بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

لم اختار الله سبحانه شهر رمضان بالذات لينزل فيه كتابه الكريم، إن الذين يريدون أن يصلوا إلى شهر رمضان متميز، فإن ذلك يتحقق من خلالالقرآن الكريم.

فالصيام -حسب الظاهر- هو: عملية كف عن الطعام، والشراب،وباقي المفطرات، ولكن هذا الكف أو هذا الصوم يحتاج إلى منهج، وإلى خلفية فكرية.

والقرآن الكريم هو الجزء المكمل، من خلال إعطاء الإنسان الرؤية الكونية المناسبة.

حيث أن الإنسان عندما يصوم، يسيطر على غرائزه، وعلى نزواته،وعلى ما ألفه طوال السنة، ولكن العقل أيضاً يحتاج إلى برنامج.. والذي يتكفل هذاالبرنامج، هو القرآن الكريم.

فالقرآن الكريم هو الذي يفلسف الحياة، ويفلسف حركة الإنسان،وعندئذ هذا الكف البسيط -الذي هو فعل من أفعال الفم، والمعدة، والأمعاء، الخ-يتحول إلى عملية هادفة.

إن نفس عملية التجويع الاختياري عملية مطلوبة، فلو أنإنساناً ابتلي بقحط أو بسجن، ومنع من خلالها الطعام والشراب، فقد لا يكون ذلك مربياً.

أما الإنسان الذي بملء اختياره، يكف نفسه عن الطعام والشراب وغيره من الصباح إلى الليل، فإن هذا الجوع يُفتّح مسارب النفس.

ونفهم من خلال الروايات الكثيرة، أن نفس عمليةالجوع من موجبات انفتاح البعد الفكري، والثقافي، والتوعوي عند الإنسان (عند البطون تعمى العيون)! و(البطنة تذهب الفطنة)!

فإذا كانت البطنة تذهب الفطنة، معنى ذلك أن العكس -وهوالصيام- يفتح الآفاق للتدبر والتأمل في كتاب الله عز وجل.