بغداد/ NRT
شهدت مدينة بغداد التي تضم ما يقرب من 8 ملايين نسمة، تحولا "مثيرا" في حالتها المزاجية منذ السنوات المميتة التي أعقبت الغزو الأميركي عام 2003 وما تلاها من 15 عاما من الحرب، كان آخرها معركة دامية ضد تنظيم داعش.
ونشر موقع "عربي بوست" في تقرير له، اليوم الاثنين، 7 أيار 2018، ان مطاعم العاصمة بغداد ومقاهيها أصبحت تعج بالزوار حتى ساعات الصباح الأولى، كما ان شوارع المناطق التجارية تشهد ازدحاما بالسيارات والموسيقى الصاخبة والأطفال الذين يلهون، مضيفا ان اللفت في الأمر ان العائلات تخرج في المدينة حتى وقت متأخر، بالتزامن مع افتتاح فروع جديدة لبعض المطاعم ومنها "مادو" التركية.
وأوضح التقرير انه"مع تحسن الوضع الأمني، قام أصحاب المطاعم بتأخير أوقات إغلاق المطاعم حتى ساعات الصباح الباكر، لأن الموظفين أصبحوا يشعرون أكثر بالأمان في العودة إلى منازلهم في وقت متأخر"، وقال "ضياء عادل" 34 عاما، المدير في مطعم صاج الريف بفرع المنصور، وهي سلسلة مطاعم عراقية راقية، إنه "قبل ذلك، كان علينا إنهاء الخدمة في الساعة التاسعة أو العاشرة مساء. الآن الأمر مختلف، فأنا أعود إلى المنزل الساعة الرابعة صباحاً".
وأشار التقرير إلى ان البعض يرجح بعض الفضل لحكومة حيدر العبادي، في جعل بغداد أكثر ملاءمة للعيش، حيث بدأت الحياة الليلية بالفعل تنتعش منذ ثلاث سنوات بعد رفع حظر التجول الليلي الذي كان يمتد من منتصف الليل إلى الساعة الخامسة صباحاً، كما وجه العبادي، بإزالة الحواجز الأسمنتية التي كانت تقسم الأحياء في السابق.
وقامت السلطات بتقليص عدد نقاط التفتيش ومنع محطات المرور العشوائي التي كانت تستخدمها الميليشيات الشيعية أو قوات الأمن كمجرد نزوة، وسعت الحكومة إلى تسريع عمل بوابات الدخول إلى المدينة، مما يتيح سهولة الوصول إلى الحياة الليلية في المدينة.
ونقل الموقع عن سجاد جياد، المحلل بمركز أبحاث البيان للتخطيط والدراسات، قوله إن "كل ذلك جزء من طموح العبادي لإزالة الطابع العسكري للمدينة وإخضاعها للإدارة المدنية، ومن المحتمل أن تلعب الاعتبارات السياسية دورا، وقد يساعد تحسين الحياة في بغداد في توسيع قاعدته لتتجاوز المسلمين الشيعة المتدينين، ولتشمل الناخبين من الطبقة المتوسطة والشباب الذين يطالبون بتحسين نمط الحياة".
من جانبها أشارت النائبة في البرلمان، شروق عبايجي، إلى انه "عندما يشعر العراقيون بالأمان، يخرجون. يذهبون إلى مراكز التسوق، ويذهبون إلى المطاعم. في السنوات التي كانت الأوضاع فيها سيئة، كان الناس يمكثون في بيوتهم مع حلول الظلام. الآن بعد الساعة السادسة مساءً، يذهب الناس إلى دور السينما والموسيقى في كل مكان. يعيش العراقيون ليستمتعوا".
وختم الموقع تقريره بالقول إن "العراقيين يحبون الحياة الليلية، وخاصة في أشهر الصيف الحارة، وقد احتفلوا في الشوارع حتى الفجر عندما رفع العبادي حظر التجوال".