كل إنسان لديه مصالح شخصية يبحث عنها لدى غيره من أشخاص أو من الطبيعة. لكن في أغلب الأحيان تتعارض مصالح الناس في ما بينها يعني تضارب مصالح. فهل تعتبر المصلحة الشخصية من الأخلاقيات؟
في هذه الحياة كل إنسان يسعى للإستفادة من هذه الطبيعة مهما كلفه الأمر غير مبالي هل أن هناك "غير" يمكن أن يتضرر من مصلحته الشخصية. لكن لا يجب أن ننسى أن لكل فرد منا له الأسباب القوية لتحقيق المصالح دون الإكتراث ب"الآخر". فمنها أن المجتمعات أصبحت في يومنا هذا كل فرد ينتمي إليها مستقل عن "الآخر" يعني لم تعد هناك تلك اللحمة بين الأفراد التي عرفناها في المجتمعات العربية المسلمة في القرن الماضي. فكل فرد من المجتمعات العصرية أصبح متقوقعا على نفسه هو و عائلته دون السؤال عن جيرانه سوى حيه أو داخل العمارات كأنما هناك خوف من "الآخر". أمر آخر، فمنذ تطور و دخول التكنولوجيا إلى بيوتنا أصبحت العلاقات الأسرية متناثرة، فلم نعد نشاهد تبادل الزيارات بين الأهل أو الأصدقاء في حالة المرض أو الأفراح أو الأحزان. فبمجرد رسالة نصية بسيطة أو بمكالمة هاتفية لا تتجاوز دقيقة واحدة نصل إلى هدف التهنئة أو التعزية دون علاقة روحية بين الأجساد. لكن هل أن المصلحة هي الطريقة الناجعة لتحقيق قوة البنية الإجتماعية؟
من نتائج تحقيق المصلحة الشخصية: الأنانية أي كل شخص سيرى "إنيته" فقط دون الحاجة إلى "الآخر" بلغة أخرى ستعم الوحدانية على حساب الإتحاد، فكل شخص سيستغل الفرص السانحة أمامه دون الإحساس ب"الآخر". كذلك عدم تحقيق الوحدة الإجتماعية يعني عند تحقيق المصالح الشخصية سيتلاشى مبدأ حب الخير للغير. أي في صورة مثلا أقبل عليك شخص طالب منك المساعدة في أمر معين، ستنظر لتلك المسألة لصالح شخصك و ليس لتحقيق الأخوة يعني ستنظر لذلك الشخص مصدرا لتحقيق مصالح أخرى بواسطته.
في الأخير، لا يمكن تصنيف مبدأ المصلحة الشخصية من الأخلاق لأن مسألة الأخلاق تهم كل المجتمع أي لصالح الجميع و ليس لصالح الفرد.