أظهرت أبحاث جديدة أن المياه المتجمدة قد تكون مغمورة تحت سطح القمر، ما يعطي أملا جديدا بأن يكون الكوكب أول موطن للإنسان بعيدا عن الأرض.
وقال علماء إنهم اكتشفوا آثارا لمعدن نادر يسمى "موغانيت" (moganite)، في حجر نيزكي قمري عثر عليه قبل 13 عاما في شمال غرب إفريقيا.
ويتطلب نظام "موغانيت"، وهو عبارة عن بلورة شبيهة بالكوارتز، وجود الماء من أجل تكوينه، لذلك يتم الترحيب باكتشافه كدليل جديد على وجود الماء المتجمد أسفل سطح القمر.
ومن المعروف أن الماء موجود في القطبين الشمالي والجنوبي للقمر، لكن الاكتشاف الجديد يعطي مصداقية للاعتقاد بأنه قد تكون هناك مياه مجمدة أسفل مناطق أكثر من سطح القمر.
ويعتقد فريق العلماء من جامعة توهوكو اليابانية أن المعدن الذي تم تكوينه على سطح القمر موجود في منطقة تعرف باسم "Procellarum Terrane".
ويقول الباحثون إن الماء ربما كان موجودا منذ فترة طويلة قبل أن يتبخر من الأتربة القمرية التي تعرضت لأشعة الشمس القاسية. ولكن، وفقا لما يكشفه النيزك القمري، فقد تكون هناك مياه إضافية مختبئة تحت سطح القمر لم تتبخر بعد، حيث إنها محمية من أشعة الشمس القوية.
وقال ماساهيرو كاياما، الذي قاد الدراسة لموقع "Space.com": "لأول مرة، يمكننا أن نثبت وجود ماء متجمد في المادة القمرية، ففي موغانيت، هناك ماء أقل، لأن أشكال الموغانيت تتشكل من تبخر الماء، وهذا هو الحال على سطح القمر، لكن في المياه الجوفية، تبقى كمية كبيرة من الماء متجمدة، لأنها محمية من أشعة الشمس".
ويشير كاياما إلى أن الماء ربما قد تم "تسليمه" إلى القمر قبل حوالي ثلاثة مليارات عام من خلال الكويكبات والمذنبات. ثم، لفترة قصيرة من الوقت، قد تكون المياه موجودة على سطح القمر، قبل أن تتسرب تحت السطح وتبرد.
ويعتقد أنه بعد سنوات عدة، ربما يكون مذنب قد اندفع نحو سطح القمر، فأرسل النيازك القمرية إلى الفضاء وبعد ذلك إلى سطح الأرض.
ويؤكد العلماء أنه من غير الممكن أن يكون "الموغانيت" قد تشكل في النيزك بعد أن وصل إلى الأرض، حيث أنه نزل في الصحراء، ومع ذلك، يقول الفريق إنه ليس مؤشرا واضحا على وجود المزيد من المياه على سطح القمر.
ويعتقد فريق العلماء أن هناك حاجة لجمع المزيد من العينات من سطح القمر حتى يتم إثبات الفرضية، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الاكتشاف يعتبر علامة أمل للخبراء الذين يعتقدون أن القمر قد يكون مناسبا في يوم ما للاستعمار البشري.
ومن أجل أن يحدث ذلك، سيكون على "كوكب الأرض القادم" للإنسان امتلاك موارد مائية أو على الأقل علامات على وجود الماء بأي شكل من الأشكال.