اشرَقَتْ الشمسُ هذا الصباحُ كعادتها و عادتي، لكنها تشرَق اليوم من الجهةِ الأخرى، كنت أراقبُها بدهشةٍ و هي تصبغُ اللوحةَ أمامي بلونٍ يكشِفُ لي زرقةَ السماءِ شيئاً فشيئاً.
تسألتُ: كيفَ تُغيرُ الأشياءُ اتجاهَ مسارها في ليلةٍ واحدةٍ؟ وَ رُحتُ في اغفاءةِ السؤالِ الذي لنْ تجِدَ لهُ جَواباً، فكُلُنا لَهُ هَذهِ القدرةُ و لكننا لا نملِكُ ذاتَ العزمِ.
كلُنا نتَغَيرُ إذا أرَدَنا، لذا سأمَسحُ كلَ تاريخي القديمِ و اصنعُ حاضراً مِن سحائبِ الفرحِ المطعمِ بالأملِ، سأغيرُ حياتي الأن و كان عليَّ أن أفعلَ هذا مِن قبلُ.
سأعيدُ ترتيبَ غُرفتي وَ افتحُ الستائرَ للفراشاتِ، سأنهضُ هذا الصباحَ لأوزِعَ الابتساماتِ على العيونِ، سأقبّلُ يداً كريمةً منَحَتني الحياةَ كُنتُ قَد نَسيتُ التواصلَ بها مُنذُ زمنٍ بعيدٍ.
في الطريقِ إلى العملِ، سأُلقي التحايا و الأماني على العابرينِ، سأضعُ في يدِ محتاجٍ ما يمَّكُنهُ من متعةِ الإفطارِ، اساعدُ شيخاً يَقفُ عاجزاً عن عبورِ الطريقِ، سأبذُلُ جهدي في أداءِ مهامَ العملِ، سأشتري باقةَ وردٍ لحبيبتي التي تنَتظرُني في المساءِ، سأقولُ لها ما تَتمَنى مِن الكلماتِ التي كتبتُها لها أغنيةً في الغياب.
سوفَ وَ سوفَ و .....
يدخلُ الغرفةَ رجلٌ قاطعاً دروبَ الأمنياتِ الصغيرةِ ينظرُ في صورةٍ تنبئُ عن داخلي، يضعُ إشارةً على عظامٍ بَيضاءَ كانَتْ قَد تحطَمتْ بحادثٍ منعَنَي مِنَ الحُلمِ، لكنهُ جعلني افكرُ بتغييرِ حياتي بَعدَ فواتِ الأوانِ...
يرتفعُ ضوءُ الشمسِ أعلى ليمنحَ الزُرقةَ لمعاناً يحجِبُ عني قُرصَها المُنعكسِ في المرآةِ