نالت منطقة الجوف شمال السعودية، حضوراً عالمياً بدخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، في وجود أكبر كمية لأشجار الزيتون في العالم، بعد منافسة مع تشيلي وكاليفورنيا وتونس.
ويأتي دخول السعودية في مجال زراعة الزيتون عبر منطقة الجوف، المنطقة الأقرب للحدود الأردنية، والتي تزرع فيها أشجار الزيتون على نطاق واسع وإنتاج وافر.
وبدأت تجارب زراعة الزيتون في الجوف السعودية، وتحديداً في منطقة البسيطا، الممتدة من الجوف وحتى أطراف منطقة تبوك، بزراعة أشجار الزيتون على مساحات شاسعة بعد نجاح تجارب فريدة لزراعة شجرة الزيتون.
وبدأت الجوف في زراعة الزيتون مع بداية 2007، وتعد البداية الحقيقية في عام 2009، حيث توسعت زراعة الزيتون بشكل لافت في "بسيطا" الجوف، لتصل في الوقت الحالي لأكثر من 13 مليون شجرة زيتون.
وحققت الجوف الزراعية بمشروعها المتصل، الرقم القياسي العالمي في أكبر حيازة زراعية تحوي أشجار الزيتون تصل إلى 5 ملايين شجرة زيتون، تمت زراعتها على مساحة 7350 هكتارا.
تحقيق أرقام عالمية
بهذا الخصوص، قال المهندس عبدالعزيز الحسين، مدير عام شركة الجوف الزراعية لـ"العربية.نت"، إن تحقيق رقم قياسي يسجل للسعودية في مجال الزراعة، المتوافقة مع حملات ترشيد المياه، حيث إن جميع السقيا تتم وفق آليات الترشيد وبزراعة التنقيط المعتمدة في كافة أجزاء المشروع.
وأضاف الحسين: "إن السعودية تستورد ما يقارب 30 ألف طن من زيت الزيتون، وهناك ارتفاع كبير في الاستهلاك، بعد تغير الأنماط الغذائية ووعي كبير لدى المستهلك، فيما يعتبر النمو السنوي للاستهلاك يفوق الإنتاج المحلي، فمعدل النمو في الاستهلاك يصل إلى أكبر من 25%، بينما الإنتاج لا يتجاوز الـ 10%.
أشجار زيتون
وزاد الحسين في معرض حديثه عن الزيتون وتحقيق لقب أكبر مزرعة زيتون في العالم: "إن هناك دعما كبيرا من صندوق الاستثمار الزراعي، فتم دعم زراعة 3 ملايين شجرة زيتون من قبل الصندوق، وهو ما جعلنا نتحرك في هذا الاتجاه وزراعة المزيد لتحقيق اكتفاء ذاتي، في حين أن الإنتاج المحلي في السعودية من زيت الزيتون يغطي أقل من 20 في المئة من كمية الاستهلاك المحلي، بينما تغطى كمية الاستهلاك المتبقية من المستورد".
وتعول منطقة الجوف أن تثري صناعة الزيتون، وتحرك الكثير من المجالات الاقتصادية والتجارية للسكان المحليين، وتوجد العديد من الفرص التجارية، وكذلك فرص العمل لأبناء منطقة الجوف، بعد التوسع في زراعة الزيتون بشكل لافت.
من جانبه، اتخذت أمانة الجوف غصن الزيتون المثمر شعارا في أحد الميادين العامة في الجوف، وكرمز من رموز المنطقة التي بدأت تنعشها تجارة الزيتون وزراعته.
مهرجان الزيتون
أطلقت الجهات الرسمية في الجوف مطلع عام 2008، مهرجانا متخصصا للزيتون يقام في منطقة الجوف، ويعرض إنتاج الأفراد والشركات في منطقة الجوف من الزيتون بكافة أشكاله.
ويقول ياسر العلي مهتم بصناعة الزيتون وأحد مؤسسي مهرجان الزيتون "إن المهرجان صنع هوية للمنطقة في هذا المنتج، ولفت أنظار السعوديين نحو الجوف في مجال زراعة الزيتون وصناعته"، مشيراً إلى أن تجاربهم تطورت كثيرا عن البدايات، وأصبح المهرجان علامة مميزة لمنطقة الجوف التي تزخر بالعديد من الأنشطة المصاحبة لهذا المنتج البارز.
مواطن الشجرة بين فلسطين والأردن ولبنان
ويصف العلماء مواطن أشجار الزيتون ما بين فلسطين والأردن ولبنان، وتمتد حتى شمال إيران، وانتشرت زراعة الزيتون في مناطق متعددة تبعا للهجرات التي تمت من منطقة الشام وشمال الجزيرة العربية لتصل للمغرب العربي وإسبانيا على أيدي المسلمين الأوائل.
ولا تزال إسبانيا موطنا من مواطن الزيتون الثانية وليست الأولى على مستوى العالم، فيما تزرع فلسطين أشجار الزيتون معتمدة على الأمطار الموسمية في بعض المواقع، ومياه الري في مواقع أخرى.
وتعد أشجار الزيتون من الأشجار المعمرة، وهي من أكثر الأشجار المثمرة التي يتم استخراج كميات الزيت من ثمراتها، وتقاوم شجرة الزيتون الأمراض التي تصيب المحاصيل، وكذلك تقاوم الطقس البارد.