الماء في كل مكان من الكون
حتى الآن هناك نظريات متعددة لنشوء الكون ونشوء المياه.. ولكن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الماء موزع بانتظام في أرجاء الكون مما يحير العلماء.. دعونا نتأمل....
عثر العلماء على جزيئات ماء في نيازك قادمة للأرض، ووصلوا إلى نتيجة أن الماء موجود في الفضاء وتشكل قبل مليارات السنين، وأن الماء ليس خاصاً بكوكب الأرض إنما منتشر في الكون.
الله تعالى أشار إلى وجود ماء بعد نشوء الكون في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [هود: 7].
الكثير من الآيات تؤكد أن ماء الأرض نزل من السماء كما في قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
فهذه الآية تتحدث عن ماء نزل من السماء وسكن في الأرض وذلك حلال فترة بناء السماء وتكوين الأرض كما في آية أخرى يقول فيها البارئ عز وجل: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً) [البقرة: 22].
تبين دراسات النيازك والمذنبات التي أجرتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن هناك مليارات من هذه المذنبات والنيازك مليئة بالمياه وتسبح في أعماق هذا الكون.. وهنا يحتار العلماء في إيجاد تفسير لذلك.. فمتى تشكلت هذه الكميات الضخمة من المياه وأين.. وربما يكون الجواب أن الماء قد تشكل بعيد نشوء الكون وانتشر في كل مكان مع حدوث التوسع الكوني..
وتأملوا معي كيف ربطت هذه الآية: تمهيد الأرض من خلال ضربها بالنيازك وتسويتها وتسطيحها لتكون ممهدة أمام البشر – بناء السماء وتشكل مزيد من النجوم والمجرات والكواكب – إنزال الماء إلى الأرض مع النيازك لتكوين البحار والأنهار والغيوم...
فيما بعد وتكوين دورة الماء ليعود الماء فينزل من سماء الأرض (الغلاف الجوي) ويعود إلى الأرض ويتبخر بفعل الرياح... ومن جديد تستمر الحياة كما قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
لذلك فإن وجود الماء في كل مكان من الكون يعني أن الماء لم يتشكل في مكان محدد بل في كل مكان وفق نظام محكم. ولذلك فإن القرآن الكريم يتفق تماماً مع المشاهدات العلمية، حيث ربط القرآن بين نشوء الكون ونشوء الماء.. والعلم يؤكد أن الماء موجود في كل مكان مما يدل على أنه تشكل مبكراً وقبل مليارات السنين.. فسبحان الله!