كشف الشاعر والناقد العراقي سراج المياحي عن وجود تحديات عديدة تعيشها القصيدة العمودية في ضوء تعدد النظرات الفنية التي أطلقها العديد من نقاد الشعر، جاء ذلك في تصريح قال فيه المياحي للوكالة:يواجه النص العمودي المعاصر تحديات جمة بوصفه رابطاً شعرياً بين المنجز الشعري القديم وتحولات النتاج الحداثي، خصوصاً بعد أن تبدلت النظرة الفنية لماهية الشعر بعيد المرثونات المعرفية والفكرية التي تبناها النقد الحديث بدءاً بسوسير بتفريقه بين اللغة كنظام وبن الكلام كظاهرة للغة مرورا بالمناهج النصية وانتهاءً بنظريات التلقي والتأويل ، فكان أن تبدلت المعايير الجمالية للنص الشعر الحديث المعني بكيفية الكتابة لا بماذوية الإنتاج ، أي الإعتداد بكيفية كتابة الشعر لا بماذا يمنح النص الشعري ،
وأضاف المياحي قائلا:انطلاقاً من هذه الرؤية الفنية ينبغي على الشاعر أن يتحكم بأدواته بما يناسب هذه المعايير ، وهكذا يصبح لزاماً على النص العمودي أن يدير دفة الإهتمام نحوه من خلال الإرتفاع عن المجانية والنظم والخروج عن المنغصات العروضية وزنا وقافية ولا أعني الخروج على الاشتراطات الخليلية بوصفها ضابطا لونيا للكتابة الشعرية بل أقصد اكتناز الوزن والقافية دونما ضرر بجمالية النص ، بشكل يجعل القارئ يصدم دونما الشعور للحظة أن الشاعر كان إزاء قيد عروضي ما ، وهذا يتم حقيقة عبر إمكانات الشاعر ومقدرته وتعويله على التقنيات الأسلوبية العفوية والإلتقاطات الجديدة التي من شانها أن تحدث فارقاً على صعيدي الشعرية والإجرائية ، وهذا ما يمكن تلمسه واقعا في الوسط الشعري العراقي ،
وختم المياحي حديثه بقراءة موجزة لمشهد القصيدة العمودية في العراق في ظل هذه التغييرات الفنية حيث قال:يمكن القول أن شعراء النص العمودي في العراق حققوا قفزة نوعية واستطاعوا أن يخطفوا الأضواء من النص النثري أو النص المفتوح بوصفهما اللونين المهيمنين في الدائرة الأدبية ، بلغة عصرية وبجمالية فائقة على مستوى الشكل والمضمون ويمكن أن يتجلى ذلك واضحاً في تجارب كثير من الشعراء الشباب كحسين القاصد وهزبر محمود ومحمد البغدادي وعارف الساعدي وياس السعيدي ومهدي النهيري وعمر عناز والكثيرين ، وأعتقد أن الشعراء العمودين الحداثيين إن صح التوصيف قد ظلموا نقدياً ولم ينصفوا حقيقة.
.....................
الرابط لمن يريد المتابعة : http://www.alapn.com/ar/news.php?cat=3&id=24449