يحن باستمرار لملامح ماض عاشه..ولا يتردد في حديثه عن حياة كانت أحلى.. وألفة كانت اصدق..اعتاد أن يستذكر أمثالا شجية عن مزايا زمن حلو..يحس معها بسحر متعة وجدانية شجية..وكلما تقدم به السن زاده الحال شوقا إلى ذلك الزمن الجميل.. ففيه مرحلة شبابه..أحلى مراحل عمره..مع أنها ولّت ولن تعود.. ذكرياته منذ بداية وعيه كلها مخزونة في دهاليز مخيلته..وليس لها أن تتلاشى.. فهي كما اعتادها..تقفز إلى فضاءات وعيه دونما استدعاء...فتوقه للماضي يرتبط بمرحلة صباه..وهو يستعيده استشعارا لسعادة وجدانية غامرة.. يتجاوز بها تعاسة غربة حاضر صاخب.. مثقل بضجيج حياة عصرية..غير آبه بترفها ورفاهيتها..