقات، لتفويت الفرصة على المسلحين في استهدافها. وذكرت مصادر في قيادة العمليات لوسائل الإعلام المحلية انه فور وقوع الهجوم أبلغت قيادة عمليات بغداد نقاط التفتيش أن القيادة ستعمد الى محاسبة آمري القطعات الأمنية في المناطق التي تتعرض الى تلك الخروقات نتيجة غفلة وإهمال بعض منتسبيها. وتكشف حوادث الهجوم المتتالية على نقاط التفتيش في بغداد في الأسابيع الثلاثة الماضية أن «القاعدة» عادت مجدداً الى أسلوب الزرقاوي بعد أكثر من أربع سنوات على مقتله، حيث أقدمت على شن هجمات متفرقة ورفع العلم بعد تلك الهجمات في مكان الحادث وهي الاستراتيجية التي كان يعتمدها الزرقاوي في عمله من خلال التركيز على قلب بغداد. ففي عهد الزرقاوي تمكن التنظيم من فرض سيطرته على قلب بغداد حتى أن شارع حيفا الذي لا يبعد عن المنطقة الخضراء سوى 500 متر كان مزدحماً بأعلام التنظيم التي كانت ترفرف فوق أشجار النخيل المنتشرة وسط الشارع. وقال وليد العزاوي القائد السابق لمجلس صحوة السيدية (جنوب بغداد) إن استهداف نقاط التفتيش بالطريقة التي دأب المسلحون عليها في الأسابيع الماضية يوجب على القوات الأمنية العراقية إجراء بعض التعديلات في خططها الأمنية للحؤول دون تكرار الهجمات. وأبلغ العزاوي «الحياة» أن «المسلحين ركزوا منذ أكثر من عام على تكثيف ضرباتهم الانتقامية ضد تنظيمات الصحوة وقادتها، وعادوا اليوم الى استراتيجية استهداف عناصر الأمن بعدما قاموا بتصفية حساباتهم مع الصحوة، التي فقدت دورها الأمني بالكامل في بغداد. وتشهد بغداد بعد كل هجوم مسلح على نقاط التفتيش إجراءات أمنية مشددة تركز على تفتيش السيارات في شكل دقيق وإغلاق بعض المنافذ الرئيسة، كما قامت وزارة الداخلية بإجراءات احترازية بتوزيع الأسلحة على شرطة المرور بعد وقوع مجموعة من حوادث الاستهداف، وبات غالبية رجال المرور يحملون أسلحتهم وسط الشارع للرد على أي استهداف محتمل. وبرر ثامر سالم الحسيني المسؤول عن قاطع مرور شارع فلسطين هذا الأمر بالاحتياطات الأمنية التي تهدف الى حماية رجال المرور بعدما تعرضت مجموعة من نقاط التفتيش الى هجوم مفاجئ. وقال لـ «الحياة» إن نقاط تفتيش التي تملك الأسلحة المخولة بإطلاق النار على الخارجين على القانون لم تتمكن من حماية نفسها من هجوم العصابات الإرهابية، وإن هذا الإجراء جاء لتمكين رجال المرور من الدفاع عن أنفسهم بعدما تحولوا الى مراكز استهداف للمسلحين. وتعكس الهجمات على نقاط التفتيش ورجال المرور قدرة العناصر المسلحة على ضرب قلب بغداد والإمكانات التي يتمتعون بها الأمر الذي قد يدفع الى التشكيك في تصريحات بعض المسؤولين الأمنيين حول القضاء على الإرهاب في العاصمة.وأكد العقيد أحمد جليل أحد قادة الجيش في الكرخ لـ «الحياة» أن القوات الأمنية ستتخذ تدابير خاصة للحؤول دون استهداف نقاط التفتيش وسط بغداد، فضلاً عن إجراءات أمنية مشددة أخرى للسيطرة على حركة السيارات في شوارع العاصمة.
الاتحاد الاماراتية