أبيتُ السبَّ والذّما
وكظمِ الغيظِ والحِلْما
لمنْ صاروا بما اجترحوا
بحقِّ الشعبِ لي خصما
رأبْتُ بنفسيَ الشمّاءَ
أنْ توسعَهمْ شتما
فهلْ ردَّ السُّبابُ لنا
حقوقاً أو نفى ظُلْما ؟
هلِ انجابتْ بهِ الظلماتُ
أو زادتْ بهِ النُّعمى
فما أبغيهِ منْ شعبي
عظيماً جلَّ أنْ يُسمى
أريدُ جموعَهُ الغضبى
تعدُّ لثورةٍ عظمى
على مَنْ دمّروا بلدي
ومنّا سرقوا الحُلْما
على مَنْ في الدُّجى زحفوا
أفاعيَ تَنْفُثُ السُمّا
تهدُّ وكورَها هدّاً
وتجلي الحزنَ والهمّا
فَقَدْ جلبتْ فضائحهم
لَهُ الإذلالَ والوصْما
على مَنْ فيهِ قد حلّوا
وبالاً ينضحُ الشؤما
فسلكُ الشرِّ يجمعهمْ
قد انتظموا بهِ نظما
قدِ ابْتُليَ العراقُ بهمْ
وذاقَ الويلَ والضيما
لقد نهبوا خزينتَهُ
وحازوا خيرَ الجمّا
وكم كذبوا على شعبي
كما ساؤا لهُ حُكْما
فساءتْ فيهِ سمعتُهم
وساء مذاقُهم طعما
ومَنْ قد أشبعوا وطني
مغارمَ أعقبتْ عُدما
بما سرقوا وما نهبوا
شكا الإفلاسَ والغُرْما
فما أبقوا عليهِ اليومَ
لا لحماً ولا عظما
عليكَ القلبُ يا وطني
أسىً لمّا يزلْ يُدمى
لقد باعوكَ أقساطاً
وكلٌّ يبتغي سهما
أضاعوكَ الألى لعبوا
وهدّوا مجدكَ الضخْما
زمانٌ إذ أتى بهمُ
حقيقٌ أَنَّهُ أعمى
سياسيّوكَ ما عمروكَ
لكنْ أمعنوا هدما
وكانوا فيكَ عمياناً
وكانوا كلّهم صمّا !!!
الامَ تظلُّ معلولاً
تمجُّ البؤسَ والسُّقْما
أفقْ يا شعبنا الغافي
أطلتَ الصمتَ والنوما
أترضى العيشَ في ذلٍّ
وتخشى العذلَ واللوما
عجيبٌ أنت يا وطني
أبيتَ اللعنَ والذمّا
أراكَ اليوم منكسراً
أسيراً تشتكي الهضما
ومصفودا ومُستلباً
ومجروحاً ومُغتمّا
تخبطُ خبطَ عشواءٍ
عدمتَ الرشدَ والفهما
تعافُ الدّر مطروحاً
وجهلاً تنتقي الفحما !!