وجدت دراسة جديدة أن الشكل الجيني الشائع المرتبط بالصداع النصفي يمكن أن يكون تكاثر بسبب مساعدته البشر الأوائل على التكيف مع الطقس البارد بعد الهجرة إلى المناخات الباردة.
وخلال الخمسين ألف سنة الماضية، هجرت مجموعات من الناس المناطق الأكثر دفئا في إفريقيا، وانتقلت إلى مناطق أكثر برودة في أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من العالم.
وفحصت الدراسة، التي أجراها، فيليكس كي، من معهد ماكس بلانك في ألمانيا، الجين TRPM8 الذي يرمز للمستقبلات الوحيدة المعروفة بأنها تمكن الشخص من الاستجابة لدرجات الحرارة البادرة والحارة.
وقالت عايدة أندريس، التي أشرفت على الدراسة: "كان من الممكن أن تكون هذه الهجرة مصحوبة بتغييرات جينية ساعدت الإنسان على الاستجابة لدرجات الحرارة البادرة".
واكتشف الباحثون أن نوعا من هذا الجين قد أصبح شائعا بشكل متزايد لدى أولئك الذين يعيشون في خطوط العرض الأعلى خلال الـ 25 سنة الماضية. كما عرفوا سابقا أن المتغير الحاصل مرتبط بقوة بالصداع النصفي.
ووجد الباحثون أن 88% من الأشخاص الذين ينحدرون من أصل فنلندي، يحملون الجين المتغير، مقارنة بنسبة 5% فقط من النسب النيجيري. وكان التباين الوراثي نادرا في إفريقيا، ولكنه أصبح الآن شائعا خارج القارة.
وشملت الدراسة أيضا تحليل البيانات الوراثية لأكثر من 1200 شخص عصري في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 79% من الأشخاص القدماء الذين عاشوا ما بين 3 آلاف و8500 سنة ماضية.
وأوضح الباحث كي، كيف يمكن أن تؤثر الضغوط التطورية السابقة على الظواهر الحالية.
يذكر أن الصداع النصفي يؤثر على الملايين من الناس في الولايات المتحدة، ويصعب علاجه لعدم معرفة المسبب الحقيقي لهذا الألم. وتساهم العديد من العوامل غير الوراثية في زيادة خطر الإصابة بالصداع النصفي، بما في ذلك بلوغ منتصف العمر وارتفاع مستويات الإجهاد وتدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الصداع النصفي أقل انتشارا في إفريقيا، مع زيادة حالات الإصابة في أوروبا.