قمر أبى ألا مقارعة الدجى
أنواره شعت تجاوزت المدى
وأبى ألأفول ومد حبل غرامه
للشمس فانتفضت تبادله الضيا
أبن الرسالة سيدا في قومه
ومكانه قمم الذرى فوق العلى
قد جاء ينقذ امة من جهلها
بالعلم سد عليهم درب العمى
لما استكانت للطغاة وبطشها
واستبدلت لا التصدي بالرضا
أمست تساق إلى مقابر ذلها
محنية الهامات تنزف للحيا
فقدت كرامتها وصودر حقها
والبؤس ألبسها ثيابا للشقا
فأتى لهم باب الحوائج منقذا
لولاه كان طريقهم نحو الردى
قد قارع الطغيان أعلن ثورة
لم يستكين لظالم ابن الهدى
اذ راح يفضحهم ويكشف زيفهم
سرقوا الخلافة لم يكونوا أهلها
أبناء ليل والملذة شأنهم
رقص وخمر والغناء له صدى
لم يعرفوا للدين إلا أسمه
تركوا الرعية واستداروا للهوى
حتى انبرى ابن الرسالة ضدهم
قد هز عرشهم برعد قد دوى
ألقوه في السجن مخافة صوته
جعلوه في (طامورة) تحت الثرى
هو هكذا الطغيان ينفخ ذاته
متكبرا متجبرا عبد ألانا
لم يستمع أبدا لرأي ثاقب
إذ راح يستمع ألدني ومن افترى
جعل الإمام السجن بيت عبادة
أمسى يناجي الله صبحا ومسا
يدعو على الظلٌام عند صلاته
وصلاته في الليل مفتاح الرجا
يدعو الإله خلاصه من محنة
من سجن هارون الذي كم قد طغى