أمسى الدجى يشتكي وهنا ويحتضر
وقيل لليل هيا جاءك الفجر
والشمس هبت على الظلماء تكنسها
منها الشعاع كسيل راح ينحدر
والضوء مد يدا للأرض لبسٌها
ثوب الجمال وقد لاحت به الدرر
وراحت الطير في الأجواء سابحة
تعلو وقد زادها عزما بها البٌشر
والموج يسرع للشطأن يلثمها
قُبل الغرام وفيه الشوق يستعر
واللؤلؤ الغض فوق الورد متكئا
كأنه البرد فوق الأرض ينتثر
وكل ما في السما والأرض مبتهجا
لما أتى طارقا أسماعها خبر
فيه بشائر مولود لفاطمة
الشمس من نوره بيضاء والقمر
هو الحسين وقد أعطاه منزلة
رب السماء فلا يٌجهل له قدر
جبريل جاء من العلياء يخدمه
هوى عليه يناغيه ويفتخر
أبوه حيدرة والأم فاطمة
وجده المصطفى در تلا در
أمسى عشيق الورى تهواه قاطبة
في ألسن الناس لم يغفُ له ذكر
ملك الزمان وأبقاه له تبعا
ما خالف ألأمر لم يأبَ له دهر