مادام الحبُ ممزوجاً بدمك فستعاني كثيراً ،، لأنكَ تحب من حولك لذا ستبقى متألماً من أجلهم وستبقى تعاني آلامهم وتحمل همومهم وستظل تعيساً ، وليس من السهل انتزاع الحب والسلام منك لأنه مجبولٌ ممزوجٌ بك ، فما بالك وأنت تعيش في وطنٍ فيه الناس تعاني من آلامٍ قاهرةٍ قد يصعب أن تجد لها مُسكناً وإن وجدت فهو لوقت قصير ،
إن أشدَّ حالات التعاسة تتولد من صدق الشعور لأن هذا الصدق يولد الألم ، وما دمتَ ترى دمعة يتيمٍ وتبكي من أجله وتقتلك الحسرةُ حينما ترى فقيراً أو شحاذاً أو أي متوجعٍ لأي سببٍ كان ، ستعاني كثيراً مادمتَ عاشقاً صادقاً وسيمضي عمرك وأنت غارقٌ في الحب تنزف وتعتصر وتنام مثقلاً بألفِ همٍ يجثو على قلبك ، ما دمتَ محباً للسلام فستتعب حينما لا تجد سوى الدمار ومادمتَ حالماً بعالمٍ ليس فيه سوى الحب والوئام فستتعب لأن ما حولك لا يعرف سوى لغة الحرب ، وما دمتَ عاجزاً في أن لا تبالي لما يجري حولك فتعيش غريبا وأنت تنظر من حولك لا ينظر إلا لنفسه ولا يبالي للآخرين من حوله ، وبما أنك لستَ نبياً مرسلاً حتى تغيير ما تستطيع من خلال معجزةٍ ما رغم أن أكثر الأنبياء ما استطاعوا التغيير الجذري تماماً ، لكنكَ إنسانٌ مؤمن برسالة الأنبياء لا يمكنك الانزواء بعيداً لأنك تحمل رسالة الحب ، وذات مساءٍ وأنا أجلسُ قرب شجرةٍ عاليةٍ سمعتُ صوتَ العصفورة وهي تقول ستتعب كثيراً وكلما كبرت سيزيد ألمك فحلقْ بعيداً وكن حراً طليقاً سابحاً في فضاء الجمال كي لا ترى القبح ، فشكرتها على ما أوصتني به ،، بعدها قررت تنفيذ الوصية ولما أردت التحليق وجدت جناحي مكسورتين ، لذا قررت أن أزيد الحب أكثر مما أحب وشددت أزري كي أتحملَ مزيداً من الوجع