عندما تنجب زوجتي طفلة أسميه حواء..
لأن الأسامي في زماننا تهمة..
فلن أسميها مريم. ولاخديجة..
لن أسميها فاطمة ولا عائشة..
لن أسميه رغدً ولا صبحة..
ولا حتى امنة أوبتول ولا حتى ماريا ولا جورج..
أخافُ أن تكبر عنصرياً وأن يكون لها من اسمهِا نصيب..
فعند الأجانب يكون إرهابياً..
وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً..
أخافُ أن يكون اسمه جواز سفره.. أريدها حواء، مسلمة ومسيحياً.. أريدها أن لا تعرف من الدِّين إلا أنه لله..
وأريدها أن تعرف أن الوطن للجميع.. سأعلمها أن الدين ما وقر في قلبها وصدقها وعملها وليس اسمها..
سأعلمها أن العروبة وهم.. وأن الإنسانية هي الأهم.. سأعلمه أن الجوع كافر، والجهل كافر، والظلم كافر..
سأعلمها أن الله في القلوب قبل المساجدِ والكنائس.. وأن الله محبة وليسَ مخافة.. سأعلمها ما نسيَ أهلنا أن يعلمونا..
سأعلمها أن ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأن ما عندنا هو الذي ينقصنا.. سأعلمها أني بدأت حديثي بأن زوجتي ستنجب يوما انثئ