ونحن امام اول مطعم للدجاج المشوي في بغداد وهو (علي شيش) الذي اصاب شهره كبيره بالرغم من صغر مساحته
واذكر ان سعر الدجاجه المشويه مع (الحباشات ) اي الصمون والزلاطه والطرشي هو 350 فلس فقط وهي تكفي
لعائله متوسطه العدد ولم يكن في تلك الايام دجاج مجمد ولا الكفيل ولا ساديه بل كان للمطعم متعهد لجلب الدجاج وذبحه
بمعرفة المطعم ومن ثم تهيئته للشوي وعلى الطريقه اللبنانيه التي كانت مشهوره انذاك ...
نتوجه الان باتجاه الجنوب الشرقي وشارع السعدون امامنا وعلى اليسار شارع القصر الابيض (تونس حاليا ) وهو
شارع ضيق نوعما ويؤدي الى منطقة القصر الابيض وكلية الشرطه ونتجه الان باتجاه العلويه ,واصل التسميه العلويه :
(نسبة الى مالكها الحاج عباس احمد العلويه الذي تعاقد على زراعتها مع الوالي سليمان باشا الكبير لمدة 99 سنه
وذلك في عام 1801 م ) ونحن نغادر ساحة النصر سيكون وصفنا على الجهتين اليمين واليسار ,,
على اليمين تقع مقهى زناد وتليها ارض خاليه اصبحت سينما النجوم لاحقا ومن ثم مجموعة محلات مختلفه وارض
مسيجه تستخدم كراج لتصليح السيارات وكراج لغسل السيارات..
وهي سينما اطلس الحاليه ثم محطة وقود النصر التي لاتزال قائمه لحد الان ومن الجهه المقابله في ساحة النصر عماره
من طابقين فيها بعض الاطباء ومحلات منها ساعاتي ومطعم شعبي تجاورها من اتجاه شارع تونس عمارة المرحوم
(فخري جواد الساعاتي) ابو حسين ثم مطبعه وحتى نصل الى المصور المشهور (حازم باك ) ثم وكالة شركة فورد
العائده الى عائلة الدامرجي المعروفه وتقع مقابل محطة الوقود هذه المنطقه يسارا ويمينا تعود الى محلة البتاويين...
ومعنى كلمة البتاوين : (منطقه زراعيه جائت تسميتها من مزارعين نزحوا من منطقة النهروان في ديالى ومن قرية البت
في القرن التاسع عشر والاسم هو جمع لكلمة ,, البت ,, البتاويين) ثم ننطلق على جهة اليمين ويقا بلنا (مركز الشباب
المسيحي وهو مركز شبابي يؤهل الشباب رياضيا وثقافيا ويقيم حفلات في المناسبات والانتماء له للمسيحيين ولكن
يمكن اصطحاب الضيوف من باقي الاديان ,, ومتعارف على تسميته ب (واي . ام .سي .اي )..
في الجهه المقابله يقع ملهى عبد الله وبجوار وكالة فورد وكان من اشهر وارقى الملاهي في بغداد , نستمر حتى نصل
الى مكتب (توماس كوك) وهو من اشهر وافضل مكاتب السفر وتحويل العمله في الشرق الاوسط يقابله مصرف الرافدين
فرع العلويه وبجوار المصرف باب صغير يؤدي الى ممر عميق ومن ثم الى ملهى (كروان) لصاحبه سلمان توفيق شقيق
المطربه الراحله (لميعه توفيق ) وغاده سالم وشقيق غازي توفيق زوج المطربه دلال شمالي ,
وكان هذا الملهى من الدرجه الثانيه وفيه حصلت حادثة اختطاف المطربه اللبنانيه (هيام يونس) شقيقة المطربه نزهت
يونس من قبل مجموعه من الضباط في عام 1964م..
وفي الجهه الاخرى نصل الى فندق بغداد الذي يقع على مدخله اكبر صائغ وجواهرجي في العراق وهو (ارتين دوش)
واولاده ,, اوانيس وفاهيه و الذي كان يختص بالاغنياء والمشاهير ثم يطالعنا على الركن الاخر شركة طيران الشرق
الاوسط ( M.E.A ) .
ثم شركة الصناعات الخفيفه وتقابلها سينما النصر التي افتتحت في اواخر عام 1961 م بفلم (غرام في اسبانيا ,,
تمثيل كلين فورد ,ديبي رينولدز ,مارلون براندو ) وندخل في فرع سينما النصر لنجد ملهى (سميراميس)الذي كانت تغني
به المطربه الراحله (زهور حسين ) وفيه صالتين صيفي وشتوي ,,
ثم نستمر حتى نصل الى بناية المرحوم ناجي جواد الساعاتي صاحب ساعات (اولما ) المشهوره
وبجواره شركة الجزائري للنقل الدولي واعتقد لاتزال لحد الان ولقد لاحظت قبل ايام عملية ترميم وتجديد لعمارة ناجي
جواد ويقابل ذلك مجموعه من الدور السكنيه حتي ندخل الفرع الايسر والذي كان يسكن فيه المرحوم عبد الكريم قاسم
في دار من الاموال المجمده واصبح لاحقا مقر لبلدية البتاويين . ونستمر وعلى الجانبين مجموعة دور سكنيه حتى نصل
الى دار سكنيه في مكانها الحالي فندق (المريديان ) وكانت هذه الدار للدكتوره النسائيه المشهوره (فاطمه الخرسان)
التي اغتيلت في عام 1971م في ظروف غامضه داخل عيادتها في نفس البيت
وفي المقابل نستمر حتى ساحة الجندي المجهول لاحقا التي كانت ساحه خاليه يطل عليها معرض سيارات وبيت عائلة
(كتخدا) وهي تعني نائب الوالي ومن ثم شركة مقاولات (الاخوان) ومحل لبيع الاثاث الخيزراني من قبل شخص لبناني
(ايليا مجدلاني) وفي الجهه الاخرى مكان الشيراتون الحالي كانت هناك مجموعه من المحلات في مقدمتها بوفية الذهبيه
وحلاقة وبار وفي الجهه الاخرى وهي سياج نادي العلويه الغربي ثم مدخل النادي ويجاوره مطعم العش الذهبي المشهور
وبعده خان دجاج ويقابله ساحه خاليه إلا من بعض اشجار النخيل تحولت لاحقا الى مسجد الشهيد..
ثم مستشفى الفردوس للولاده ثم محطة الوقود التي لاتزال في مكانها الحالي ثم باقي الجهتين تتالف من مساكن حتى
نصل الى الزقاق الذي يضم السفاره الفرنسيه ثم ساحة علي بابا (كهرمانه) الحاليه والتي كانت تسمى علي بابا استنادا
الى ملهى علي بابا المشهور والذي يطل على الساحه من اتجاه الشرق وتعتبر هذه الساحه هي مفرق طرق بين الكراده
داخل على اليمين والكراده خارج على اليسار..
وفيها تفترق باصات مصلحة نقل الركاب فرقم 12 يذهب الى الداخل ورقم 11 و13 يذهب الى الخارج وللكراده خارج
خطين احدهما 13 وهو يذهب الى نهاية الكراده (الجادريه) وتعني كلمة الجادريه : (نسبة الى مالكيها وهم أل جادر
المعروفين في بغداد والموصل ) ورقم 11 يذهب الى المسبح وتعني كلمة الكراده (نسبة الى الكرود وكثرة استخدامها
والمنتشره فيها والكرود هي انابيب حلزونيه من الصفيح فيها جيوب لحمل الماء من اسفل النهر الى الارض الاعلى )
ويطل على الساحة ايضا وعلى الجهتين معمل شهداء الجيش الذي كان ينتج (البطانيات للقوات المسلحه وللاهالي ) و
الذي اصبح صالون حلاقة (توكالون ) النسائي للمرحومه تغريد اندراوس ومن الطرائف في هذا الصالون انه دخل
شخص (شاب) الى الصالون وطلب نفر كباب وعندما افهموه انه صالون حلاقه وليس مطعم اجابهم (قابل فلوسنا نوه
جيب عيني جيب واخرج ورقه نقديه فئة 5 دنانير ,,) ولهذه الحادثه قصة طريفه ان هذا الشاب كان يعشق احدى
الفتيات التي ترتاد هذا الصالون واراد ان يثبت لها حبه بهذه الطريقه التي انتهت باخراجه من قبل الشرطه...
وبعد ملهى (علي بابا ) تأتي مجموعه من المحلات واهمها (الباجه المصلاويه) ثم الى الجانب الايمن يقع اول كشك
للاكلات السريعه وهو كشك مقدم من شركة (كوكولا) تشجيعا الى المرحوم (ابو يونان) في عام 1955م وكان يقدم
فيه الهمبركر والكولا ثم اشتهر لاحقا حتى بات من المطاعم الشهيره في بغداد ونستمر حتى نصل الى مركز بريد وهاتف
وبرق العلويه الذي تطور لاحقا الى بدالة العلويه وامامها بالركن المقابل مستشفى الدكتور (عبد الحميد فيضي ) التي
تركها وتحولت الى محلات اثاث وساحتها الى معرض سيارات (طارق العاني) والتي اصبحت لاحقا مطعم المطعم
المشهور وبجواره مطعم (باجة الباجه) وكانت هذه الاسماء المكرره متداوله مثل (كبة الكبه) ,,
يقابلها على الجهه الاخرى قصر ضخم تحول الى فندق ثم الى نادي ليلي (جوهرة الخليج ) وبعده مباشرة (المعهد
الامريكي للغات ) وهو من افضل المعاهد لتعليم اللغه الانكليزيه بمرحلتين الاولى من 8 كورسات كل كورس 45 يوم
والناجحون ينتقلون الى المرحله الثانيه التي تختص بادارة الاعمال او تعليم اللغه للمبتدئين ويضم المعهد مختبر لفحص
الاصوات والتهجئه والالفاظ وكذلك ينظم المعهد زيارات لعوائل امريكيه في بغداد لتعلم المحادثه ,, تم حرق وتدمير
المعهد بعد حرب حزيران 1967 مع اسرائيل وموقف امريكا المنحاز ,,
نستمر باتجاه الشرق وتواجهنا شركة (عريم) لتجارة السيارات وهم اصحاب وكالة (فورد تاونس) الالمانيه التي
اشتهرت في بغداد باسم الصواريخ لسرعتها وسوء تصرف بعض من سائقيها يقابلها بعض الدور السكنيه تحول احداها
الى فندق (دار السلام ) الذي يعود الى السيد طارق العزاوي وبعد شركة عريم نجد اول مقهى مختلط في بغداد وهو
(مقهى بغداد ) الذي يقدم المشروبات الساخنه والبارده من ضمنها البيره المثلجه والوجبات الخفيفه وبهذا فنحن سبقنا
الدول المجاوره في هذا المجال عدا لبنان وترى في هذا المقهى لاول مره الصبابا والشباب جنبا الى جنب وبحريه كامله
عبد الكريم الحسيني
المصدر