تجتمع حيوانات الغابة في موعدٍ دوري لتناقش أوضاع الحيوانات وتحل المشاكل الخاصة بكل حيوان من خلال تقديم المشورة أو المساعدة، في الآونة الأخيرة كثرت شكوى الحيوانات من دخول الغرباء إلى الغابة الجميلة ، فقال الاسد متعجباً من هذه الشكوى نحن نحب الضيوف ونرحب بكل من يأتينا زائراً ونستقبله بأجمل الكلمات وألذ أنواع الطعام ، فهل تغير فيكم شيء ؟
قال الديك موضحاً : أيها الأسد العادل لازلنا نكرم الضيف ونرحب بالزائرين مادام هذا الزائر يحمل إلينا الحبَّ والاحترام ،
أمّا من جاء محباً لنا وقلبه مسوداً من الكره لإخوتنا وجيراننا فلا نريده ولن يكون مرحباً به بيننا لأنه يفرق الاحباب وينشر مرض الكره الذي يسوّد القلوب .
أيها الحاكم العادل : لقد عشنا سويّةً في هذه الغابة سعداء نتجاوز المشاكل فيما بيننا لأن قلوبنا عامرةٌ بالحب تنتشر بيننا المودة والألفة وإن كانت أشكالنا وأسماؤنا مختلفة فقلوبنا متشابهة بيضاء ونقية لا تعرف الكره والحقد على بعضنا البعض .
فقال الأسد معلناً للجميع :
يا سُكّان غابتنا الجميلة ... اسمعوا منّي وانقلوا للّذين غاب عنهم الخطاب ، إن الحُبَ طعام القلوب ، ومن لا يُحب الآخرين سيعيشُ وحيداً في عالم مليء بالمُحبّين فتجتمع عليه وحدة الكره وزحمة المتحابين ، لا تصدقوا من يدعونكم إلى كره الآخرين ولا تتبعونهم أبداً مهما تخيلتم أنهم صادقون ، فالصدق لا يجتمع مع الكره أبداً لأنهما من عالمين مختلفين ، من الجميل أن تختلف أشكالنا و ألواننا وأسمائنا وأماكن عيشنا ونختلفُ حتى فيما نحب ، ليُحب كلٌّ منّا ما يشاء وكيفما يشاء ، المهم أن يحبَّ ولا يكره أبداً .
حتى الذين يدعون إلى الشر لا تكرهوهم ، اكرهوا أفعالهم وحبوهم لأنهم أسرى داخل سجن الكره .