القصيدة تتحدث بلسان اليتيم ..
----------
طفولة الحرمان
*********
خيوط ثوب الليل من أحزاني
اليتمُ حاك نسيجه فكساني
طفولتي ذبلت برمضاء الأسى
وزهورها شوكٌ من الحرمانِ
بسواد حزني أرى الحياة كئيبةًً
ما ذقت طعم سعادةٍ وحنانِ
اليتم أبدلني الحنان قساوةً
والحب مذبوحٌ على وجداني
عمري بدا فيه الشتاء فبددت
آمال أحلامٍي و كل أماني
والدمع ينحت لوحةً للحزن في
خدي ملخصةً بها أشجاني
وتنهدي مثل الدموع إذا جرت
جذبت نظائرها من الأجفانِ
أنا من فقدت حنان أمٍ وارفٍ
مثل الربيع بروضه الريانِ
سألتْ عيوني البدر عنْ أمي التي
على صوتها عشق المنام أغاني
صدري يحن للمسةٍ بأكفها
ليذوق دفئ الحب في الأحضانِ
يا نجم أين أبي الحنون بقلبه
من لوْ رآني معذباً لفداني
لما أرى الأطفال بين رياضهم
كالزهر مبتسماً من الولهانِ
حاولت أرسم في الخيال سعادةً
من طيفها أنسى عنى حرماني
لكنْ بنار القهر ذابت أدمعي
فمحت رسوم سعادةٍ بجناني
نظراتي من بقيت تحاكي صمتها
في بؤسها تخبرك عن أحزاني
والضحك غادر للشفاه شواطئاً
ذاق العناء بصحبتي فجفاني
بالصمت من حولي نسيت بأن لي
صوتاً أحس لحونه بلساني
خطوات أقدامي تسير كليلةً
سئمت مسيراً في فضا التيهانِ
يا طير لو تدري بأحزاني لما
غردت ألحاناً على الأغصانٍ
ولعرتني منك الحنان تشفقاً
ونسيت قربي لذة الطيرانٍ
البحر يلطم خده وبمائه
دمعاً على حالي أتى فبكاني
لو يعلم الكون المعج بخلقه
بجراح آلام الحشى لرثاني
فعصرت باقي الروح حبر قصيدةٍ
عنْ قصتي تحكي مدى الأزمانٍ
أنشدت عن حالي لتسمع بي الدنا
أدعو أخ الإسلام لا ينساني
فكفالة الأيتام خير تجارةِ
كفلت بأرباحِ من الرحمنٍ
فلكافلي البشرى برفقة أحمدٍ
في جنة الفردوس والرضوانٍ
بلسان حالٍ لليتيم بحرقةٍ
إني أخاطب مهجة الإنسانٍ