بينما انا انتقل من غرفة الى غرفة اخرى في منزلنا استمعت الى صوت عبدالباسط عبد الصمد -الذي تحب امي ان يكون صوته يصدح في ارجااء المنزل فصوته بعاث للحياة (( الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبا لهم وحسن مآب))- ، وكانت الايه التي يتلوها
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)
فاستوقفتني هذه الايات لما تحمل من معاني وقيم سامية ورفيعة ، فمن بين معانيها :
ان سبب قبول العمل في الدنيا والاخرة هو التقوى فهابيل كان رمز للانسان التقي الذي لا يقتل ولا يفسد في الارض والبرهان انه قال لاخية قابيل الذي هو رمز للانسان الحقود و الحسود :
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
فالانسان التقي يمكنه ويملك القدرة ان يسلك الطرق الملتويه التي يسلكها الانسان الحقود ولكنه لا يفعل لانه يتقي الله فلذلك تقبل قربانه
---------------------------------------------------------------------------------------------
ان النفس في حالة الغضب والكراهية والحسد والحقد تطوع لصاحبها كل شئ لتحظى بشعور الانتصار مؤقت وبعدها يأتي الندم
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
---------------------------------------------------------------------------------------------
أننا هنا في هذه الدنيا اتينا لكي نتعلم من خلال كلمة "كيف "
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ
وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ
لِلّهِ أجفانُ عينٍ فيكَ ساهِرَة ٍ
شَوْقاً إليكَ وقَلْبٌ بالغَرامِ شَجِ
أصبحتُ فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً
ولَمْ أقُلْ جَزَعاً:يا أزْمَة ُ انْفَرِجي
ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَج
ودَّعْتُ قبلَ الهَوى رُوحي
لما نَظَرَتْ عيناي
منْ حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ
أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراضهِ في الطّولِ كالحججِ
فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي
تراهُ إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحةٍ
في كلّ مَعنى ً لطيفٍ رائقٍ بهِجِ
لم أدرِ ما غُربَة ُ الأوطانِ وهو معي
وخاطِري أينَ كَنّا غَيرُ مُنْزَعِجِ
مشاعرنا و أحاسيسنا
هي التي تجعل من الانسان انسانا فالانسان من غير مشاعر و أحاسيس
يصبح جماد
كالقرية من غير سكان
كالمدرسة من غير طلاب
كالطير من غير جناحيه
من مذكراتي :
يوم الجمعة
1435 -8-29
نعم انها وحيدة لم تجد من يشاركها مشاعرها و افكارها لا تثق بالناس ولا بالصداقات لانها تعتبر الصداقة في هذه الايام كذب ونفاق
تمنت ان تعيش في زمن ليس فيه انترنت ولا هواتف ذكيه تمنت ان تعيش في مصر في بداية القرن العشرين فترى وتعاشر الكتاب العظام و المميزين مثل على الطنطاوي الشهيد سيد قطب العقاد مصطفى محمود
الحمد لله على تربية العين المليانة و تربية الشبع و القناعه و الاصل الطيب و النيه الصافيه و النفس السويه و الضمير الحي و عزة النفس و الرضا