لم يبقَ منكَ سوى الكرسي يحتفلُ
بموتِ أهلِكَ ،فيهِ النارُ تشتعلُ
لم يبقَ إلّا جنونٌ غائبٌ وبهِ
شعبٌ يهرولُ فيهِ الموتُ والجدلُ
قدْ كنتَ للحبِ ثوباً شعَ من ذهبٍ
وبينَ جناتِكَ الأرواحُ تبتهلُ
وكنتَ نهراً على خديهِ أغنيةٌ
بها النخيلُ ونورُ اللهِ ينتقلُ
وكنتَ حُلماً ينامُ العاشقونَ بهِ
كأنّهم أنتَ في أسرارِكم أملُ
وكنتَ كنتَ جناحَ الفجرِ مُبتسماً
على شفاهِكَ من أنهارِكَ العسلُ
يا أنتَ كم لُغةٍ تهواكَ من زمن ٍ
يا نظرةَ الوردِ يمضي بينها خجلُ
يا أنتَ يا مطراً يمشي بهِ مطرٌ
وبينَ محرابِهِ صلتْ بهِ الرُسلُ
زرعتُ منفاكَ في نبضٍ وقلتُ أنا
وأنتَ أنتَ كلانا ـ كيفَ لا نصلُ!
وكنتُ أركضُ في طيفٍ يلملمُني
أنا الجنوبُ ولي سعفٌ بهِ زحلُ
لم يبقَ منكَ..، إلهي إنّهم صلبوا
هذا الذي كانَ من عينيكَ ينهملُ
لم يبقَ إلّا جنونٌ غائبٌ وبهِ
شعبٌ يهرولُ فيهِ الموتُ والجدلُ