بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


ماذا بعد الموت

هل تنتهي حياة الإنسان بعد نزوله للقبر

يجيبنا عن هذا القرآن الكريم، إذ قال تعالى

{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}


سورة مريم 6، 62

وخص بهذه الآية من محض الإيمان


{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}
سورة غافر 45، 46

وخص بهذه الآية من محض الكفر.

ويفسر الإمام الصادق عليه السلام الآيات بأنّها تشير لقبل يوم القيامة فيقول: (ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك لأنّ في القيامة لا يكون غدو ولا عشي، لأنّ الغدو والعشي إنما يكونان في الشمس والقمر وليس في جنان الله ونيرانها شمس ولا قمر.)

وعليه: فإنّ عالم البرزخ حقيقة

وأنّ حياة البرزخ هي عامة لجميع الناس


إلا أنّ المساءلة في القبر وإخراج الروح إلى جنة البرزخ أو جهنم البرزخ ليسا أمرًا عامًا لكل الناس بل لمن محض الإيمان ومحض الكفر

وهنا نسأل ما مصير (الملهون عنهم) والتي أوردنا الحديث عنها في باب المساءلة

يجيب الإمام الباقر عليه السلام: "أما هؤلاء فإنّهم في حفرهم لا يخرجون منها، فمن كان له عمل صالح، ولم يظهر منه عداوة، فإنّه يخدّ له خدًا إلى الجنة التي خلقها بالمغرب، فيدخل عليه الرَوْح في حفرته إلى يوم القيامة، حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فإما إلى الجنة وإما إلى النار،فهؤلاء الموقوفون لأمر الله.... ''

كيف يكون الإنسان في عالم البرزخ

عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا قبضها الله صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا".



أين هي جنة البرزخ

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "ما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وإنّها لبقعة في جنة عدن".

وادي السلام يقع في مدينة النجف الأشرف، ودفن في هذه البقعة المباركة الكثير من الأنبياء والأوصياء، منهم آدم ونوح وهود وصالح.

أما جهنم البرزخ

عن الإمام الصادق عليه السلام: "… إنّ عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فأخلدت في عذابه، وأطعمت من زقّومه، وسُقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي".

نعوذ بالله من ذلك ونسأله حسنى العاقبة